تلتقي هذا العام، ذكرى مولد النبيين العظيمين، عيسى ومحمد، عليهما أفضل التحايا والسلام، لتكون مسك ختامٍ لعامٍ طويلٍ مثقلٍ بالمعاناة والآلام.
رسالة عيسى (ع)، لخّصها في كلمة «المحبة»، ولخّص محمد (ص) رسالته في «الرحمة». ومثلما تاه أتباع المسيح عن رسالته، تاه أتباع محمد وأضاعوا رسالته، حتى أصبح بأسُهم بينهم شديداً.
أتباع عيسى تفرّقوا إلى سبعين فرقة، وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى، حتى خاضوا في دماء بعضهم بعضاً، قروناً طويلة، إلى أن عاد إليهم رشدهم، وعرفوا أنه لا مناص من ترك الناس أحراراً في معتقداتهم، والحكم لله يوم الفصل. أما نحن فنبدأ تواً، في حروبنا الداخلية الطاحنة، وربما نحتاج إلى عدة قرونٍ لتعود إلينا عقولنا، ونسلّم للآخرين بالعيش أحراراً، دون تحكّمٍ ولا فرعنةٍ ولا تكفيرٍ، فالله لم ينصّب أياً منا وصياً على أفكار ومعتقدات الآخرين، والله يفصل بيننا يوم القيامة فيما كنا فيه مختلفين.
ما أروع ما بشّر به المسيح من محبة، وما أروع ما بشّر به محمد من رحمة، ولا غرابة، فهما مصباحان يصدران من مشكاةٍ سماويةٍ واحدة، يكاد زيتُها يضيء ولو لم تمسسه نارٌ، نورٌ على نور. ولكن أين نحن من تلك الأنوار؟
ذاك عيسى ابن مريم، وهذا محمد بن عبدالله وابن آمنة بنت وهب، عاشا حياةً بسيطةً، وبشّرا بقيم العدل للجميع، وحملا راية المساواة بين البشر. كلّهم عيال الله وأبناؤه، ولا يرضى الله لعياله الظلم. وكلهم لآدم، وآدم من تراب، فلماذا الحروب والنزاعات، ولماذا الوصاية والتحكّم في الآخرين، ولماذا كل هذا الظلم وأكل أموال الشعوب بالباطل، وهذا الفساد الذي انتشر في البر والبحر.
عيسى (ع) طلب منه الحواريون مائدةً من السماء، ليأكلوا منها وتكون لهم عيداً، ومحمدٌ (ص) طلب منه قومه أن يفجّر لهم من الأرض ينبوعاً أو تكون له جنّةٌ من نخيلٍ وعِنَبٍ، وبعضهم طلب أن يزيح عنهم جبال مكة ليزرعوا مكانها بصلاً وقمحاً. بل إن بعضهم ذهبت به الحماقة إلى أن يطلب منه أن «تسقط السماء كما زعمت علينا كِسَفاً أو تأتي باللهِ والملائكةِ قبيلاً، أو يكون لك بيتٌ من زخرفٍ أو ترقى في السماء»، ومع ذلك يذهب الصلف بهم إلى القول: «ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه». فيردّ عليهم ردّ الحكيم الحليم: «سبحان ربي هل كنتُ إلا بشراً رسولاً».
إنها مواقف تدلّ حتماً على ما كانت تعيشه البشرية من مراهقة فكرية، في تلك الأزمنة القديمة، ولكن هل غادرت البشرية تلك المراهقة في هذا الزمان؟
عيسى (ع) عاش وحيداً يتيماً في عصره حتى رفعه الله إليه، وهي الحياة ذاتها التي عاشها محمد (ص)، فقد فقَدَ والده وهو رضيع، وفقد والدته وهو صبيٌ دون السادسة، وفقد جدّه وكافله عبدالمطلب دون العاشرة، ليعيش في كنف عمّه أبي طالب وزوجته فاطمة بنت أسد التي كانت له أمّاً ثانية. هذا اليتيم عاش أربعين عاماً يتعبّد في غار حراء، ويتفكّر من صومعته هناك في ملكوت السماوات والأرض، وحين دعا قومه للإسلام تكالبوا عليه حتى أخرجوه من موطنه، ولاحقوه بالحروب والحراب والمؤامرات في مهجره. وحين ظفر بهم يوم فتح مكة، خاطب جمعهم قائلاً: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». إنها الرحمة المهداة.
في آخر وصاياه: «المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، وما أحوجنا للتذكّر والتذكير بهذه القيم، في هذه المرحلة السوداء، التي استبيحت فيها حرمات المسلمين ودماؤهم وأعراضهم وأموالهم على يد هذا المد التكفيري الضال في بلاد العراق والشام والجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
ما أحوجنا في هذه الذكرى الجامعة العاطرة، مسلمين ومسيحيين، إلى الألفة والتعايش ونشر قيم الرحمة والمحبة بين أمم الأرض.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4857 - الخميس 24 ديسمبر 2015م الموافق 13 ربيع الاول 1437هـ
مولد النور
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وضياء
ما احوجنا لرسول الرحمه صل الله عليه وآله
كم تحتاج الامة لرجل حكيم قادر على قيادة الامة كرسول الله ولكن عزانا بفقد رسول الله هو انتظار الامام المهدي المنقذ الذي يسير بسيرة جده رسول الله
صلوا عليه وسلموا تسليما
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
سبعون فرقه
سبعون فرقه كلها في النار الا واحدة فمن هي هذه الواحدة يا اخونا الكاتب ؟
خلني اجيب عن السيد
كل فرقة تقول هي الناجية. والقول الفصل لله يحكم بينكم.
اللهم صل على محمد وآل محمد.
___________________________
اللهم صلي وسلم على محمد وال محمد
تلك هي رسالة الني محمد ورسالته لا فرق بين احد الا بتقوى الله لا مكان للعصبيه القبليه ولا الجاهليه ولا لكسرى ولا لقيصر بعد نور محمد وال محمد لاته بعث ليتخلص الناس من الرق والعبوديه وانحناء لواحد القهار واوليائه وحججه الذي وصانه لامساك بهم
صباح الخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدنا يعجز اللسان عن شكرك