لعلك أمي العزيزة تقرئين كلماتي هذه وتبحثين باستمرار عن إجابة لسؤالك؛ لماذا لا يستطيع ابني أن يبادر بالكلام ويجري حواراً مع الآخرين؟ رغم أنه يتحدث معك، وعندما يلتقي مع الآخرين يميل إلى الخجل، وبعد محاولات فإنه يحدثهم بصوت مهموس، تلك هي مشكلته وهذا الحل:

- بداية عليك بناء أهم أساس من أساسيات اللغة: وهي ما تعرف بالبرغماتية؛ أي استخدام اللغة في السياق الاجتماعي وإتباع قواعد الحوار وسرد القص، وتشمل الحديث بحسب الدور وكيفية استخدام الإشارات اللفظية وغير اللفظية، وكيفية استخدام تعابير الوجه والتواصل بالعين.

- علمي طفلك ما عليه قوله لإقناع شخص ما بالعائلة للسماح له بفعل شيء معين، قدمي له وسائل بصرية تساعده مثل صور تحوي أفعالا وأحداثا يومية، وناقشيه بمحتواها كصورة طفل يغسل يديه بالصابون، اسأليه ماذا يفعل الطفل؟ بماذا يغسل يديه؟ وهكذا تنمي لغته الاستقبالية والتعبيرية.

- اعرضي عليه مجموعة من الصور متسلسلة الأحداث كصورة طفل نائم؟ وصورة أخرى لطفل يغسل وجهه وينظف أسنانه، وأخرى لطفل يتناول فطوره، وطفل يذهب الى المدرسة، ثم دعيه يحدثك عن الصور ويرتبها. وبعد إتقان هذه المهارة عليه أن يحدثك عن تسلسل الأحداث من مخيلته وهكذا.

- صححي أخطاءه اللغوية عندما يقول كلمة أو جملة غير مفهومة، ارفعي ثقته بنفسه؛ وذلك بتحسين مهارة التواصل البصري، فيجب أن ينظر اليك عندما يتحدث معك وأيضاً عندما يتحدث عليه استخدام مهارة التأشير واستخدام الايماءات فمثلاً: عندما يقول أنا عليه وضع يده على صدره وعندما يقول عيني عليه أن يضع إصبعه باتجاه عينه، وعندما يقول هناك عليه أن يؤشر الى اتجاه الشيء، وعندما ينشد أنشودة لك، عليه أن يقرن كلمات الأنشودة بتعابير الوجه وحركات الجسد «الإيماءات». هكذا سيمتلك ثقة أكبر بنفسه ويصبح لحديثه رونقاً يجعل كلامه مقبول اجتماعياً.

- لا تجبريه على الكلام: كأن نقول له قل كذا، فهذا الأسلوب غير فعّال لأن بعض الأطفال يعاند عندما يؤمر بالتحدث، لذلك يجب أن نشجّع الطفل على الحديث باستخدام أسلوب التحدث عن أفكاره او وصف ما يريده.

- أعطيه خيارات: إعطاء الطفل خيارات يسهّل نطقه للكلمة واستخدامه لها، لأنه سيسمعك وأنت تسمّين الكلمة، وبالتالي سيتذكرها، إذا أشار الطفل للملابس اسأليه «تريد بلوزة أو بنطلون».

- اطلبي منه أن ينقل رسالة شفوية لأفراد من العائلة؛ «ماما تقول لك تعال لنذهب الى حديقة الحيوانات» أو «ماما أبي يريد كأس ماء» وهكذا.

- اجعلي من طفلك لسانك الذي تنطقين به؛ فعندما تذهبين لشراء سيارة أو كرة اطلبي منه أن يسأل البائع كم ثمن هذه؟ عندما تصعدين في سيارة أجرة دعيه يسأل السائق كم يريد من النقود... وهكذا.