اظهر تحليل حديث لتجربتين سريريتين أن دواء لمعالجة الإمساك الناجم عن تناول مسكنات للألم تحوي مواد إفيونية نجح في مضاعفة معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى مصابين بسرطان في مراحل متقدمة.
كذلك أدى هذا الدواء المطروح في الأسواق منذ سنة 2008 والمعروف باسم «ريليستور» (ميثيلناتريكسون)، على ما يبدو إلى إبطاء تقدم الورم السرطاني، على ما أوضح الباحثون خلال عرض قدموه في المؤتمر السنوي لأطباء التخدير الأميركيين في مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة.
وهذه المرة الأولى التي تظهر فيها دراسة سريرية وجود رابط بين علاج يرمي إلى وقف الآثار المسببة للإمساك للمسكنات الإفيونية وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة لم
رضى سرطان بحسب الأطباء.
ويدفع هذا الرابط إلى الاعتقاد بأن الجزيء الموجود في العلاج يمكن أن يؤدي دوراً علاجياً في محاربة السرطان.
وبينت تجارب أجريت على حيوانات في المختبر خلال السنوات العشر الأخيرة وجود مفاعيل محاربة للسرطان لهذا الجزيء.
وتتضمن الدراسة الجديدة تحليلاً لبيانات خاصة بـ229 مريضاً مصابين بسرطان في مراحل متقدمة عولجوا بواسطة «ريليستور» إثر إصابتهم بمشاكل مرتبطة بالإمساك الناجم عن تناولهم مسكنات إفيونية، وهو من الآثار الجانبية الشائعة.
وفي هذه المجموعة، عولج 117 مريضاً بواسطة «ريليستور» و112 آخرين بدواء وهمي.
ولاحظ الباحثون أن 57 في المئة من المرضى الذين تناولوا «ريليستور» تخلصوا من الإمساك.
كما أن الأشخاص الذين أظهر العلاج ضد الإمساك فعالية عليهم بقوا على قيد الحياة لفترة أطول بمرتين في المعدل (118 يوماً في مقابل 58 يوماً) مقارنة مع الأشخاص الذين لم يتفاعلوا مع الدواء أو تناولوا دواءً وهمياً.
إلى ذلك، خلصت الدراسة إلى تسجيل نسبة أقل (7.6 في المئة) لتقدم الورم لدى الأشخاص الذين تجاوبوا مع الدواء مقارنة مع أولئك الذين لم يتخلصوا من الإمساك عبر هذا العلاج (22 في المئة) أو مع الأشخاص الذين تناولوا دواءً وهمياً (25.4 في المئة).
كذلك حلل الباحثون آثار «ريليستور» على مجموعة أخرى تضم 135 مريضاً مصابين بأمراض أخرى في مراحلة متقدمة من بينها قصور القلب الاحتقاني والاحتقان الرئوي المزمن والأمراض العصبية لكنهم لا يعانون أياً من الأمراض السرطانية.
وقد أظهر دواء «ريليستور» فعالية لدى أكثر من 50 في المئة من هؤلاء المرضى من دون إطالة أمد حياتهم.
ومع أن الباحثين يجهلون أسباب المنافع المضادة للسرطان لمادة ميثيلناتريكسون، فإن إحدى الفرضيات التي يطرحونها هي أن هذا الجزيء قد يتفاعل إيجاباً مع المواد الإفيونية.
العدد 4857 - الخميس 24 ديسمبر 2015م الموافق 13 ربيع الاول 1437هـ