أثار فيديو نشر في إسرائيل صدمة كبيرة معيدا فتح جدل مجتمعي حول عنف المتطرفين اليهود. وظهر في الفيديو مجموعة من المتطرفين اليهود أثناء حفل عقد قران وهم يرقصون فرحا حاملين صورة لرضيع فلسطيني قضى حرقا في هجوم على منزل عائلته، ويقومون بطعن الصورة. وتعود الصورة للرضيع الفلسطيني علي دوابشة الذي مات حرقا مع والديه في دوما بالضفة الغربية في شهر يوليو تموز الماضي، وذلك حسبما نقل موقع "فرانس 24"، اليوم الخميس (24 ديسمبر/ كانون الأول 2015).
وأدى نشر تسجيل فيديو يظهر فيه متشددون يهود وهم يعبرون عن فرحهم لمقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة، الذي أحرق حيا مع عائلته بالضفة الغربية في يوليو/ تموز إلى إعادة فتح جدل في إسرائيل حول عنف المتطرفين اليهود.
وبعد بث التسجيل مساء الأربعاء على القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي انتشر بشكل واسع في المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي.
صور التسجيل قبل نحو عشرة أيام في حفل قران، وبدا فيه حشد من اليهود المتشددين الشباب يرقصون رافعين أسلحة وقنبلة حارقة ويتناقلون صورة للطفل علي الدوابشة ويطعنونها. وكان اعتداء 31 تموز/يوليو في دوما بالضفة الغربية المحتلة أسفر عن مقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشه (18 شهرا) حرقا ووالديه سعد دوابشة وريهام دوابشه (26 عاما) متأثرين بحروقهما التي أصيبا بها عندما أحرق منزلهم ليلا. ولم ينج سوى الطفل أحمد دوابشة ابن الأربع سنوات والذي أصيب بحروق بالغة ولا يزال يتلقى العلاج في مستشفى إسرائيلي بمدينة تل أبيب.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية اليوم (الخميس) فتح تحقيق في هذه الصور. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن "الصور المثيرة للصدمة التي بثها التلفزيون (...) تكشف الوجه الحقيقي لمجموعة تهدد المجتمع الإسرائيلي وأمن إسرائيل ". وتابع "لسنا مستعدين لقبول أشخاص يرفضون قوانين الدولة ولا يعتبرون أنفسهم خاضعين لها ". كما شدد على أن "هذه الصور تسلط الضوء على مدى أهمية أن يكون الشين بيت (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي) قويا من أجل أمننا جميعا " في تلميح إلى الاحتجاجات الأخيرة التي نفذها فصيل متشدد من اليمين الإسرائيلي رفضا للوسائل التي يعتمدها هذا الجهاز إزاء اليهود الذين يشتبه في تنفيذهم اعتداء دوما.
وأثار هذا الهجوم صدمة لدى الفلسطينيين وهو يعتبر من مسببات الاشتعال الأخير للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وتم توقيف عدد من اليهود المتشددين في إطار التحقيق في الحريق وأعلن الأمن الداخلي أن الموقوفين "شبان يشتبه في انتمائهم إلى منظمة إرهابية يهودية وارتكابهم هجمات". وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت أنها قررت رفع جريمة حريق دوما إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن العريس عضو معروف في اليمين المتطرف وسبق استجوابه للاشتباه بمشاركته في أنشطة "إرهابية يهودية" كما أن بعضا من الحاضرين في العرس أصدقاء وأقارب للمشتبه بهم الموقوفين في إطار التحقيق في هجوم دوما.
ودان عدد من القياديين القوميين في حركة المستوطنين التسجيل فيما صرح وزير التعليم ورئيس حزب "البيت اليهودي القومي الديني" نفتالي بينيت المؤيد للاستيطان في فيديو نشر على صفحته في فيسبوك أن هؤلاء "إرهابيون يهدفون إلى تفكيك دولة إسرائيل.