شارك المناهج وتصميم التعليم المشارك بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتور حمدي أحمد عبدالعزيز في الدورة الثالثة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة، الذي نظمته أخيرا المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وعقد في مدينة بيروت بالجمهورية اللبنانية.
وقدم الأكاديمي عبدالعزيز ورقة علمية بعنوان: "البحث التربوي في العالم العربي بين النمطية والتجديد: مظاهر الأزمة والحلول المقترحة"، وتطرقت إلى مظاهر أزمة البحث التربوي بالعالم العربي؛ إذ أشار عبدالعزيز أن 70% من البحوث التربوية بالعالم العربي تعد بحوثاً نمطية من حيث الفكرة، ومنهجية المعالجة، والنتائج. معزيا ذلك إلى أن البحث التربوي في العالم العربي يعاني من عدة أزمات مثل: ظاهرة المواكبة أو الاستنساخ، الترجمة الميكانيكية للمفاهيم والمصطلحات التربوية الوافدة، الانشطار المعرفي بين التخصصات العلمية والأكاديمية بالمجال التربوي، فقر التنظير العربي بمجال التربية، الفقر البيداجوجي، القصور في لوائح تكوين الباحث التربوي، بالإضافة إلى إعداد بحوثاً ميكانيكية لا تعكس طبيعة التغيرات الأنطولوجية للممارسات التربوية بالمدارس والإدارات التعليمية والجامعات.
واقترح خلال مشاركته في المنتدى مجموعة حلول إجرائية للتغلب على هذه الأزمات: تبني المداخل الحديثة للدمج بمفهومه الموسع (دمج مؤسسات المجتمع المدني، والصناعات، والأعمال، وغيرهم من الأطراف المستفيدة، والفئات المستهدفة) والتكامل بمعنى تكامل البحوث الميدانية والبحوث المعملية وبحوث العمليات وبحوث العمل بمجال التربية، و بناء جسور لثقافة الإبداع التربوي الجمعي من خلال تطبيق مبادئ منظمات التعلم والتوجه بالقيمة الرأسمالية للبحث التربوي من خلال تبني نماذج الأعمال.
داعيا إلى تطوير النظم المعرفية التربوية من خلال الاستفادة من نظم الحوسبة السحابية والروابط البحثية المتخصصة والمهنية بمجال مهنة التعليم؛ تطوير نظم ولوائح تكوين الباحث العربي بمجال التربية؛ وضع آلية لإنشاء وتفعيل شبكة البحوث التربوية التشاركية الإبداعية باللغة العربية، لافتا إلى أن هذه الحلول تحتاج إلى تغيير وتحسين في رؤية ورسالة مؤسسات وهيئات ومراكز إعداد الباحث التربوي بالعالم العربي.
إلى ذلك قدم تسعة خطوط مستقبلية لإنتاج البحث التربوي المتميز بالعالم العربي هي البحث في أنطولوجيا التعلم (تحليل التعلم وديناميات التفاعل ومستوى ونوع التفاعلية في التعليم والتعلم)، والبحث في قوة التآزر بين عناصر المنظومة التعليمية والتكنولوجيا التي تم تبنيها أو تطويرها، والبحث في خرائط الحجة والبرهان على التعلم (التمثيل البصري لمدخلات وعمليات ومخرجات التعلم)، ورصد وتحليل وتفسير المتغيرات الناشئة في بيئات التعلم، والبحث في ردود الأفعال والتغذية الراجعة بشكل حلقي متكامل (360 درجة من التغذية الراجعة)، بالاضافة إلى البحث في سياق التعلم (الأشخاص، والأهداف، والمواقف)، من خلال الإجابة عن: ماذا، ولماذا، ومن، ومتى، وأين، وكيف؟، والبحث في جودة وتطوير استخدام أدوات المعالجة التجريبية (البرمجيات والأدلة التعليمية والتدريبية) وتوثيق حل المشكلة التربوية من خلال المعالجات الثنائية والحلقية الكمنوعية/ المختلطة، والبحث في بناء النماذج الأولية للممارسات الجديدة (الحلول الميدانية الإبداعية المستقبلية).