أجرى سياسيون روس أمس الأربعاء (23 ديسمبر/ كانون الأول 2015) محادثات في موسكو مع زعيم حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض المؤيد للأكراد، صلاح الدين دمرداش الذي استغل زيارته لانتقاد أنقرة لإسقاطها طائرة حربية روسية الشهر الماضي.
وكانت روسيا فرضت إجراءات اقتصادية عقابية على تركيا بعد الواقعة التي حدثت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني وانتقدت بشكل كبير القيادة السياسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومن المرجح أن تزيد زيارة دمرداش من تدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة إذ أن حزبه منافس سياسي قوي لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له أردوغان.
وأجرى دمرداش محادثات مغلقة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. ولم يتضح على الفور مع من الساسة الروس الآخرين التقى دمرداش.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عنه قوله للافروف «انتقدنا تصرفات الحكومة عندما أُسقطت الطائرة الروسية.
«من الأيام الأولى أعلنا كحزب معارض في البلاد أننا لا ندعم تدهور العلاقات مع روسيا».
وكانت وسائل إعلام نقلت عنه قوله قبل زيارة روسيا إنه يريد فتح مكتب تمثيلي لحزبه في موسكو.
ومن المتوقع أن تثير الزيارة والاستقبال الحافل الذي لقيه دمرداش في موسكو قلق أنقرة في ضوء تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي قال الأسبوع الماضي إنه لا يرى فرصة لإصلاح العلاقات مع القيادة التركية.
وقالت مؤسسة «ستراتفور» المخابراتية البحثية الأميركية إنه باستقبالها دمرداش «عثرت موسكو على نقطة ضغط متمثلة في الأكراد».
وأضافت في تحليل نشر أمس (الأربعاء)، «يريد دمرداش التوضيح لأردوغان أن الأكراد قوة سياسية لا يمكن تجنبها في الانتخابات أو قمعها في الشوارع».
وتابعت «هذا الاجتماع ... يأتي بعد أن رفض الكرملين بشكل مباشر التصالح مع أنقرة».
وقال لافروف لدمرداش إن روسيا «ستضع في اعتبارها تقييمات» حزبه فيما يتعلق بالوضع في سورية مشيراً إلى أن موسكو مستعدة للتعاون عن كثب مع الأكراد الذي يقاتلون متشددي تنظيم «داعش».
وأضاف «نعلم أن هناك أكراداً عراقيين وسوريين بين من يقاومون تنظيم (داعش) وجماعات متطرفة أخرى تحمل السلاح».
من جانب آخر، قالت هيئة لإدارة الإنترنت إن خوادم الإنترنت التركية شهدت إحدى أكثر الهجمات الإلكترونية كثافة على الإطلاق في البلاد خلال الأسبوع الماضي ما يثير المخاوف من أن تكون أنقرة هدفاً للقراصنة المدفوعين سياسياً.
وقال خبراء إنترنت إنه لم تتضح هوية الجهة المتسببة في الهجمات التي بدأت يوم الإثنين لكن (نيك دوت تي آر) وهي هيئة غير حكومية تدير العناوين الإلكترونية التي تستخدم نطاق (دوت تي آر) والذي يشمل وزارات وجهات عسكرية ومصارف مالية ومواقع تجارية كثيرة قالت إن تلك الهجمات قادمة من «مصادر منظمة» خارج تركيا.
وتكهنت تقارير إعلامية محلية بأن تدفقاً على خوادم الإنترنت التركية شمل أكثر من 300 ألف موقع الكتروني ربما يكون أتى من روسيا. وعزت التقارير ذلك إلى العلاقات المتوترة بين تركيا وموسكو بعد إسقاط طائرة حربية روسية الشهر الماضي فوق الحدود السورية.
وقالت (نيك دوت تي آر) إن التدفق المعوق والذي تم خلاله استهداف الآلاف من أجهزة الكمبيوتر بشكل محدد أدى إلى بطء سرعات الإنترنت في بعض المواقع.
وقال أرتوري ليهتيو من شركة إف- سيكيور لأمن الإنترنت التي تتخذ من فنلندا مقراً «لأن حجم ومدة الهجوم غير ملاحظين لم يشعر به أحد. ليست لدينا معلومات كافية للبدء في التكهن إذا كان الأمر متعلقاً بدول محددة أو إذا كانت جماعة ما أو عمل فردي».
ونشرت جماعة القرصنة المجهولة تسجيل فيديو مطلع الأسبوع على موقع «يوتيوب» -تم محوه لاحقاً- قالت فيه إن الهجمات ستستمر إذا «لم تتوقف تركيا عن دعم (داعش)».
العدد 4856 - الأربعاء 23 ديسمبر 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1437هـ