أضحت برامج الطبخ ظاهرة لافتة في الفضائيات المصرية، سواء بالنسبة لعددها الكبير أو لوجود عدد من المحطات المتخصصة في هذا المجال. كما أن متابعي هذه البرامج والمتصلين ليسوا فقط من النساء ولكن من الرجال والأطفال أيضاً، حسبما نقلت صحيفة "الحياة".
إتصالات برامج الطبخ تجاوزت فكرة معرفة معلومات عن الطهي أو مقادير أكلة معينة لتتطرق إلى عرض مشكلة المتصل على الشيف طلباً في المساعدة أو الاستشارة أو الفضفضة، أو التعبير عن رأي في مسألة اجتماعية أو مشكلة سياسية أو اقتصادية.
الشيف شربيني أحد نجوم قناة «سي بي سي سفرة» يؤكد أن برامج الطبخ تتمتع بنسب مشاهدة عالية، بالنظر الى حجم الإعلانات الضخم الذي يتخلل كل برنامج وفي كل استطلاعات الرأي تحتل هذه البرامج ترتيباً مرتفعاً.
ويرى شربيني أن نجاح مقدم برامج الطبخ يعتمد في شكل أساسي على بساطته وحضوره على الشاشة، «الموضوع ليس مجرد تقديم معلومة عن وجبة معينة، ولكن لا بد أن يكون هناك إرتباط وتواصل مع المشاهد لتحقيق أكبر مقدار من الثقة».
المذيع شريف مدكور الذي يقدم فقرة مطبخ في برنامجه الاجتماعي «ساعة مع شريف» على قناة «المحور» يوضح أن المحطات الفضائية إستثمرت الإقبال على مشاهير الطبخ لتنويع العرض، ويقول: «القنوات أنتجت برامج لاستهداف كل الطبقات، من الطبقة المتوسطة الى الطبقة الكادحة التي تعاني غلاء الأسعار، إلى الطبقات الأكثر يسراً التي تبحث عن التجديد مع الرشاقة مثلاً، بل وانتبهت المحطات إلى أهمية برامج المسابقات الواقعية، التي اشتهرت في السنوات الأخيرة، واستنسخت برنامج مسابقة طبخ أجنبي شهيرة، لتجذب محبي الطهو والمسابقات في آن».
ويؤكد مدكور أن كاريزما مقدمي برامج الطبخ تحقق لهم شهرة وإنتشاراً، لافتا إلى أنه من غير المنطقي أن يتابع المشاهد طباخاً لا يمتلك خفة دم، فالمسألة لا تتوقف على مجرد مهارة في الطبخ فقط لكنها تشمل أيضاً شخصية الشيف.
المذيعة والفنانة مها أحمد التي تقدم فقرة مطبخ يومياً في برنامجها «مع مها» على قناة «صدى البلد» تؤكد أن الإقبال الجماهيري على برامج الطبخ يرجع إلى أن المشاهد ملَّ من أخبار السياسة المحبطة ومن برامج التوك شو التي لا يوجد فيها جديد وتتشابه في المضمون وفي الضيوف.
وتضيف مها: «المشاهد يشعر بالألفة تجاه برامج الطبخ، ومن يقدمونها حققوا شهرة لأنهم نجحوا في تقديم شيء حقيقي للمشاهد، واستطاعوا الوصول للجماهير بمجهودهم، وقدرتهم على التواصل مع الناس، لأنهم أشعروا الناس أنهم منهم».
وتتوقع مها زيادة عدد المحطات المتخصصة في الطبخ بعد ظهور قناة «بانوراما فود»، «ست البيت»، «فتافيت»، «CBC سفرة» وغيرها، معتبرة أن الإستثمار في هذا المجال مربح قياساً بكلفة برامج الطبخ وأجور مقدميها.
نجلاء الشرشابي مقدمة برنامج «على قد الأيد»، على «سي بي سي سفرة» تحكي تجربتها مع الطبخ موضحة أنها تعلمته من والدتها أولاً، ومن معارفها، ومن هم أكبر منها، ثم تعلمت من الإنترنيت والكتب، وأصبحت لديها مكتبة لكتب الأكل، وقامت بكثير من التجارب والاختراعات، ووضعت مقادير أكلة مكان أكلة.
وعن كيفية تقديمها لبرنامج «على قد الأيد»، توضح الشرشابي أنها كانت ترغب بشدة في تحقيق حلم مواجهة المشاهد ببرنامج طبخ قوي، وكان لها ذلك قبل عامين حين أعلنت شركة «Imagine» عن مسابقة طبخ على الإنترنت، فشاركت فيها، وربحت.
وتشير الشرشابي إلى أن الهدف الرئيسي من برنامجها هو تعليم الفتيات صغيرات السن، كيفية الطبخ، بداية من إعداد الرز والأكلات البسيطة، وحتى الحلويات والأكلات الدسمة، بأقل الأسعار، حتى تتجرأ كل منهن على الطبخ، وترى ان قلة أسعار المقادير ستزيد من شجاعتهن.
وعن اتجاه الفضائيات لبرامج المطبخ، يرى محمد بدوي مدير البرامج في قناة «تن»، أن برامج الطبخ مادة مهمة على خريطة برامج أي قناة، لأنها تهم قطاع المرأة عموماً للإطلاع على كل ما هو جديد في عالم المأكولات وبأبسط التكاليف بعيداً من الارتفاع الاستهلاكي بمواد تتناسب مع موازنة الأسرة المصرية.
ويشير بدوي إلى أن هناك نسبة كبيرة من الإعلانات تصاحب هذه النوعية من البرامج وتحقق مردوداً إعلانياً جيداً، بالتالي من الطبيعي أن تقبل الفضائيات عليها.