عندما يحل كارلو أنشيلوتي مكان جوسيب غوارديولا في الصيف المقبل، سيتكرر سيناريو المدرب الجديد لبايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم إذ يتولى مسئولية الفريق مدرب من الطراز الأول عائدا من فترة إجازة من التدريب.
ولكن هذا لا يعني أن أنشيلوتي (56 عاما) يعد نسخة مطابقة لغوارديولا الذي يرحل عن الفريق البافاري في الصيف بعد نهاية عقد كانت مدته ثلاثة أعوام.
وكان جوسيب غوارديولا قد قضى فترة إجازته من التدريب، بعد الرحيل عن برشلونة الإسباني، في نيويورك، بينما اختار أنشيلوتي مدينة فانكوفر الكندية، مسقط رأس زوجته، لقضاء فترة الراحة.
وتبدو السيرة الذاتية لأنشيلوتي حافلة بالإنجازات كما هو الحال بالنسبة لغوارديولا، إذ فاز بثلاثة ألقاب بدوري أبطال أوروبا ولقبين في كأس العالم للأندية مع ميلان الإيطالي وريال مدريد الاسباني كمدرب، بعد أن توج بكلا اللقبين كلاعب في صفوف ميلان.
كذلك قاد أنشيلوتي فريق تشلسي للتتويج بثنائية الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي في 2010 وفاز بالدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان في 2013 كما قاد ميلان للفوز بلقب الدوري الإيطالي.
ومع ذلك، يدرك أنشيلوتي أيضا مرارة الهزيمة إذ خسر مع ميلان نهائي دوري أبطال أوروبا العام 2005 بضربات الجزاء الترجيحية أمام ليفربول الإنجليزي، بعد أن كان ميلان متقدما 3/صفر في الشوط الأول من المباراة.
ويبدو أنشيلوتي خيارا مناسبا للغاية بالنسبة لبايرن ميونيخ، النادي الأبرز في ألمانيا في الوقت الجاري والذي يمتلك خمسة ألقاب في الكأس الأوروبية ودوري أبطال أوروبا، ويحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالدوري الألماني (البوندسليغا) برصيد 25 لقبا إلى جانب 17 لقبا في كأس ألمانيا.
ومع ذلك، لا تقتصر قيمة أنشيلوتي كمدرب على الألقاب التي حققها، وقد أشارت صحيفة «سودويتشه تسايتونج» إلى أن الإيطالي أنشيلوتي يشكل مفهوما مختلفا عن غوارديولا، وقد اصطدما في الدور قبل النهائي بدوري الأبطال في 2014 عندما فاز ريال مدريد 5/صفر في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وذكرت الصحيفة «لم يشكو أي لاعب أنشيلوتي بشكل علني من قبل. كما لم يشكو منه أي ناد. لم يدخل في عداء مع أي شخص طوال 40 عاما في العمل بكرة القدم».
ودرب أنشيلوتي نجوما بارزين على مستوى العالم منهم كريستيانو رونالدو وزلاتان إبراهيموفيتش وفرانك لامبارد، وعمل مع رؤساء أندية بارزين مثل رومان أبراموفيتش وفلورنتينو بيريز وسيلفيو برلسكوني.
وقال رونالدو عقب رحيل أنشيلوتي عن ريال مدريد: «إنه رجل لطيف وشخص حساس. يتحدث إلينا كل يوم. ليس معي فقط وإنما مع كل اللاعبين. قضى وقتا ممتعا معنا. إنه شخص مذهل... ومدرب رائع».
وأدلى لاعب خط وسط ريال مدريد الألماني توني كروس بتعليق مشابه في مقابلة مع صحيفة «دي تسايت» الأسبوعية في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إذ صرح قائلا: «إنه يمتلك كل متطلبات النجاح : الفكر التكتيكي وهو أمر ليس سهلا في ريال مدريد. الكل كان حزينا عند رحيله - بما في ذلك من لم يشاركوا وكان لديهم ما ربما يدعو لانتقاده... لم تكن هناك ملاحظات سلبية، وهذا أمر استثنائي».
وحتى غوارديولا الذي يمتلك فرصة وداع بايرن ميونيخ فائزا معه بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال مثل سابقه يوب هاينكس في العام 2013، وصف أنشيلوني بأنه مدرب وشخص استثنائي.
وقال رئيس بايرن ميونيخ كارل-هاينز رومينيغه أمس الأول (الأحد) إن أنشيلوتي: «خبير هادئ ومتوازن، يعرف كيف يتعامل مع النجوم كما يفضل الأسلوب متعدد الأوجه في اللعب، كنا نتابع هذا ووجدناه. إننا نتطلع إلى العمل معه».
وبعد رحيله عن ريال مدريد، خضع أنشيلوتي لعملية جراحية في الظهر وقرر قضاء فترة راحة في فانكوفر مسقط رأس زوجته الثانية التي ارتبط بها في العام الماضي، سيدة الأعمال ماريان برينا ماكلاي.
وقال أنشيلوتي (مؤخرا فقط) إنه لا يشعر بتعجل إزاء العودة للتدريب، وأضاف في تصريحاته لصحيفة «إنديبندنت»: «إن لم أجد ناديا لديه مشروع جيد، يمكن أن أنتظر. ماذا أفعل؟، أشاهد المباريات وأصيد الأسماك، كل هذه الأشياء أفعلها. لننتظر حتى الصيف ونرى».
وقال أنشيلوتي الذي وقع مع البايرن عقدا لمدة ثلاثة أعوام يبدأ في أول يوليو/ تموز 2016 ليقود من جديد فريقا يزخر بالنجوم أمثال توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي وآريين روبن: «إنني فخور للغاية بتولي تدريب فريق كبير مثل بايرن اعتبارا من الموسم المقبل».
العدد 4854 - الإثنين 21 ديسمبر 2015م الموافق 10 ربيع الاول 1437هـ