يمكن تسمية الفترة الحالية في الملاعب الأوروبية بأنها فترة جنون المدربين في ظل التصريحات الغريبة والمتناقضة التي تصدر منهم والتي تبين مقدار الضغوط التي يتعرضون لها مع فرقهم.
مدرب مانشستر سيتي التشيلي مانويل بلغريني يعتقد أن المدرب الإسباني الشهير بيب غوارديولا سيخلفه في تدريبه الفريق وأنه قادم لمانشستر سيتي، فبلغريني ينعى نفسه ويبشر بخلفه قبل أن يرحل عن الفريق في إشارة إلا أنه بات يشاهد غوارديولا في أحلامه.
الأدهى من ذلك أن بلغريني فسر تصريحه بأنه يحب السيتي ولذلك يتمنى وجود غوارديولا معه ليحقق النقلة الفنية التي يطمح لها الفريق في اعتراف منه بعدم قدرته على صناعة هذه النقلة طوال سنوات عديدة قضاها في السيتي والتي يمتد عقده معها إلى نهاية 2017!
أما مدرب الغريم مانشستر يونايتد فهو ليس في حال أفضل وإنما باتت تصريحاته تثير السخرية والشفقة، فقد قال الهولندي لويس فان غال إنه بات غير قادر على الدفاع عن نفسه، وقام بالهجوم على جماهير فريقه معتبراً أن عليها أن تعيش الواقع الذي صنعه لهم بهذا التراجع المخيف.
بالفعل عليها أن تعيش الواقع وتترك الماضي متناسياً أنه يدرب مانشستر يونايتد الذي كان مع فيرغسون قبل ثلاثة مواسم بطلاً للدوري والفريق العملاق الذي لا يقهر في إنجلترا والمخيف أوروبياً.
سنتان عجاف قضاهما فان غال صرف خلالهما أكثر من 200 مليون باوند ذهبت أدراج الرياح، لينهي تصريحاته الغريبة بالقول إن الإدارة إذا لم تؤمن بالمدرب فلن يستطيع تحقيق شيء! أي إيمان يطلب لا أحد يعلم.
أما السبيشلون البرتغالي جوزيه مورينهو فإنه كابر وكابر رافضاً التخلي طوعاً عن موقعه الذي بات عبئاً على الفريق.
مورينهو تمسك بكرسيه حتى طرد منه للمرة الأولى في مسيرته بحسب البيان الذي أصدره والذي أكد من خلاله استمراره في العمل ورفضه لأخذ قسط من الراحة، كما أكد في بيانه الغريب بقاءه في لندن بعد الإقالة غير أنه لن يحضر مباريات الفرق الكبيرة حتى لا يثير الشكوك.
مورينهو مازال يعيش في عالمه الخاص الذي يرفض الخروج منه لذلك لم يدرك إشارات اللاعبين أو الإدارة ولم يتخلَّ عن منصبه بإرادته فكان نصيبه الطرد والسخرية حول العالم.
أما مدرب يوفنتوس الإيطالي ماسيمو أليغري فقد بلغته موجة الجنون الأوروبية فكانت صرخاته في مباراة فريقه ضد كاربي بالدوري الإيطالي قد وصلت لخارج أسوار الملعب بل نزع سترته بشكل انفعالي مصرحاً بعد المباراة أن ما قدمه فريقه في هذا اللقاء يجب ألا يتكرر أبداً.
حقاً إنها مرحلة الجنون في أوروبا، ليبقى فقط الداهية غوارديولا يغرد وحيداً تاركاً لناديه أن يعلن متأسفاً أن هذا الموسم هو الأخير له على رأس الإدارة الفنية للفريق الألماني تاركاً الباب للكثير من التكهنات عن وجهته المقبلة إن كانت لمانشستر يونايتد أو مانشستر سيتي أو تشلسي أو للمنتخبات التي تلاحقه، وحتى يعلن هو بنفسه وجهته سيظل الجميع يترقب القرار.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4854 - الإثنين 21 ديسمبر 2015م الموافق 10 ربيع الاول 1437هـ
المقياس
المقياس الحقيقي للمدرب الناجح هو خلق فريق من لاشيء وليس استلام فريق جاهز مثال سيموني مدرب اتلتيكو مدريد رغم بيع النادي أفضل الاعبين مازال الفريق يقارع الفرق الكبيرة