يتردد العديد من سكان كمبوديا على المستشفيات والعيادات الطبية للحصول على حقنة أو مصل طبي يدخل إلى أجسادهم عبر التنقيط الوريدي، وتحول هذا الأمر إلى تقليد في عموم البلاد على الرغم من مخاطره الطبية.
وفي الوقت الذي يحاول المرضى بشتى أنحاء العالم تجنب الحقن، واستبدالها بأي نوع آخر من الدواء، يدمن الكمبوديون على هذه الحقن، ويستغلون أية فرصة أو وعكة صحية لزيارة الطبيب أو المستشفى لإشباع رغبتهم بتعاطي الحقن الطبية.
إلا أن هذه العادة جلبت الكثير من الأمراض المعدية للسكان، وفي مقدمتها نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" الذي ينتقل عادة عن طريق الدم والحقن الملوثة.
ويشكل إدمان استخدام الحقن السبب الرئيسي في انتشار مثل هذه الأمراض، فالكثير من سكان كمبوديا يعلقون المحاليل الطبية في كل مكان، في المنزل والمستشفى والعيادة الطبية وحتى في القطارات وعلى الدراجات بحسب ما ذكر موقع أوديتي سنترال.
الراهب البوذي هينغ أحد الذين التقطوا العدوى بمرض الإيدز بسبب تعاطي الحقن بشكل متكرر، ويقول هينغ في حديث لشبكة بي بي سي الإخبارية: "منذ أن حضرت إلى قرية روكا عام 1994 وأنا أتعاطى الحقن على يد طبيب تدرب في مخيمات اللاجئين، ومن المرجح أنه نقل لي العدوى بمرض الإيدز".
وكان هينغ يشير إلى طبيب غير مرخص مارس مهنة الطب على مدى عقدين من الزمن، وفي وقت سابق من هذا الشهر حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً بتهمة القتل غير العمد، وذلك لإعادة استخدام الأبر والمحاقن لعدة مرضى. مما تسبب بنقل أمراض قاتلة بينهم.
وأصيب نتيجة الإدمان على تعاطي الحقن في قرية روكا وما حولها أكثر من 270 شخصاً بمرض الإيدز، وهو رقم كبير بالنظر إلى عدد سكان القرية الذي يقدر بالمئات فقط، وتوفي 10 أشخاص حتى الآن بسبب هذا المرض.