تشير دراسة أميركية صغيرة إلى أن لعب ألعاب فيديو ثلاثية الأبعاد لمدة نصف ساعة يوميا، ربما تؤدي إلى تقليل احتمال تلاشي الذكريات الجديدة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الإثنين (21 ديسمبر / كانون الأول 2015).
ولمدة أسبوعين، طلب باحثون من 69 لاعبا مبتدئا في ألعاب الفيديو تخصيص نصف ساعة يوميا للعب إما لعبة «أنغري بيردز» ثنائية الأبعاد أو «سوبر ماريو وورلد» ثلاثية الأبعاد أو لا شيء على الإطلاق. وبناء على الاختبارات التي أُجريت في بداية التجربة ونهايتها لم يحدث تحسن لذاكراة أحد إلا من لعبوا ألعابا ثلاثية الأبعاد، وذلك حسبما وجدت الدراسة.
وقال كريغ ستارك الذي شارك في إعداد الدراسة، وهو اختصاصي البيولوجيا العصبية في جامعة كاليفورنيا في ارفاين، عن طريق البريد الالكتروني «الألعاب ثلاثية الأبعاد لديها أشياء كثيرة غير متوافرة في الألعاب ثنائية الأبعاد.
هناك مسألة المنظور وكم المعلومات المكانية الموجودة فيها والجانب (الذاتي) أو (الاندماجي) فيها، حيث تشعر وكأنك موجود هناك، أو مجرد مجمل كم الأشياء التي يمكن أن تتعلمها مصادفة».
عمليات التعلم المعقدة
وقال ستارك وغريغوري كليمسون المشارك في الدراسة، وهو أيضا من جامعة كاليفورنيا في دورية علم الأعصاب على الانترنت، «على الرغم من أن الدراسة لم تكن تهدف إلى إظهار كيفية تحسين الألعاب ثلاثية الأبعاد للذاكرة، فمن المحتمل أن لعب هذه الألعاب يحفز منطقة الحصين في المخ أو(قرن آمون)».
وترتبط منطقة الحصين في المخ بعمليات التعلم المعقدة والذاكرة. ولمعرفة الطريقة التي قد تحسن بها نوعية اللعبة الإدراك، جند الباحثون أشخاصا تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما قالوا إنه ليس لديهم خبرة مسبقة بالألعاب، وطلبوا منهم اللعب في منشأة اختبار يوم في الأسبوع بإجمالي عشرة أيام.
وقبل الفترة، التي استمرت أسبوعين، وبعدها أُجريت للمشاركين اختبارات ذاكرة شملت منطقة الحصين في المخ .
وتم إعطاؤهم سلسلة من الصور لأشياء تحدث يوميا لدراستها. وبعد ذلك عُرضت عليهم صور للأشياء نفسها وأشياء جديدة وأشياء أخرى لا تختلف إلا بشكل طفيف عن الصور الأصلية وطلبوا منهم تصنيفها.
وقال ستارك إن التعرف على الأشياء المختلفة بشكل طفيف يتطلب استخدام منطقة الحصين.
اختبارات الذاكرة
ويشير الباحثون إلى أن التحسن الذي بلغ 12 في المئة، والذي سُجل في نتائج الاختبار بالنسبة للاعبي الألعاب ثلاثية الأبعاد، هو تقريبا مقدار تراجع الذاكرة نفسه فيما بين سن 45 و70 عاما.
وبالاضافة إلى الحجم الصغير للدراسة، أقر الباحثون بقيود أخرى تشمل احتمال التفاوت في مدى التعقيد في اللعبتين وليس فقط مجرد الفارق بين اللعبة ثنائية الأبعاد والأخرى ثلاثية الأبعاد، لتفسير على الأقل بعض الاختلافات في اداء اختبارات الذاكرة بعد اللعب.
وأشار آدم غزالي، وهو باحث في طب الجهاز العصبي في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، والذي لم يكن له دور في الدراسة، إلى احتمال أن الاختبارات على شبان ربما لا تؤدي إلى النتائج نفسها في لاعبين أكبر سنا، أو أن اللاعبين عديمي الخبرة ربما لا يحققون نتائج اللاعبين المخضرمين نفسها.
وقال بريان بريماك، مدير مركز أبحاث وسائل الإعلام والتكنولوجيا والصحة في جامعة بترسبيرغ «إذا تأكدت مثل هذه النتائج فإن هذا قد يفتح الباب أمام استشكاف دور لاستخدام ألعاب البعد الثلاثي للمرضى المصابين بمشكلات في الذاكرة».
ولكنه قال إن من المحتمل أن ألعاب الفيديو ليست دواء لتحسين الذاكرة.
واضاف «هناك أمور كثيرة ثبت أنها تحسن النتائج مثل نوعية الحياة بين الناس الذين يعانون خللا في الذاكرة، وتشمل إقامة كثير من التجارب الاجتماعية بشكل شخصي مع آخرين، والمشاركة في نشاط بدني بشكل منتظم».
وتابع «سيكون من العار جعل ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد تؤثر بشكل سلبي دون قصد على أساليب العلاج المستندة إلى أدلة».