أخبار إيران عادة ما تكون غامضة ومثيرة. لذلك فهي جدليّة بامتياز، وقابلة للتأويل إلى أبعد حد، وكأننا أمام تيْه من النصوص يقرأها عقل معتزلي. يحدث ذلك في السياسة وفي الاقتصاد أو في شأنها الثقافي ربما. بل حتى أخبار زرعها كذلك، بعد أن جعل الفُستق الإيراني المسئولَيْن الأميركي والإسرائيلي الأسبقيْن (مارك كينوم وشالوم سمحون) يتساجلان بشأن استيراده.
في يوم الخميس الماضي، تفاجأ الصحافيون المتواجدون بمبنى وزارة الداخلية الإيرانية في طهران بمجيء «حجة الإسلام» حسن الخميني حفيد «الإمام» روح الله الخميني مُقدِّماً أوراق ترشيحه لانتخابات مجلس الخبراء «الخامس» والمعني بمراقبة وانتخاب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقد طغى مَقدَم الرجل على كل المتقدمين لانتخابات المجلس مثل رازيني وأحمد خاتمي.
كمراقب، لا أرى مسألة ترشيح حسن الخميني أمراً عاديّاً. وهو يأتي في أتون جَدَلٍ يدور في إيران منذ سنة وأربعة أشهر عندما أجرِيَت عملية جراحية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لإزالة غدة البروستاتا. لم تكن حالة المرشد الصحية بذلك السوء، لكن مقتضيات الزمن فرضت على إيران التفكير جديّاً في خلافة الرجل، وترتيب أوضاع «المرشدية» فيها.
لذلك، أعتقد أن ترشُّح الرجل (إن لم تحصل مفاجآت أمامه) قد يكون تمهيداً لجعله رئيساً لمجلس الخبراء (مكوّن من 88 عضواً يُنتَخبون كل ثمانية أعوام) كأعلى هيئة رقابية في النظام السياسي ثم مرشداً أعلى للجمهورية الإسلامية خلال الخمسة عشر عاماً القادمة، أو على الأقل التمهيد له كي يكون كذلك، وإن بعد شخصية أخرى تسبقه، إلى أن تنضج «شرعيته الدينية».
هنا، أضع عدداً من الملاحظات بشأن ذلك الترشّح:
الملاحظة الأولى: وهي القائمة على التساؤل الصريح: مَنْ يُمكن أن يخلف آية الله خامنئي؟ هذا سؤال حساس في إيران لكنه مهم. فجميع الشخصيات الموجودة توزعت على خريطة الأحزاب والتيارات السياسية، فأصبح نفوذها «فئويّاً» ويدها غير مبسوطة على الجميع. هل هو هاشمي رفسنجاني؟ هذا أمر مستبعد، فهو لن يلقى إجماعاً داخل التيار الأصولي، ولن يقبله الحرس الثوري.
هل محمد يزدي؟ هذا الخيار مستبعد بسبب صحة الرجل المتعللة، فهو يبلغ من العمر 83 عاماً. وهل هو محمود هاشمي شاهرودي؟ هذا أيضاً أمر بعيد، لأسباب تتعلق بنشأة الرجل السياسية والدينية «العراقية» وعدم تجذّره في مجتمع الطبقة السياسية الإيرانية على رغم مكانته العلمية وقربه من المرشد الأعلى. مثل هذه الأشياء تسري على غيرهم أيضاً في إيران. وبالتالي، فإن مجيء شخص كـ حسن الخميني من خارج دائرة الصراع اليومي يمكن أن يكون مقبولاً.
الملاحظة الثانية: أن حسن الخميني يبلغ من العمر 43 عاماً. أي أنه يصغر المرشد الأعلى بـ 32 عاماً. بل إن عمر الرجل هو دون متوسط أعمار جميع الطبقة الروحية والسياسية والعسكرية في إيران بـ 24 عاماً. وبالتالي فنحن أمام شخصية تتمتع بفرصة لتسلم الحكم بزخم أكبر؛ كونها تلي مرحلة الشباب وفي الوقت نفسه ليست شائخة «عمريّاً» ما يؤهلها للعب دور مستقبلي.
فالموجودون كلهم تقريباً قد بلغوا من العمر عِتِيًّا. فآية الله جنتي وصل إلى 88 عاماً. وهاشمي رفسنجاني وصل إلى 81 عاماً. وخامنئي نفسه بلغ الـ 75 من العمر. ونائب رئيس مجلس الخبراء هاشمي شاهرودي هو في الـ 68 من العمر. وبالتالي فنحن أمام حقيقة على الأرض لا تجعل الفرصة كبيرة أمام هؤلاء ليس للحياة بل للإمساك بتلابيب السلطة ومراكز القوى جيداً.
الملاحظة الثالثة: وهي القيمة المعنوية لـ حسن الخميني. فهي المرة الأولى التي يأتي شخص من عائلة الإمام الخميني المؤسس إلى منظمة الحكم منذ العام 1989م. وحتى أحمد الخميني (والد حسن) لم يتقلَّد منصباً رسميّاً في السلطة على رغم تحوِّله (بعد أبيه وقبل وفاته) مع خامنئي ورفسنجاني إلى ترويكا حكم، اضطلعت بدور محوري لتثبيت المرشدية الجديدة في إيران.
لذلك، احتفظت أسرة الخميني بمكانة لدى قطاع مهم من الإيرانيين، أبعدتها عن تحمّل جميع الإخفاقات التي وقع فيها الحكم، سواء سياسيّاً أو اقتصاديّاً. وهو ما يجعل الطريق مُعبَّداً للقادِم منها نحو أيّ منصب في الدولة الإيرانية.
الملاحظة الرابعة: وهي تتعلق بجانب آخر يعطي ترشيح حسن الخميني قوة غير مباشرة، لكنها أيضاً قد تنطوي على جدلية وهو الجانب العائلي المتمدِّد على أكثر من عائلة نافذة في إيران وتاريخها وصولاً إلى العراق ولبنان. فوالدة حسن الخميني فاطمة الطباطبائي هي ابنت أخت الإمام موسى الصدر، وهو ما يعني أن صدر الدين الصدر جدِّه لأمه، وفي الوقت نفسه انتسابه إلى حسين القمي أحد مراجع التقليد الكبار في إيران، والذي ناسبه الصدر بعد أن قَدِمَ من مدينة الكاظمية العراقية.
أيضاً تزوّج حسن الخميني نفسه من ابنة آية الله موسوي بجنوردي، أحد أبرز رجال الدين في القضاء سابقاً، وعضو مجمع روحانيون مبارز. كما أن حفيدة الإمام الخميني زهراء مصطفوي تزوّجت ابن قائد الحرس الثوري السابق الجنرال محسن رضائي. وإذا ما علمنا أن صادق خرازي نائب وزير الخارجية السابق هو شقيق زوجة ابن المرشد الأعلى خامنئي فهذا يعني أنه والد زوج حفيدة الإمام الخميني.
أنا لا أقول أن هذا الموضوع هو حاسم في الموضوع، لكنه يعطي ضوءًا من بعيد على الرجل، على رغم أن الأمر ذاته لم ينفع لا محمد خاتمي زوج خالته ولا محمد رضا خاتمي زوج ابنت خالته، لكن في النهاية حماهما دون غيرهما من قيادات الإصلاحيين بعد العام 2009م.
حتى شهر فبراير/ شباط موعد انتخابات مجلس الخبراء يمكن للمتابع أن يقرأ العديد من التطورات التي تساعد على فهم الموضوع أكثر.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4853 - الأحد 20 ديسمبر 2015م الموافق 09 ربيع الاول 1437هـ
ايران
ايران هي العدو الاول للإسلام و العروبة
كلامك صحيح
اذا كان اسلامك انت وعروبتك فنعم ايران عدو لهما
نورتنا
المفروض يُشكر الكاتب لكونه اعطاك تحليل لا تعرف عنه شيء من قريب ولا بعيد ، لكن النفوس المريضة تتحسس من نسمة الهواء ،؟يجب ان يكون التعليق موضوعي وليس مبنياً على الحساسيات ،، اشكر الكاتب ونريد كتاب آخرين متخصصين وحياديين مثل هذا الكاتب ليكتبوا عن جيراننا والدول المؤثرة في القرارات الدولية
آخر محاوله هذا أعتقد التعليق الرابع وكلهم انشاحوا
بما أن الموضوع عن الخميني أقول رحمك الله يا آية الله العظمى السيد روح الله الخميني قدس سره ، ما أن سمعوا صوت إسمك فزعوا وهبوا يسألون ويتفحصون ما الذي أتى بالخميني مره أخرى، ، أنت دائما عامل رعب وخوف وارتعاش ، فرحمك الله وفي جنات الخلد مع جدك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
والله حاله
اول شي روحوا حلوا مشاكلكم الاقتصادية بعدين اتكلموا ..... ، فساد حكومي وتجنيس و.
انشغلو بأنفسكم
واتركو ايران فمشاكلنا اكبر من معالجة مشاكل غيرنا.
أين مكونات الشعب الايراني من هذه الديمقراطية
المفصلة بالتمام والكمال لمذهب واحد اهكذا الديمقراطيات العريقة
هذه هي الديمقراطية
شئ طبيعي ان تكون الغلبة في ايران للمذهب الشيعي على اعتبار ان الشيعة أغلبية مع حفظ حقوق المكونات الاخرى ولكن الغير طبيعي ان يتم تهميش غالبية وجلب بشر من كل اصقاع العالم لايربطهم مع بعض رابط ولا علاقة لهم بالبلد الذي جئ بهم لإحلالهم محل المواطن فقط لحل يراه اصحاب السلطة لمشكلة ان الشيعة أغلبية في هذا البلد
الديمقراطية ليس للأكثرية أو الأقلية ولا تخص أي دين أو مذهب
هي لجميع الشعب ولا تصنف الشعب لا شئ وهي صناعة بشرية لا تفرق بين المواطنين
ايران : معدّل عملية انتخاب واحدة سنويا
1-انتخاب رئيس الجمهورية كل 4 سنوات
2-انتخاب اعضاء مجلس الشوري
3-انتخاب اعضاء البرلمان
4-انتخاب اعضاء المجالس البلدية
أي ان العملية السياسية في إيران تمضي وفق منهج ناجح ومتألق وهذا ما ازعج البعض ممن يكرهون الديمقراطية وحكم الشعوب لذلك يشنون عليها حروبا متواصلة والحمد لله هذه الحروب قوّتها وتقويها
سابع بلد في الاختراعات رغم الحصار الخانق ماذا يعني هذا؟
حاصرها العالم ومعه......... لخنقها فازدادت تقدما وسبقت حتى الهند في عالم الاختراعات ولا زالت تتقدم وتشقّ طريقها ثابتة.
هذا ما يثير ضغينة البعض والحسد لديهم.
والوضع السياسي في ايران لا يخاف عليه فالقائد يخضع لتقييم مجلس الخبراء والخبراء انفسهم يخضعون لعملية انتخاب واختيار لذلك لا خوف.
في ايران توجد انتخابات بمعدّل انتخاب في كل سنة فهناك انتخاب للرئيس وانتخاب للبرلمان وانتخاب للمجالس البلدية وانتخاب لاعضاء مجلس الشورى
الشروط الأكثر أهمية
للأسف لم يوفق الكاتب في إثبات قوة السيد حسن الخميني الا من ناحية نسبه ومكانته الاجتماعية وكأن المنصب الذي يُختار له يعتمد فقط على هذين الأمرين
هناك شروط أكثر أهمية لم يتطرق لها وهي معرفته السياسية ومدى بصيرته فيها - الاجتهاد ( المكانة العلمية )
لا يقرأ هذا الأمر من هذه الزاوية الضيقة عزيزي الكاتب
واولاد المراجع يورثون
اغلب المراجع يورثونهم اولادهم او اخوانهم وماحد تحجج
تبقى إيران تشقّ طريقها بثبات ...
.... الحقد الدفين على ايران وهذا لا يهم الشخص الناجح فلكل نجاح حسّاد وحاقدين وذلك يدفع لنيل نجاح اكبر واكثر لكي يغيض البعض.
شهد العالم الحرّ لإيران بنجاح سياستها وتباتها ونضالها وصبّ البعض حقدهم على هذا النجاح.
حصدت ايران مكانة عالية من خلال ثلاثة عقود ونصف من التقدم رغم الحصار فنالت سابع دولة في عالم الاختراعات وزاد حقد الحاقدين
سبق صحفي
أرى أن الكاتب المحترم جرفه سيل زخم السبق الصحفي فأخذ يتعامل مع موضوع خليفة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وكأنه لعبة شطرنج، حرك قطعها يمينًا وشمالاً فظهر له أن حسن الخميني هو الوارث الشرعي لمنصب جده، معتمدًا في ذلك على مقومين هزيلين هما العمر والنسب.
لا فائدة من كثرة كلامكم
قافلة التقدم العلمي و الحضاري سائرة ، و تحليلاتكم ناقصة ، ،
لاتستغرب
اعتقد ان الجمهورية الايرانية تعتبر من الدول التي استطاعت ان تبني منظومة ادارية قوية يصعب اختراقها والشواهد على ذلك كثير
تعلموا يا اصحاب الاقلام المريضة
لا سيل من المديح ولا صديد من الكره مقال نوعي ثري جدا
ايران دولة عدوه
ايران دولة عدوه للإسلام العربي الأصيل الخالي ......
كم اسلام ف الكون؟ ؟؟؟
لا فرق بين عربي و لا اعجمي إلا بالتقوى. .لكن فى إسلام تركي و إسلام أمريكي واسلام مدرك ايش الله يهديك ويهديني. ....
هل هو مجتهد ؟
هل بلغ السيد حسن الخميني مرتبة الاجتهاد؟ فالمعروف أن اعضاء محلس خبراء القيادة هم من المجتهدين .
ايران تخيب التوقعات
توقعوا ان يخلف احمد خميني اباه لكن صدموا بانتخاب خامنئي
كلام ل تلميذ
أراقب و ادرس الأخبار الماضية من خلال مذكرات و كشف المستندات. اخيرا و بسبب تقدم السن المرافقين و حاشية الشاه السابق بدؤا بنشر مذكراتهم. عند مطالعتها تستنتج شيئا واحدا و هو ما كان يقال و ينشر في حينه لم يعكس الواقع. بمعني لمعرفة الوقائع يجب الانتظار لعقود.
المهم نهج الثوره
القيم ومبادئ الثوره يجب ات تكون في الحفظ والصون
شاغل نفسك واجد الداخل اولى يا صديقي
واجد شاغر نفسك بالعراق و ايران و تجهد نفسك بالتحليل .
البعض
غريب أطوار البعض يريد من جميع الكتاب الغرق في وحل الداخل البحريني الذي بات يكتب فيه الصغير والكبير
وينكم ووين سياسة إيران
إيران تجعل السيول تجري من تحت الجسر أما أنتم من خربشتكم السيول تطمس جسوركم .
ابراهيم الدوسري
كما تقول النكته في أحدى المسرحيات لا فرق بين مصباح علاء الدين و مكياج المرأه عندما تمسح يخرج العفريت فالعفريت الايرانى عدو لأن يتبدل شابا ام هرما
صحيح
ديكتاتورية مُغلّفة بالرداء الديني وكن المصيبة الكُبرى هو إنجذاب الكثير من ا........... وتسليمهم الولاء المُطلق ل............
عدو ؟
جميع الدول حاربت ايران وقاطعتها اقتصاديا ولكنها صمدت وانت تقول عدو
نتمنى توافقا وشفافيه لكل الدول
غريب ردك ايها المشارك ؟!! المفروض الواحد اذا بغض يصير عادل.. بالعموم نشكر الكاتب المتخصص في الشأن الايراني على هذا المقال فهو يفتح لنا افق المرحله القادمه للجاره ايران.. ونتمنى الخير للجميع
شفيك صايدك خازباز من نجاح ا...
باين انك منزعج من عدم نجاح الحصار على ايران بل نجاح ايران في التفوق العلمي لتصل الى سابع بلد في الاختراعات العلمية