دار بيني وبين أحد الأصدقاء حديث قبل يومين حول العلاقات الإنسانية وما آلت إليه، فتحدّثَ عن الصداقة والأصدقاء بكل ألمٍ، وكأنه فَقَدَ ثقته بأي صديق، بل بالصداقة بشكلٍ عام؛ فما لقيه في الآونة الأخيرة من جحودٍ ونكرانٍ – بحسب قوله - كان كفيلاً بأن يجعله كافراً بكل أشكال الصداقة.
فأن تكون محاطاً بعددٍ جيدٍ من الأصدقاء، تعتبرهم إخوةً لك، تقضي معهم جلّ وقتك، تشاركهم لحظات أحزانهم قبل أفراحهم، تسافر معهم، تدخلهم إلى بيتك وكأنهم جزء من أهله، تساعدهم من غير انتظار مقابل ماديّ أو معنويّ، فذلك يعني أنك تتوقع أن تستمر هذه الصداقات، بل ولا يخطر ببالك قط أن هذه العلاقات الطيبة قد تنكسر يوماً. لكن ما إن تضطرك الظروف إلى الابتعاد عنهم جسديّاً حتى تفاجأ بأن كل ذلك ما كان سوى سراب ووهم في عقلك فقط!
يقول الأديب المصريّ أحمد خالد توفيق: «معنى الصداقة هو أنني تلقائيّاً أراك جديراً بأن آتمنك على جزء من كرامتي»، ومن هنا لابد أن تكون لهذا الصديق مكانة رفيعة كي يصل إلى هذه المرتبة من ائتمانه على كرامتنا التي هي واحدة من كنوزنا التي نمتلك. وأن آتمنك على كرامتي فهذا يعني أنني ائتمنتك من قبلها على الكثير من الأمور والأشياء التي أعتبرها غالية عندي كوقتي ومزاجي ومحبتي وأسرتي.
من المؤلم أن تصل إلى قناعة بأن بعض البشر يحيكون علاقاتهم بناءً على حاجاتهم ومصالحهم، وما إن تنتفي هذه الحاجة أو تنتهي هذه المصلحة حتى يرحلوا بعيداً تاركين لك ألمك وصدمتك تعشش وتنسج لها مكاناً يخلخل الثقة في من حولك. هذا هو الوضع الطبيعي عند بداية معرفة الحقيقة، لكن إن كنت قادراً على تخطي ألمك، فإنك بالطبع ستكون قادراً بعد ذلك على اختيار أصدقائك ومحبيك بشكل أكثر دقة وانتباهاً لما قد يحدث مستقبلاً؛ كي لا تتكرر المأساة ذاتها.
بعض البشر انتهازيون بطبيعتهم، لكن بعضهم يحب أن يعطي بلا حدود وبلا مقابل، يعطي؛ لأنه يحب العطاء، ولأنه يرى في العطاء سعادة، أولئك من الصعب أن يضعوا حدوداً لعلاقاتهم، ومن الصعب أن يصدّقوا أن هناك من هو انتهازي ومن يعطي ليأخذ، وهم من يرهقون عند كل صدمة بصديق اعتبروه كذلك بينما لم يكن في قلبه شيء من الصدق.
يبقى أن نتذكر دائماً أن الله خلق الحياة لتكون قادرة دوما على أن تنجب من يشبهوننا، فتقرّب لنا من يكون قادراً على ملء الجانب الناقص في حياتنا من دون أن نعي ذلك، كل ما علينا فعله هو أن نتبع إشارات تطلقها لنا كي ننتبه، وأن نبقى يقظين لكل إشارة أو فرصة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4853 - الأحد 20 ديسمبر 2015م الموافق 09 ربيع الاول 1437هـ
ع الجرح
ما ان تبعدك ظروفك عن اصدقائك فتش عنهم حينها لتعرف الصديق الحقيقي من صديق المصلحة!
دمتم بخير
تبا لهكذا اصدقاء
كان عندي صديقه وكنت احبها وكانت متزوجه وعاطله ولما اني درست وتخرجت ماحصلت شغل سنتين عاملتني اسوء معامله اني عاطله وحالتي الماديه تعبانه لدرجه انها مره قالت لي نسيت اسمش شنو اسمش ؟؟ تبي تستنفع وتتلصق وتاكل ببلاش ..تركتها والحمدلله واليوم انا اشتغل ومرتاحه
حكمة جميلة
الصديق من وجدت نفسك فيه