تسبب موضوع توقيع وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عقد النظافة الجديد لمحافظتي العاصمة والمحرق للأعوام الخمسة المقبلة، في إثارة خلاف ومشادات كلامية بين أعضاء بمجلس بلدي المحرق والرئيس محمد آل سنان.

واعترض الأعضاء خلال الجلسة الاعتيادية السابعة من دور الانعقاد الثاني للدورة البلدية الرابعة أمس الأحد (20 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، على حضور الرئيس محمد آل سنان حفل توقيع عقد النظافة مع إحدى الشركات الأجنبية (أفيردا) في الوقت الذي سجلت فيه كل المجالس البلدية وأمانة العاصمة اعتراضها نظراً لعدم عرض العقد على المجالس البلدية والأخذ برأيها في هذا الموضوع، ولذهاب الوزارة ومجلس المناقصات والمزايدات إلى إرساء مناقصتي النظافة للمحافظات الأربع على شركتين أجنبيتين بمبلغ يصل لنحو 88 مليون دينار بحريني، على الرغم من وجود شركات وطنية قدمت نفس المبلغ وحصلت على تقييم فني عالٍ (...).

وبدأ الموضوع بطلب مجموعة من الأعضاء إدراج هذا الموضوع ضمن بند ما يستجد من أعمال، حيث وافق الرئيس آل سنان على إدراجه لكنه استدرك بأنه سيرجأ للنقاش خلال الجلسة المقبلة المقرر انعقادها بعد أسبوعين، الأمر الذي أثار حفيظة غالبية الأعضاء ممن أبدوا اعتراضهم الشديد على الرئيس وبدأوا بتوبيخه، مطالبين بمناقشة الموضوع حالاً أسوة بالموضوعات السابقة التي أدرجت ضمن بند ما يستجد من أعمال وطرحت للنقاش فوراً.

وحاول رئيس المجلس تفادي الإثارة أكثر في الموضوع، إلا أن رئيس اللجنة المالية والقانونية غازي المرباطي قاطعه قائلاً: «لا داعي للتبرير والدفاع عن النفس، فأنت حضرت اجتماعاً رسمياً تعلم بموقف الأعضاء عنه من دون حتى أن تبلغهم لاتخاذ قرار ما، وإن وجودك في حفل توقيع العقد يعني موافقتك على العقد وما يتضمنه من بنود».

ورد رئيس المجلس محمد آل سنان على المرباطي محرجاً: «أنا دعيت كرئيس لمجلس بلدي المحرق، وإلى جانبي رئيس مجلس أمانة العاصمة محمد الخزاعي»، لكنه استدرك متناقضاً «لم أعرف عن العقد ولم أطلع عليه أو أرَه، ونرفض فعلياً عدم إطلاعنا عليه، وحضرت في حفل توقيع العقد ضمن بروتوكول كما هو معتاد. ولا حق لأحد أن يتهجم على الرئيس».

وعاود المرباطي الحديث منفعلاً: «كلامك متناقض للغاية وساخر، وبعض الأعضاء تحدثوا عنك وكأنك تتعامل معهم كأطفال، وسنجمد عمل اللجنة المالية والقانونية بسبب تجاهل الرئيس».

ومرة أخرى رد آل سنان على المرباطي: «إذا في نفسك شيء يا غازي أبلغني، وكونوا يا أعضاء واقعيين وتحدثوا على قدر من المسئولية».

وأما العضو يوسف الريس قال: «الكل استاء من موضوع توقيع عقد النظافة الذي اطلعنا عليه فجأة في الصحافة، والوزارة كانت ذكية ولم تنشر الخبر باسمها بل دعت الشركة لأن تعلن عن توقيع العقد باعتبار أنها تعلم بحساسية الأمر وامتعاض المجالس البلدية، بينما أنت يا سعادة الرئيس كنت فرحاً في الصورة».

واشتاطت العضوة صباح الدوسري معلقةً: «ما حدث يا سعادة الرئيس أكبر إهانة لك، والوزير قبل أن يهمش المجلس البلدي همشك شخصياً وجعلك تكون حاضراً في حفل توقيع عقد لا تعلم عنه شيء».

ومن جهته، تداخل مدير عام بلدية المحرق بالإنابة يوسف الغتم محاولاً تدارك الخلاف: «قانون المناقصات والمزايدات واضح بأنه لا يقتصر التنافسية على شركات بحرينية فقط، ولذلك دخلت شركات أجنبية في المنافسة وظفرت بالمناقصة بعد تقييمها فنياً ومالياً، وكلنا كنا نتمنى استمرار الشركة القائمة حالياً لكن مجلس المناقصات والمزايدات يعتمد على التقييم الفني والمالي، والشركة الجديدة لبنانية لكن مقرها في بريطانيا ولديها 15 مدينة تقوم بتنظيفها».

وبناء على ما تقدم، أوصى المجلس برفض إجراءات توقيع العقد الذي لم يتم عرضه على المجلس البلدي، كما طلب عرض النسخة المعربة منه.