نوه سفير المغرب لدى مملكة البحرين أحمد رشيد خطابي بالحفل الفني المشترك لفرقة "محمد بن فارس" البحرينية و"فرقة ليالي النغم للموسيقى الأندلسية" المغربية، الذي أقيم في "الصالة الثقافية" بالمنامة، مساء يوم الجمعة في إطار احتفالات مملكة البحرين بالأعياد الوطنية.
وقال السفير المغربي، خلال حفل استقبال أقامه مساء أمس السبت على شرف الفرقة المغربية، إنه "بالإضافة للدلالة الفنية لهذه التجربة التي تجسد التعامل المنفتح والخلاق مع تراثنا الموسيقي الأصيل، فإنها تحمل دلالة رمزية واضحة بحكم تزامنها مع العيد الوطني المجيد لمملكة البحرين وعيد الجلوس، وتشكل لحظة احتفالية قوية لتقاسم مشاعر الفرح مع الشعب البحريني الكريم".
وأبرز أن "هذه الاحتفالية تعكس الطابع الاستثنائي والمتميز للعلاقات المغربية البحرينية على هدي التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وحرص جلالتهما على ترسيخ الوشائج والصلات الوطيدة بين البلدين الشقيقين في إطار من الاحترام والتقدير المتبادل والمنفعة المشتركة، والدفاع عن الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية".
وأكد خطابي استعداد السفارة لدعم كل المبادرات الثقافية الهادفة، منوها "بهذه التجربة التي تندرج في سياق توظيف العامل الثقافي لتعزيز التقارب بين بلدين باعدت بينهما الجغرافيا، وقربت بينهما المحبة والمواقف التضامنية الثابتة".
من جانبه، أوضح قائد الفرقة المغربية الفنان عبد السلام الخلوفي أن القصد من وراء هذه التجربة كان رسم جسر فني بين المملكة المغربية العريقة بأصالتها وحضارتها، ومملكة البحرين التي تمتد حضارتها إلى دلمون المعروفة تاريخيا،ونسج عرض فني يلخص هاتين الحضارتين.
وقال إن العلاقة بين الفرقة المغربية والفرقة البحرينية المختصة في فن الصوت العريق طبعها تواصل سلس، وانسجام فني كبير، مما ذلل الصعوبات التي تعترض تجربة من هذا القبيل
وقد جسدت الفرقتان خلال الحفل، الذي استقطب جمهورا غفيرا، من البحرينيين وأفراد الجالية المغربية، لقاء إبداعيا متفردا بين "النوبة الأندلسية" و"فن الصوت البحريني"، وأدت المجموعتان المغربية والبحرينية وصلات منفردة، ووصلات مشتركة، منها القصيدة "الفياشية" الشهيرة، وقصيدة الزجال الشستري "شويخ من أرض مكناس"، وقصيدته الأخرى "كلما كنت بقربي".
وقدمت "فرقة ليالي النغم للموسيقى الأندلسية" أغنية هدية، بالمناسبة، بعنوان "الله على البحرين"، من كلمات وألحان قائد الفرقة الفنان عبد السلام الخلوفي، وهي الأغنية التي لقيت تجاوبا كبيرا من لدن الحاضرين.
واشتركت الفرقتان في أداء "نداء الحسن"، و"من خلقت الدنيا وإحنا هل البحرين"، وهي اللوحة التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، إضافة إلى تجسيد أفراد الفرقتين، ببراعة، لطقوس الاحتفال المميزة للأعراس بالمملكتين."
يذكر أن "فرقة ليالي النغم للموسيقى الأندلسية" تأسست في مدينة طنجة سنة 1985 بمبادرة من مجموعة من الشباب الذي جمع بين الثقافة والفن. ولم تكمل سنتها الأولى حتى فازت بالجائزة الأولى وطنيا في المسابقة التي نظمتها وزارة الثقافة
وشاركت الفرقة على مدى ثلاثين سنة في عدد من المهرجانات داخل المغرب وخارجه، ولها تسجيلات تلفزيونية متعددة.
وتقدم "فرقة محمد بن فارس الموسيقية" بقيادة الأستاذ عارف بوجيري، ألوانا مختلفة من الفنون التراثية البحرينية مثل، الصوت، والبستة، والخماري، والسامري وغيرها، إلا أن لفن الصوت مكانة خاصة لدى الفرقة.
وتتميز الفرقة بحرصها على إظهار روح الأغنية الشعبية المتمثلة بإيقاعاتها ورقصاتها الأصيلة بالإضافة إلى التوزيع الموسيقي المنسجم مع الأغنية.
وأثبتت الفرقة حضورها على الصعيدين المحلي والدولي بتألق ونجاح، وهو الأمر الذي شجع قطاع الثقافة بمملكة البحرين على تبنيها عام 2006.