حذر رئيس قسم إدارة التقنية والابتكار بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي عودة الجيوسي من استمرار استخدام الطاقة دون النظر إلى التكاليف البيئية المرتبطة باستخدامها، معتبرا هذا الاستخدام يشكل تهديد حقيقي لكافة الجهود الساعية لتحقيق التنمية المستدامة، داعيا إلى إعادة توجيه خطط الطاقة في إطارها الصحيح.
وقال الجيوسي خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للطاقة والمياه والبيئة الذي نظمته أخيرا الجامعة الأميركية في رأس الخيمة بالتعاون مع الرابطة الدولية لتبادل المعرفة والاستدامة: "تعتبر الطاقة وعلاقتها بالتنمية المستدامة واحدة من الموضوعات البحثية والتنموية المعاصرة، لأن الطاقة ضرورية للتنمية والتقدم الإنساني، إلا أن استخدامها بكل أنواعها على الشكل الحالي من دون النظر إلى التكاليف البيئية المرتبطة باستخدامها يشكل تهديداً كبيراً لكافة الجهود لتحقيق التنمية المستدامة".
ودعا في كلمته التي استعرضت أثر اتفاقية باريس للتغير المناخي على مستقبل الاستدامة في المنطقة العربية إلى زيادة فعالية وكفاءة الطاقة لتحقق عوائد مجزية وسريعة، وتطوير خطط عمل وبرامج لترشيد الاستهلاك واستدامة لموارد الطاقة والمياه والغذاء، إضافة إلى صياغة استراتيجية بعيدة المدى للبحث والتطوير والإبتكار وتوطين التقنية في المنطقة العربية ودول مجلس التعاون من أجل تحقيق مفهوم التنمية المستدامة.
وقال: "هناك ضرورة لفهم العلاقة بين الماء والغذاء والطاقة والبيئة، ولا بد من فهم التكامل والترابط بين القطاعات المختلفة لتحقيق مفهوم الأمن على صعيد الطاقة والماء والغذاء"، وأضاف: "نحن اليوم على عتبة عقد جديد لاستخدام الطاقة المتجددة من طاقة شمسية أو رياح في المنطقة العربية نظرا لوجود مشاريع ريادية في العديد من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، لذا يجدر بنا التفكير في مجموعة قضايا جوهرية وحيوية للتحول نحو الاستدامة؛ وهذه القضايا تشمل الدعم المالي الحكومي للنفط وأثره على التحول نحو الطاقة المتجددة".
وأكد الجيوسي أهمية العمل على تطوير فرق بحثية عربية في مجال الطاقة المتجددة وتطوير القطاع الخاص والاستثماري للشراكة بين القطاع العام والخاص، مشيرا أنه ومع تسارع وتيرة التنمية المستدامة والنمو السكاني المضطرد، هناك فرص استثمارية وبحثية في قطاع الطاقة المتجددة في المياه والزراعة والبيئة خاصة وأن المنطقة العربية تتمتع بإشعاع حراري عالي ولديها مراكز بحثية متميزة.
وقال: "إن التحول نحو اقتصاد جديد ضمن المنطقة العربية يعتمد على التراكم المعرفي ونقل التقنية والخبرات وتطوير ثقافة جديدة للبحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال وتطوير دور القطاع الخاص في الطاقة المتجددة"، مستعرضا تجارب العالم المختلفة مثل الاتحاد الأوروبي والصين والهند وأمريكا ليقدم نماذج مختلفة لنقل المعرفة وربطها بالثقافة المؤسسية والمجتمعية والتنمية الحديثة والقيادة التحولية وتطوير مفهوم المؤسسة المتعلمة في قطاع الطاقة والمياه والبيئة.
إلى ذلك، شارك في المؤتمر نخبة من العلماء الأكاديميين والباحثين المهتمين في علوم الطاقة والماء والبيئة، من 24 دولة حول العالم، وقدموا نتائج 80 ورقة عمل بالإضافة إلى مجموعة من المحاضرات وورش العمل التي استهدفت بشكل أساسي قضايا الطاقة، وأكد المشاركون في المؤتمر خلال جلسة الختام أهمية العمل المشترك بين المعاهد والمؤسسات وتشكيل فرق بحث لإيجاد الحلول المقنعة في مجالات الطاقة والماء والبيئة والتعاون مع المؤسسات الصناعية ومراكز البحوث المحلية بغية تطوير أفكار جديدة مبتكرة.
وجاء في التوصيات ضرورة مواجهة درجات الحرارة العالية في منطقة الخليج عبر تطوير أنظمة التبريد من حيث الكفاءة والإدارة، وأيضا إيجاد مواد بناء جديدة مع التركيز على المواد العازلة للحرارة. كما أوصى بالاعتماد على الهيدروجين والطاقة النووية وغير ذلك مع ضرورة الحصول على دعم حكومي كأولوية لتطوير البحث في مؤسسات الإمارات العربية المتحدة بالإضافة لإثراء الوعي المجتمعي من خلال البرامج التعليمية الموجهة نحو المجتمع للحفاظ على الطاقة والاعتماد على الموارد الجديدة ومصادر الطاقة البديلة.