احتفل موقع محرك جوجل في الصفحة الرئيسية الاكثر زيارة في العالم بعيد ميلاد ،صاحب السمفونيات المعروفة لودفيج فان بيتهوفن الذي ولد في 17 ديسمبر/ كانون الاول بالعام 1770.اذ قام محرك البحث جوجل، بالإحتفال بعيد ميلاد بيتهوفن وذلك في الذكرى 245 لميلاده، وقام بوضع مقطع غنائي له في الصفحة الرئيسية في جميع نطاقات محرك البحث جوجل في العالم، وذلك في إشارة منه إلى أهمية بيتهوفن وتأثيره الكبير الذي تركه في الكثير من محبيه في مجال التاليف الموسيفي وعزف المقطوعات الخمس على البيانو التي مازالت تعد واحدة من روائع الموسيقى الكلاسيكية في العالم.
ولد بيتهوفن وهو ملحن وعازف بيانو ألماني في مدينة بون المتواجدة في بلدية كولونيا بألمانيا . قد ظهرت موهبته مع الموسيقى في سن مبكرة وهو مازال طفلا صغيرا، وتابع دراسته في الموسيقى مع فولفغانغ اماديوس موتسارك، ثم رحل إلى دولة النمسا وتحديدا إلى العاصمة فيينا بالعام 1792، وهناك فارق الحياة بعيدا عن مسقط رأسه في ألمانيا، وقد اصيب بيتهوفن بالصم في نهاية حياته، ورغم إعاقته لم يتوقف عن ممارسة الموسيقة والتأليف، اذ ألف العديد من الكتب الشهيرة، مثل سيمفونيات وخمس مقطوعات على البيانو، وأيضا ألف بيتهوفن العديد من الأعمال للصالون الأدبي.
أضف على هذا أن والده كان مدمنًا للخمر أيضًا مما يجعله معلمًا غير مثالي بالرغم من كونه معلمه الأول. أما والدته التي كانت –على حد تعبير بيتهوفن- أفضل صديق له، فقد ماتت وهو في سن السابعة عشر تاركة له مسئولية العائلة. وقدم بيتهوفن أول حفلاته الموسيقية المعروفة في الثامنة من عمره وذلك في مدينة “كولونيا” كما قام بنشر أولى أعماله وهو في الثانية عشر من عمره العام 1783
بعد أن بدأت عبقرية بيتهوفن تظهر للجميع، قرر الأمير “ماكسيمليان فرانز” ارسال بيتهوفن الى فيينا التي كانت تعد عاصمة الموسيقى في ذلك الوقت من أجل إكمال تعلم الموسيقى وذلك عام 1789. وقد تتلمذ في فيينا على يد “هايدن” الا أن العديد من الخلافات وقعت بينه وبين معلمه، فبدأ يتنقل بين معلمين آخرين مما ساهم في صقل شخصية بيتهوفن الفنية والموسيقية.
بدأ بيتهوفن في نشر سطوته الموسيقية التي أثارت دهشة فيينا، اذ نظم حفلة موسيقية عامة في فيينا بالعام 1797، ثم بعدها نظم سيمفونيته الأولى بجانب بعض المؤلفات بالعام 1800. ثم أتبع ذلك بجولة موسيقية في العديد من المدن ليكتسب حينها شعبية جماهيرية جعلت الجميع يعجبون بعبقرية هذا الشاب بما فيهم الطبقات الارستقراطية التي بالرغم من دعمها لبيتهوفن غير انه عاش فقيرًا ومات فقيرًا، لكن ميراثه الحقيقي كان أعماله الفنية التي خُلقت من أجل أن تخلد ذكراه.
اصيب بيتهوفن بصمم بسيط في العام 1802، فبدأ حينها في الانسحاب من الأوساط الفنية، ومع ازدياد حالته بدأ يتجه للوحدة. كان مصابًا باليأس لدرجة كادت أن تصل به الى الانتحار اذ قال مرة “يا لشدة ألمي عندما يسمع أحد بجانبي صوت ناي لا أستطيع أنا سماعه، أو يسمع آخر غناء أحد الرعاة بينما أنا لا أسمع شيئاً، كل هذا كاد يدفعني إلى اليأس، وكدت أضع حداً لحياتي اليائسة، إلا أن الفن وحده هو الذي منعني من ذلك".
وبعد اصابة بيتهوفن بالصمم غير أن هذا لم يجعله يتوقف عن ممارسة موهبته العبقرية، فقام بتأليف أكثر مؤلفاته شعبية وهي السيمفونية الخامسة والتاسعة. كذلك أضاف العديد من التغييرات وقدم الكثير من الإنتاج الفني التي جعلته بالفعل يعتبر عازفًا من أجل أجيال المستقبل، فقد ترك بيتهوفن ميراثًا فنيًا ما زال خالدًا حتى اليوم، اذ تعتبر سيمفونياته أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية.
وتوفي بيتهوفن في يوم 26 مارس/ آذار بالعام 1827، وذلك بعد عن سن يراوح 57 عاما،ويعتبر من أعظم الموسيقين على مدار العصور.