العدد 4851 - الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 07 ربيع الاول 1437هـ

10 أعمال وأحداث هي الأبرز في مجال الفن للعام 2015

على قائمتي كوتر وسميث... وتحضر «داعش»...

من معرض «دادا غير المرغوب فيه» حيث المدى المفتوح فضاؤها
من معرض «دادا غير المرغوب فيه» حيث المدى المفتوح فضاؤها

لبعض النقاد ومحرري الفنون في الصحف الأميركية الكبرى، بعد تكريس أسمائهم في هذا المجال، من خلال مجموعة من الأعمال المهمة، وذات التأثير، الحق في إعداد قائمة بما يرونها أعمالاً وفعاليات ذات أهمية كبرى، ضمن شروط ومعطيات لابد أن تتوافر فيها من جهة، وتتوافر في المحيط الذي أقيمت ونُظِّمت فيه، من حيث الإقبال عليها، ومن حيث معالجاتها وتناولاتها وابتكارها، والمفارقة فيها، وحتى التهديد الذي يمثله بعضها (ما حدث للمعالم الآثارية في كل من سورية والعراق على يد تنظيم «داعش»). هولاند كوتر، وروبرتا سميث، من صحيفة «نيويورك تايمز»، أعدَّا قائمتين تحوي أفضل الأعمال في مجال الفن للعام 2015. بعض تلك المعارض والفعاليات والأحداث يستمر حتى العام المقبل (2016)، بحسب ما نشرته الصحيفة يوم الأربعاء (9 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، ننشر هنا أهم ما ورد في التقرير والقائمتين.

قائمة هولاند كوتر: بينالي هافانا

تزامن هذا المعرض مع احتمالات حدوث تقارب بين كوبا والولايات المتحدة، بعد قطيعة وحروب دبلوماسية استمرت لأكثر من خمسة عقود، لعبت السياسة المتوترة دوراً في الحدث نفسه. عندما افتتح المعرض في يونيو/ حزيران 2015، كان الفنان الكوبي المولد تانيا بروغيرا خاضعاً إلى ما يعادل الإقامة الجبرية في هافانا، لمحاولته تنظيم عرْض دعا إليه مجموعة من الأشخاص للتحدث بحرية عبر مذياع في ساحة الثورة. خلال البينالي نفسه، قامت فنانة أخرى كوبية المولد، ماريا ماغدالينا كامبوس بونز، بالعمل مع مجموعة من طلابها الأميركيين؛ حيث قدَّمت بهدوء للكوبيين فرصة مماثلة للتعبير عن أنفسهم عن طريق كتابة الأسئلة الأكثر حضوراً في أذهانهم، تلك التي تتعلق بالأحداث الجارية، بما في ذلك سؤال عمَّا إذا كان يُمكن للفن المساهمة في الحوار بين الثقافات. جاءت الردود مكثفة وعاطفية بـ: نعم.

المركز الثاني: متحف ويتني

افتتاح متحف ويتني للفن الأميركي، كان الحدث المحلي الأبرز للعام. الجميع هتف لمبنى «رينزو بيانو»؛ وأثنى كثيرون على المجموعة التي ضمَّها العرض الدائم «أميركا من الصعب أن تُرى». ومع طقوس الاحتفالية التي صاحبت الحدث، من الواضح أن «ويتني» مازال - إلى حد كبير - على ما هو عليه دائماً؛ وبصرف النظر عن بضع سنوات في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، يظل مؤسسة غالباً ما تكون سطحية في برمجتها وكشف المساوئ والثغرات التي تعتري المجتمع الأميركي، ربما يكمن السبب من وراء ذلك في التعريف الضيِّق لمفهوم «أميركا». وتحتاج المؤسسة إلى طريقة تفكير جديدة لمطابقتها مع حقيقة ما يعتمل من تغيرات في الداخل الأميركي.

المركز الثالث: متحف الفن الحديث

على رغم أنه لايزال بمثابة عزف على وتر واحد، بتلك النسخة الغريبة الخاصة التي لها امتداد عميق بالحداثة، تلك التي نعرفها جيداً، أعطى متحف الفن الحديث علامات على توسيع نطاق اشتغاله واهتمامه. معرض «الانتقال: الفن في أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية 1960-1980» (تم تدشينه في 3 يناير/ كانون الثاني 2015) واستقطب قليلاً من الأعمال المنظورة، تلك التي تختزن العميق من المفاهيم، وعملت على فحصها وإضافتها إلى مجمل الأعمال وتكويناتها.

يذكر أن متحف الفن الحديث، أسِّس في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1929، ويزوره نحو 2,5 مليون شخص كل عام. وتعدُّ معروضات المتحف جميعها لا مثيل لها في الفن الحديث والمعاصر، بما في ذلك أعمال العمارة، الرسم، النحت، التصوير الفوتوغرافي، الكتب والأفلام.

وتحوي مكتبته أرشيفاً يزيد على 300,000 كتاب، وأعمالاً فنية فريدة تزيد على 70,000 لفنانين مختلفين. كما يحوي أيضاً عدَّة مصادر للمواد التاريخية ذات الصلة بالفن المعاصر. في العام 1930 أسس المعماري الأميركي فيليب جونسون قسم العمارة في المتحف، حيث قدَّم عمارة أوروبية حديثة إلى الجمهور الأميركي.

المركز الرابع: لو أنجيليس

لايزال المشهد الفني في المدينة في طور البناء؛ فيما الوهج الترويجي يتكثف. كان افتتاح «الرحبة» في سبتمبر/ أيلول 2015، الحدث الرئيسي في أخبار الساحل الغربي، على رغم أن الكثير من المجموعة متداول في السوق، ويتمحور في الساحل الشرقي. كان الأكثر إثارة، هو استمرار المدينة في الاهتمام بتاريخها المُهمَل من خلال الفنان الأميركي من أصل إفريقي نوا بوريفوي، ومعرضه «نوا بوريفوي: دادا غير المرغوب» في متحف مقاطعة لوس أنجليس للفنون، والذي يستمر حتى 18 يناير من العام المقبل (2016)، وهو المعرض الاستعادي لبوريفوي مؤسس مركز للفن، ومتحف مفتوح في صحراء موهافي. في المعرض توظيف للمواد الخام ضمن أعمال تركيبية، تحضر من بينها بشكل جليٍّ نماذج منها أخذت أشكالاً متعدِّدة في هيئات مختلفة لدراجات هوائية معلَّقة على دعامات خشبية بشكل مقلوب أو مُقابل.

المركز الخامس: المعزوفات المعلَّقة

الأثر المتزن الذي قدَّمه بشكل استعادي الفنان الكولومبي دوريس سالسيدو في متحف غوغنهايم في نيويورك، كشف عن فنان سياسي مهم من ناحية كثافة الرؤى في جوانبها القصوى، تلك التي تختزلها وتقدمها أعماله. «تذكرة في اتجاه واحد: سلسلة هجرة جاكوب لورانس ورؤى أخرى للحركة الشمالية الكبرى»، حيث زوَّد لورانس متحف الفن الحديث بمجموعة كبيرة من اللوحات التاريخية ذات السياق الثقافي المرتبط بزمنه وزمننا أيضاً. الفنان الأميركي الرائع مارتن ونغ يطل بمعرضه في متحف برونكس للفنون، والذي أنجز فيه أفضل أعماله فترة ثمانينات القرن الماضي في نيويورك، ويستمر حتى 14 فبراير/ شباط من العام المقبل.

المركز السادس: المعارض الجماعية المعلَّقة

عاش متحف برونكس سنة جامحة بنماذج الفنون والأعمال التي قدَّمها. نظم المتحف مع شركة متحف ديل باريو ولويسايدا «اللوردات الشبان في نيويورك»، ويتضمن مسحاً لثلاثة مواقع تتقصى أجزاء أساسية من مناخات الماضي اللاتيني في المدينة. مع كل ثلاث سنوات يحدث ذلك في المتحف الجديد «إحاطة الجمهور» في توجُّه للوقوف على نبض الاتجاهات الدولية. «الكونغو: العظمة والسلطة»، حدث سيستضيفه متحف متروبوليتان للفنون انطلاقاً من 3 يناير من العام المقبل، في انعاطفة على الأساليب التقليدية للمادة الإفريقية المكوِّنة لبعض الأعمال، في تقديم صريح وجليّ لما يسمى النحت الإفريقي التقليدي كرد فعل على الصدمات التي خلَّفها الاستعمار.

المركز السادس: فقدان

بالنسبة إلى الكثيرين، وبالتأكيد لمؤرخي الفن، بعض التجارب الفنية الأكثر مسَّاً بالوجدان والعاطفة لهذا العام مشاهدة أشياء تختفي. بقايا معمارية أو منحوتات لبعض أقدم الآثار المعروفة في العراق وسورية، في كل من: نمرود، نينوى، وتدمر، تضرَّرت أو دُمِّرت من قبل «الدولة الإسلامية» (داعش) باستخدام المتفجرات. التاريخ مليء بالمفارقات عديمة الفائدة. تتبنى الدولة الإسلامية ما تفترض أنه نسخة نقية من الإسلام. الإسلام هو «دين الكتاب»: القرآن الكريم. ومع ذلك، فإن المجموعة التابعة إلى «داعش» تحاول طمس كل آثار الحضارات القديمة التي اخترعت الكتب والكتابة.

المركز الثامن: مكاسب

المدير الجديد لمتحف بروكلين، آن باسترناك. ميا لوكس وكريستوفر واي. ليو، عيِّنا كقيّمين على بينالي ويتني للعام 2017. مساهمة توماس جيه لاكس باعتباره أصغر أمين لـ «نيويورك الكبرى»، (الآخرون مثل: دوغلاس كريمب وبيتر إيلي، سيكون لهما حضور في (7 مارس/ آذار من العام المقبل)، هنالك حدث أطلق عليه «دهاء الكتابة الفنية» لجوانا فايتمان، ومصطفى هداية، فيما سيكون التعليق الثقافي الذي سيكون عاصفاً وعنيفاً لفيليكس برنشتاين.

المركز التاسع: موسيقى لعينيَّ

بالتزامن مع أسبوع آسيا للفن المعاصر، قدَّم متحف المتروبوليتان «زهرة صوتية»، وهي قطعة تفاعلية مُتخيَّلة أنجزها مينغ وي، بأصوات مطربين من مدرسة مانهاتن للموسيقى، قاموا بغناء مقاطع ألمانية من ألحان شوبرت في عدد من صالات العرض، حملت اسم «الجنة».

المركز العاشر: الناي السحري

في مدرسة ستينهاردت للثقافة بجامعة نيويورك، نظِّم معرض «80WSE» ومقتنيات زهيدة من برلين، ضمن نسخة متجدِّدة لعمل موتسارت «الناي السحري»، الأوبرا التي أنجزها من فصلين في العام 1791، وهي من أهم وأشهر الأعمال الأوبرالية الاثنتين والعشرين التي قام المؤلف الموسيقي النمساوي (1756-1791) بكتابتها. العمل ينقصه موزارت ولكنه مليء بالسحر. كتب الأوبرا فاجينال ديفيس، وأخرجتها سوزان ساكسه، والموسيقى لجيمي ستيوارت، وقام بتصميمها عدد من الطلاب بقيادة جوناثان بيرغر وجيسي برانزفورد. العمل بحد ذاته مسرح للعقل والحواس. وهناك فيلم لميشال أودر، سيتم عرضه هذا الصيف في معرض 80WSE» في الفترة ما بين 8 يونيو/ حزيران و 13 أغسطس/ آب من العام المقبل، وقد تم التأكيد على أنه الآن واحد من الأماكن البديلة الأكثر ابتكاراً في المدينة.

قائمة سميث... رؤى ازدهرت

على قائمة روبرتا سميث، حضر عمل في قائمة هولاند كوتر، وهو «ويتني»، الذي تصدَّر القائمة، أما بقية القائمة فعلى مبعدة من الأولى.

هناك الكثير مما يُشكى منه في عالم الفن بنيويورك: ما يشبه السيرك المجنون الذي يكتنف المزادات، وجامعي التحف والأعمال على حدٍّ سواء، والتوسُّع في متحف غوغنهايم، وما يعانيه متحف الفن الحديث من اكتظاظ في مقتنياته؛ ما حمَّله صورة سيئة السمعة؛ إلى جانب تأثير ارتفاع الإيجارات في مانهاتن على الساحة الفنية، وشريان حياتها من الفنانين وصالات العرض. ولكن بعد كل ذلك يظل الفن هناك. وفي هذا الصدد، كان العام 2015 عاماً بارزاً لنيويورك.

المركز الثاني «نحت بيكاسو»

الاستطلاع الحديث الذي تناول مؤخراً بيكاسو، والذي سيجد مكانه بتاريخ 7 فبراير من العام المقبل، يبحث في واحد من أعظم الأعمال التي كرَّسها في مرحلة حياته الثانية التي اتسمت بالنحت، وتظهره مُتقداً بتنوع المواد والأساليب التي اشتغل عليها، معظمها في المجال التجريدي، وفي كثير من الأحيان تضمين تلك المرحلة أعمالاً من المدرسية التكعيبية.

المركز الثالث: غوغنهايم

واصل متحف «غوغنهايم» اتقان استخدام بهوه في استضافة أعمال استعادية، وعلى رغم قِدم بعضها إلا أنها لم ينل منها الوقت شيئاً، وظلت محتفظة بطزاجتها، وتنوَّعت بين اللوحات والبطاقات البريدية وكذلك البرقيات، التي اتخذت هيئة وشكل اللفائف. هنالك أيضاً تماثيل دوريس سالسيدو، التي أخذت مكانها في الصالات في سعي لتطوير التأملات الجميلة، التي لم تخفِ حزنها بسبب الوحشية التي تمر بها الإنسانية.

المركز الرابع: «فرانك ستيلا: بأثر رجعي»

معرض استعادي فيه اندفاع بيِّن لفرانك ستيلا أخذ مكانه في «ويتني»، وسيكون الجمهور على موعد معه في 7 فبراير من العام المقبل. عرض يبيِّن أن المتحف لا يمكن هجرانه وأخذه بعيداً عن مبناه القديم. هنالك أعمال من الفن التجريدي تمتد إلى ستة عقود ماضية، بجمالياتها وبساطتها في الوقت نفسه، تقدم قصة تقدير لهذا الجانب الذي لا مفر منه من الفن الذي اتخذ مكانته باعتباره نموذجاً حياً في ثراء حركة الفن العالمي.

المركز الخامس: المتروبوليتان

في متحف «المتروبوليتان»، تظهر أقوى العروض الرئيسية التي تمت استعارة أعمالها «هنود السهول: فنانو الأرض والسماء» و «الكونغو: العظمة والسلطة»، في 3 يناير من العام المقبل، وسيضيئان معاً إنجازات ثقافتين اجتاحت الجانب الأوروبي.

المركز السادس: الفن الشعبي

واصل متحف الفن الشعبي الأميركي نجاحه في احتواء الظروف والقفز عليها، وبدا ذلك جلياً في معرض «عندما لا يُسدل الستار أبداً»، والذي يدرس جوانب الأداء لعدد من أعمال فنانين أوروبيين وأميركيين، تلك التي أنجزها غرباء في القرن العشرين.

المركز السابع: فضاءات بديلة

في الأماكن البديلة بالمدينة المزدحمة، واصل تاريخ الفن في الامتداد والتوسُّع. فضاء فنانين يغمرنا بإنجاز توم فنلندا، والهبة التي يمنحنا إياها بتوظيفه مصدراً لمواد الثقافة الشعبية. «العمود البيض»، آخر رحلة في المعرض باعتباره أرشيفاً/ تخزين مفتوح، وسيكون ذلك في 19 ديسمبر.

المركز الثامن عين للتاريخ

قامت صالات العرض التجارية بواجبها من أجل التنقيب عن الماضي. تبرز في هذا الصدد اللوحات الرائعة للفنانة التجريدية الأميركية المنسية فلورا كروكيت (1891-1979). وتعيد أندريا روزي إنتاج أعمال فان ديربيك التي أنجزها في ستينات القرن الماضي. وهنالك أيضاً «لوكسمبورغ وديان»، وهو عبارة عن نظرة فنية جامحة للإيطالي إنريكو باج، وستجد تلك الفعاليات مكانها بتاريخ 23 ديسمبر.

المركز التاسع: معارض منفردة

ستكون خليطاً من فنانين مختلفي الأعمار والتجارب، من بينهم ريتشارد سيرا، بأعماله التي تتراوح بين مكعبات من الفولاذ الصلب، مظهرة حالاً من الوحدة الروحية. فيما يقدم عرض سيسلي براون أفضل اللوحات التي أنجزتها في مسيرتها المهنية. هنالك أيضاً دونا نيلسون التي تواصل الانقضاض على اللوحة من جانبيها الأمامي والخلفي. كما يعود الأداء في أعمال النحت التي يبرزها جيمي ليشنتين وغيرهم من الفنانين والفنانات بتاريخ 20 ديسمبر.

المركز العاشر: المعارض المرنة

على رغم الضغوط الاقتصادية، لاتزال معارض نيويورك قائمة إثباتاً للجرأة التي يقف وراءها القائمون على تلك المعارض، والمشاركون فيها. «مع تشيلسي»، المعرض الذي يقدم جوانب من محاولات الخروج على عالم الإقامة في الأبراج السكنية، هنالك أيضاً «الترحيل إلى تريبيكا»، الحي الصيني وغيرها من الأنشطة والفعاليات والأمكنة.

العدد 4851 - الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 07 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً