قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أمس الجمعة (18 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إن الدول الـ 17 المجتمعة في نيويورك لبحث النزاع السوري، بصدد وضع لائحة بالمجموعات «الإرهابية» التي سيتم إقصاؤها من مباحثات السلام في سورية.

وأوضح الوزير على هامش الاجتماع الذي بدأ في أحد الفنادق أن بلاده تولت تنسيق إعداد هذه اللائحة. وأضاف «قدمت اليوم خلال الاجتماع المسودة التي تعكس مواقف الدول، وهي ليست وثيقة أردنية بل وثيقة أردنية منسقة». وتابع «وبعبارة أخرى هي جمع لوجهات نظر الدول وأعتقد أنه ستكون هناك مراحل للمتابعة».

وتعتبر هذه اللائحة السوداء وأيضاً الجهود السعودية لتشكيل فريق مفاوض موحد للمعارضة السورية، من أشد النقاط حساسية في مسار مفاوضات فيينا.

وهذا المسار الذي تدعمه روسيا والولايات المتحدة يهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار ومفاوضات بين النظام والمعارضة في بداية يناير/ كانون الثاني 2016، إذا وافق المشاركون.

وبحسب الوزير الأردني فإن الدول الـ 17 في مجموعة دعم سورية عرضت لوائح مختلفة لفصائل مسلحة تعتبرها إرهابية، بحيث قدمت كل دولة ما بين 10 و20 اسماً. وبحسب مسئولين أميركيين وروس هناك توافق عام على استبعاد «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» في سورية) وتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» من أي مفاوضات سلام. غير أن هناك تنظيمات أخرى تثير جدلاً، فبعض الدول مثل السعودية تدعم بعض المجموعات المسلحة، في حين تدعم دول حليفة للنظام السوري مجموعات مسلحة أخرى. وأكد جودة «أن العمل الأولي أنجز، الآن أعتقد أنه ستكون هناك اجتماعات متابعة».

في المقابل، اعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس أن إرساء هدنة في سورية وبدء مفاوضات سلام بحلول الأول من يناير هو أمر غير واقعي، مطالباً بأن تشمل هذه الهدنة وقف القصف الروسي.

وصرح ممثل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لدى الأمم المتحدة، نجيب الغضبان للصحافيين أن المعارضة تحتاج إلى «نحو شهر» لتستعد لمفاوضات السلام التي ستعقد في موازاة وقف إطلاق النار. وقال «أعتقد أن هذا الجدول الزمني غير واقعي»، في إشارة إلى المواعيد التي نصت عليها خريطة الطريق التي حددتها القوى الكبرى في نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا.

وسيشمل وقف إطلاق النار قوات النظام والفصائل المعارضة المقاتلة على الأرض باستثناء عدد من الجماعات. لكن «الائتلاف السوري» طالب بأن يشمل وقف النار أيضاً روسيا التي بدأت تدخلاً عسكرياً في سورية في نهاية سبتمبر/ أيلول ويتهمها الغربيون بأنها تركز غاراتها على مقاتلي المعارضة المعتدلة. وأكد الغضبان أن «الهجمات الروسية لا تزال تستهدف الجميع باستثناء تنظيم داعش».