انهار الاتفاق على وقف إطلاق النار الرامي إلى دفع محادثات السلام اليمنية في سويسرا أمس (الجمعة)، بعد أن انهارت الهدنة في أعقاب هجوم شنته القوات الموالية للحكومة التي استعادت السيطرة على بلدتين، فيما أطلق الحوثيون صاروخين في اتجاه الأراضي السعودية المجاورة.
عدن - أ ف ب
لم يصمد الاتفاق على وقف إطلاق النار الرامي إلى دفع محادثات السلام اليمنية في سويسرا حتى أمس الجمعة (18 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، إذ انهارت الهدنة في أعقاب هجوم شنته القوات الموالية للحكومة التي استعادت السيطرة على بلدتين، وإطلاق الحوثيين لصاروخين في اتجاه الأراضي السعودية المجاورة.
ودخلت هذه الهدنة حيز التنفيذ يوم الثلثاء الماضي، في موازاة بدء محادثات صعبة بين السلطة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة، في محاولة لإيجاد حل للنزاع اليمني. واستعادت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها والمدعومة من الرياض مدينتين من الحوثيين في شمال اليمن.
وسيطرت القوات التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي مدعومة من التحالف العربي بقيادة الرياض أمس الأول (الخميس) على مدينة حرض في شمال غرب البلاد في عملية انطلقت من الأراضي السعودية، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية.
وذكر مسئول عسكري أن هذه القوات التي دربتها وجهزتها السعودية سيطرت على حرض أمس الأول بعد عبورها الحدود السعودية التي تبعد 15 كيلومتراً عن المدينة.
كما استعادت القوات مدعومة من مسلحين من القبائل أمس السيطرة على مدينة حزم مركز محافظة الجوف (شمال)، وفقاً لمصادر قبلية. وأشار مسئول إلى أن نحو ألف مقاتل شاركوا في هذا الهجوم، مؤكداً وقوع «معارك عنيفة» في حرض التي يبلغ عدد سكانها 25 ألفاً. ولفت إلى وقوع عشرات القتلى في صفوف الحوثيين المدعومين من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الموالين للحكومة أصبحوا على بعد كيلومترات عدة من ميناء ميدي على البحر الأحمر، والذي يسيطر عليه الحوثيون منذ العام 2010.
وهذه المعارك ليست جديدة على الحدود اليمنية السعودية حيث أدى قصف الحوثيين إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً منذ بدء تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس/ آذار الماضي، الذي بدأ كحملة جوية ثم تطور إلى مساعدة عسكرية برية.
ورداً على هذا الهجوم، أطلق الحوثيون أمس صاروخين بالستيين في اتجاه الأراضي السعودية، بحسب ما أعلن التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وقال التحالف إن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت صاروخاً بالستياً أطلق من اليمن فيما سقط صاروخ آخر في منطقة صحراوية من المملكة.
وسقط الصاروخ الأول في منطقة مأرب في شرق اليمن بعدما تم اعتراضه، فيما سقط الثاني في شرق مدينة نجران السعودية، بحسب ما أوضح بيان التحالف.
وأضاف البيان أن قيادة التحالف تؤكد «أنها في الوقت الذي تحرص فيه على إنجاح مفاوضات جنيف ودعم مساعي الحكومة الشرعية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية لن تلتزم بالهدنة طويلاً في ظل هذا التهديد لأراضي المملكة».
لكن المتحدث باسم القوات الموالية لصالح العميد شرف غالب لقمان قال إن الحوثيين أطلقوا صاروخين بالستيين الأول من طراز «قاهر 1» على تجمع في نجران، والثاني من طراز «توشكا» على معسكر تداويل استهدف تجمعاً في مأرب.
ومنذ دخولها حيز التنفيذ، انتهكت الهدنة بشكل يومي بسبب المعارك التي تدور أحياناً، لكن تصعيد أمس هو الخرق الأكبر.
وجاء ذلك مع تغيب الحوثيين المشاركين في محادثات السلام اليمنية في سويسرا عن اجتماع صباح أمس، بحسب ما قال عضو في الوفد الحكومي.
وقال العضو في الوفد الممثل للحكومة اليمنية في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في بلدة ماغلينغن الصغيرة في شمال غرب سويسرا إن «اجتماعاً كان مقرراً صباح اليوم (أمس). انتظرناهم ولم يأتوا». وأضاف لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم كشف هويته «لقد أعربوا عن تحفظات في الليلة (قبل) الماضية».
وعلى رغم ذلك، أكد أن الحوثيين لم يعلنوا أنهم سينسحبون من المحادثات، وربما سيحضرون جلسة جديدة مقررة لاحقاً.
وفي جنيف، رفض المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي التساؤلات بشأن ما إذا كان الحوثيون قد قاطعوا المحادثات، مشيراً إلى أنه تم تحديد موعد الاجتماع في وقت لاحق.
ورداً على سؤال بشأن مدة هذه المحادثات، قال فوزي إنه «لا يمكن التنبؤ بهذا الأمر»، لافتاً إلى أنه كان من المتوقع أن تستمر المحادثات المفتوحة لأسبوع على الأقل «لكن يمكن أن تنتهي في أي وقت».
العدد 4851 - الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 07 ربيع الاول 1437هـ