العدد 4850 - الخميس 17 ديسمبر 2015م الموافق 06 ربيع الاول 1437هـ

اليوم الدولي للغة العربية

إيرينا بوكوفا comments [at] alwasatnews.com

المديرة العامة لليونسكو

رسالة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو في اليوم الدولي للغة العربية.

«نحتفل باليوم العالمي للغة العربية لعام 2015 تحت راية العلم والتواصل العلمي. ويتيح الاحتفال بهذا اليوم إبراز الدور التاريخي للغة العربية في البحث العلمي وفي نشر المعرفة، وإبراز أهمية التعدد اللغوي للأوساط المعنية بالبحث العلمي في الوقت الحاضر.

ويُعدّ العلم ركناً من أركان الثقافة العربية مند البداية. ويبدو الشغف بالعلم جلياً في النصوص العربية القديمة، إذ يتجلى فيها حبّ المعرفة والاطّلاع والاكتشاف عن طريق الاهتمام بالكيمياء القديمة وعلم التنجيم والكيمياء السحرية في البداية ثمّ عن طريق الاهتمام بالعلوم الحديثة. وقد سادت اللغة العربية كلغة علمية دولية منذ العصور الوسطى، وتبوأت في هذا المجال مكانة لم تسبقها إليها أية لغة أخرى. وما فتئت اللغة العربية تساهم في حفظ المعارف ونقلها منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا. وخلد ذِكرُ عدد من العلماء الذين كانوا يكتبون باللغة العربية، ومنهم ابن سينا وابن رشد، وتُرجمت مؤلفاتهم الخالدة ونُشرت في جميع أرجاء العالم.

ويُعدّ العالِم الكبير ابن الهيثم بالتأكيد من أبرز أعلام التأليف العلمي باللغة العربية. فقد قام هذا العلاّمة، الذي ولد في البصرة بالعراق في القرن العاشر الميلادي، بوضع أسس علم البصريات، فكان حقاً علينا تكريمه في عام 2015، إذ أُعلن هذا العام السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء. ويُعدّ الأستاذ أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء والرئيس السابق لهيئة تحكيم جائزة لوريـال - اليونسكو للنساء في مجال العلوم، وكذلك سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة الأستاذة حياة سندي، من أعلام الامتياز العلمي الناطقين باللغة العربية في الوقت الحاضر.

ويزداد العلم قوة وبهاءً عندما تُشرَع أبوابه وعندما يستقي وينهل من معين تنوع المواهب وتعدد وجهات النظر التي تؤدي إلى تقدّم البحث العلمي. ولا تقتصر أهمية التعدد اللغوي على كونه أحد القِيم الجوهرية التي تحرص اليونسكو حرصاً شديداً عليها، بل تشمل أيضاً كونه عاملاً ضامناً للفعالية وأنجع وسيلة لنشر المعرفة وتشاطر منافع البحث العلمي لصالح الناس كافة ولإبراز المواهب وزيادة عدد الباحثين الذين تتيح بحوثهم الارتقاء بمعارفنا».

وتتعهد اليونسكو، بناءً على ذلك، بمواصلة سعيها إلى إتاحة فرص تعليم العلوم للجميع، ومنها فرص تعليم العلوم باللغة العربية، ولا سيّما للشباب. وإنني لأدعو جميع شركاء اليونسكو إلى تعزيز الجهود والمساعي الرامية إلى إعداد الكتب المدرسية والمواد التربوية وبرامج محو الأمية اللازمة لضمان نشأة ونبوغ جيل جديد من العلماء والعالمات الناطقين باللغة العربية من أجل الصالح العام للبشرية.

إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"

العدد 4850 - الخميس 17 ديسمبر 2015م الموافق 06 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً