ظاهرة انقياد الموظف الحكومي لرغبة المسئول
ان الشعور بالتعالي على العاملين الذين يعملون تحت إشرافهم، أو المراجعين للأقسام المسئول عنها مثل هؤلاء المسئولين، وللأسف تجد عند هؤلاء بأن عملهم مجرد مجموعة من الطقوس والأوامر التي لا معنى لها. وهذه أمور تعودوا عليها لأنهم يكرهون أن يسايروا الاتجاهات الحديثة. وحتى الآن بعضهم يمارس تصيد الأخطاء على موظفيه وعلى مراجعيه. لأن هؤلاء لا يعتمدون بأن أداء الضبط والسيطرة الهدف منه تجنب وقوع الأخطاء وتصحيح الانحرافات قبل استفحالها.
وللأسف سبب ذلك يعود الى انه لا توجد سياسات متطورة لتطوير الموظفين والمسئولين لرفع كفاءاتهم، وكل ما هنالك سياسات محدودة للتدريب، وتقوم على أساس أساليب بدائية وغير منسقة مع التنوعات في المستوى الوظيفي أو في نوع الوظيفة أو درجة فنيتها. يضاف إلى ذلك بأن البعض يعتبر الخدمة المدنية وظيفة دائمة، ومصدر الأمان الوحيد له وهذا الاعتقاد يعتبر دعوة للخمول والتراخي واللامبلاة. وهذه ظاهرة حقيقية تراها في الأجهزة الإدارية الحكومية. بعكس المؤسسات والشركات الخاصة فهم يعتمدون على الإنتاجية ومثل هذا لا يوجد في الأجهزة الحكومية. حيث إنها تعتمد التقارير التى يصدرها المسئولون فقط دون مراجعتها والتأكد من صدقيتها وأكثر هذه التقارير تميل إلى هوى المسئول ناحية الموظف. وكذلك سيطرة الطابع الشخصي على عمليات التقييم.
وتعتمد هذه التقارير على ولاء الموظف للمرؤسين لا للمؤسسة التى يعمل لها فهؤلاء يعطسون عندما يعطس رئيسهم ويضحكون عندما يضحك وبهذا يحدد المسئول تقييمك.
خليل النزر
يبدو أن الكل بانتظار حصته من الجبنة أو القشدة السورية، أما زيتون وتفاح لبنان لم يعودا فاكهتهما المفضلة ولا ملفهما ذا الأولوية كما كانا من قبل في حقيبة أميركا وروسيا بين كيري ولافروف ولا غيرهما من بائعي الوعود والحلول، ولم يعد مغرياً لأي دولة من دول الاتحاد الأوروبي بدليل فلقد خاس تفاح لبنان وانتشرت روائحه المتعفنة تبعتها روائح النفايات والفساد والخلافات الشخصية التي طفحت بين رموزهم في الشوارع وكرسي الرئيس لايزال خالياً ولم تقدم أي دولة مساعدة ما حتى ولو جرافة من هذه الدول تساهم في حل معضلة النفايات أو نصيحة تقرب هذا التيار مع ذاك، فكيف بتقديمهم مساهمات مالية لهذا البلد المنكوب! إنهم مشغولون بتدمير الشام حتى إذا سنحت لهم الفرص للانقضاض على الجبنة والقشدة البيضاء السورية بعد توقف آخر رمق ونزيف آخر جرح سوري وبعد أن يدفن الشاميون وهم أحياء في مقابر «إسرائيل» أو يرمون في عرض البحر كما طفت جثة الطفل «ايلان الكردي»! السؤال: متى يأتي دور الفواتير؟ دور توزيع فواتير وإعادة إعمار الشام حينما يحتفل المعسكر الغربي ويرفع راية إسرائيل فوق أراضٍ سورية، ويذاع بيانهم المعتاد بأن الحل في سورية بات سياسياً! فيتراكضون من كل حدب لاقتسام «ثروة الإعمار»، التي تقدر بنحو 300 مليار دولار.
مهدي خليل
كنت مع أصدقائى المحالين على التقاعد فى جلسة صباحية في إحدى المجمعات التجارية، وتمحور حديثنا بشأن ما جاء في مقال الأخت مريم الشروقي تحت عنوان «لغز للمواطن البحرينى فقط» وخاصة ما طرحته فى اللغز الأخير والذى جاء على لسان أم امرئ القيس عندما دعت له هذا الدعاء «اللهم ارزقه حظاً يخدمه أصحاب العقول، ولا ترزقه عقلاً يخدم به أصحاب الحظوظ» وبعد تبادل الآراء بين الأصدقاء وصلنا إلى النتائج التالية:
أصحاب العقول قليلون كما أن أصحاب الحظوظ قليلون أيضاً، معظم الناس في منزلة بين المنزلتين شغلهم الشاغل القيام بالأعمال المطلوبة لكسب العيش، فلا الحظ يدعمهم ولا العقل يرتقى بهم، من الملاحظ أن أغلب أصحاب الحظوظ لديهم جرأة على الدخول في المغامرات الاستثمارية، وأما أصحاب العقول فالتركيز يتم على البحث عن وظائف بمناصب عالية، وخاصة أن العقل يهيئهم لتولي هذه المناصب.
من الملاحظ أيضاً أن صاحب العقل من كان أبوه موظفاً يرث هذه النزعة، ويرضى بالوظيفة، وعلى الجانب الآخر صاحب الحظ يعمل مع أبيه في نفس العملية الاستثمارية ويحاول توسعتها، أعرف صديقاً يملك شركة تجارية متوسطة الحجم وهو يعتقد كثيراً في الحظ وقد سرد لي قصته حيث كان قبل سنوات كثيرة يعمل كبائع في أحد الدكاكين في السوق، واكتسب خبرة من هذه الوظيفة، وحصل أن مالك الدكان تغير، وكان المالك الجديد من الشخصيات التي لم يستطع صديقنا العمل معه بسبب معاملته الغير حسنة، فترك وظيفته ولم يحاول الحصول على وظيفة اخرى؛ بل توكل على الله، وبدأ عملاً تجارياً، وكان في جيبه أربعون ديناراً، وبالمثابرة والخبرة استطاع أن ينجح في تجارته، وهو من الناس الذين ينسبون نجاحهم في حياتهم إلى الحظ أكثر من العقل.
قال أحد المتقاعدين إنه أثناء أداء وظيفته وفي الفترة التي بدأت أسعار الأراضي ترتفع عرض عليه أحد السماسرة قطعتين من الأرض بسعر القدم المربع دينار ونصف؛ ولكنه تردد كثيراً فى شراء هذه الأراضي، وبعد الإصرار والالحاح من السمسار اقتنع بان يشترى قطعة واحدة تاركا القطعة الثانية وقد عزا ذلك إلى تخوفه من هبوط أسعار الاراضي، أي بمعنى آخر كان ينقصه روح المغامرة، وقد أسف كثيرا بعد مضي بعض الوقت حيث ارتفعت أسعار الأراضي في تلك المنطقه ارتفاعاً مذهلاً.
واثناء حديثنا نحن المتقاعدين تطرقنا إلى ما يسمى بالفيتامين «و» وكيف يساهم هذا الفيتامين فى جلب الحظ ورقي العقل، وكان هناك شبه إجماع بأن هذا الفيتامين مسموح باستعماله في العالم الثالث، وممنوع استخدامه في الدول المتقدمة؛ لأنه بعد الفحص والتمحيص اكتشف أن هذا الفيتامين مضر بالصحة، وله سلبيات كثيرة تساهم في تخلف المجتمع بدلاً من تقدمه.
عبدالعزيزعلى حسين
العدد 4850 - الخميس 17 ديسمبر 2015م الموافق 06 ربيع الاول 1437هـ