اتخذ مجموعة من الشعراء البحرينيين والخليجيين من تطبيق التواصل الاجتماعي «واتساب»، ساحة للالتقاء فيما بينهم بصورة يومية؛ وذلك لارتشاف اللغة العربية، وتداول النصوص الشعرية والأدبية، إلى جانب مناقشة مختلف الأمور المتعلقة باللغة العربية، وذلك بعد أن أنشأ شعراء ومختصون في اللغة مجموعات عدة تحمل أسماء مختلفة، والتي وصفها الناقد الأدبي سيدمحمد مجيد بأنها «حالة أدبية» تستحق الدراسة.
ويتراوح عدد المنضوين في تلك المجموعات ما بين 20 إلى 70 عضواً من البحرين ودول الخليج، ومن بينها تلك المجموعات «فنجان شعر، مقهى القلم، منتدى الأدب، اليراع، حزمة وجد».
واعتبر الناقد مجيد، وهو أحد القائمين على منتدى الأدب، وعمل مدرساً للغة العربية في وزارة التربية والتعليم لنحو 30 عاماً، اعتبر أن هذه المجموعات التي تضم المهتمين بالأدب تُعتبر مهمة جداً، فهي جادة ومتخصصة، وتعبر عن حالة أدبية، وتعاطٍ مع اللغة وإن كانت في فضائها الخاص»، متطلعاً إلى أن تنتقل إلى مدونات إلكترونية لتعم الفائدة للجميع.
ورأى أن هذه المجموعات تعد واحدة من أهم الطرق للمحافظة على اللغة، إذ تتم فيها معالجات لغوية معمقة، وتربط المشاركين فيها باللغة العربية.
وأضاف «أرى أنها من أهم ميادين المحافظة على اللغة، بل إنها أشبه بمنتديات أدبية لغوية عامة، تجمع بين الأدب واللغة».
وعن تجربته في هذه المجموعات، أكد أنه استفاد كثيراً من وجوده فيها، فهي وسيلة للمحافظة على اللغة «الجميلة» من خلال نشر ما يدور فيها، مشيراً إلى أنه كتب ذات مرة 13 تحليلاً نقدياً لأحد الأشخاص، وتم تداوله في مجموعات مختلفة.
وأمل مجيد في أن يحرص المنضوون في هذه المجموعات على الكتابة باللغة العربية الفصحى، اللغة السلسة الجميلة، وأن يبتعدوا عما وصفه بـ «التقعر» في اللغة، واستدعاء لغة الجاهلية.
وتحدث عن اللغة العربية والتحديات التي تواجهها، قائلاً: «إن التعاطي مع القضايا السياسية أبعدنا عن اللغة العربية، وهذه المجموعات على الواتساب أعادتنا قليلاً إلى اللغة العربية»، منوّها إلى أن «اللغة قناة توصيل وهي الحامل للرسالة، ولولا اللغة لما استطعنا مراكمة المعرفة، فما جعل المعرفة تتراكم هو وجود اللغة».
ودعا إلى «المحافظة على لغتنا الجميلة، والحرص على تطوير ذوات الكتّاب ولغتهم ولسانهم، فاللغة كائن حي تتطور بتطور البشر والمجتمعات، ونحتاج إلى أن نحافظ على اللغة، ولكن نعصرنها، دون الحاجة إلى استدعاء الألفاظ الصحراوية».
وقال: «إذا حرص أصحاب اللغة أنفسهم، والملمون بأصول اللغة على اللغة نفسها من الابتذال واللحن، وتعاملوا باللغة العربية الفصحى، فإنهم يحافظون على اللغة، ولا يجعلون متعلمي اللغة يفرون منها، ويكرهونها بسبب طرائق تدريس اللغة». وحذر من «التقعر في اللغة» إذ إن ذلك يسهم في قتل اللغة العربية، وخصوصاً أنها مستهدفة.
وعاد ليؤكد بأن «اللغة كائن حي يتفاعل مع بقية اللغات، لتنتج ما يعرف بـ «كيمياء اللغة». وامتدح اللغة العربية وقوتها وثباتها أمام بقية اللغات، لافتاً إلى أنها «أقدم لغة لم تتغير... وهي لغة جميلة».
وشدد مجيد على قدرة اللغة العربية على مواكبة العصر إذا أردنا لها أن تبقى من خلال المحافظة عليها من محاولات محوها، وخصوصاً مع تصنيع برامج أجنبية يستخدمها العرب بشكل مفرط.
العدد 4850 - الخميس 17 ديسمبر 2015م الموافق 06 ربيع الاول 1437هـ
أبا باقر
عرفت هذا الأديب والشاعر الإنسان عندما انتقلت من مدينتي الحبيبة و مسقط رأسي المحرق الى قرية سار، شخص لا استطيع وصف انسانيته و خلقه و طيبته مهما اوتيت من فصاحة و بيان. و إحد اسباب محبتي واحترامي له هو عشقه الكبير للغة الضاد مذ عرفته الى اليوم، و عندما يدور حديث بيننا وجهاً لوجه او عبر مكالمة هاتفية، تراه يُدخل اللغة العربية في بعض عبارات هذا الحديث بشكل تلقائي. حفظك الله أخي الحبيب لأهل قريتك و وطنك، و دمتَ حامياً للغتنا العربية و محافظاً عليها ما حييت
استاذ سيد محمد
منور استاذي