لفتت 15 فتاة خليجية الأنظار بالمغامرة التي قمن بها الأسبوع الماضي لتسلق جبل شمس، والتي اختتمت برفع أعلام الدول الخليجية المشاركة على قمته، وذلك تعبيراً عن روح الوحدة الخليجية والوطنية ولإيصال رسالة حب وعرفان تحت شعار "أمة واحدة".
وتمكنت الفتيات من الصعود إلى جبل شمس، وهو أعلى قمة جبلية في منطقة الخليج العربي والتي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 3,000 متراً فوق مستوى سطح البحر، حيث تأتي هذه الرحلة على غرار رحلة تسلق سلسلة جبال الحجر الغربي التي تنظّمها شركة المغامرات Husaak بالتعاون مع وزارة السياحة بسلطنة عمان.
وأشارت أسماء الحجرية، مدير عام مساعد للترويج السياحي الخارجي بوزارة السياحة بسلطنة عمان إلى أن هذه الرحلة أتاحت الفرصة للتعريف بواحدة من أهم الوجهات السياحية العمانية وهي جبل شمس، والإعلان عن القدرات التي تتمتع بها الفتاة الخليجية ونجاحها في تحدي المصاعب، حيث بدأت الرحلة بعد ظهر يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بتجمّع المشاركات في نقطة الالتقاء المحدّدة في مدينة مسقط، ثم الانتقال إلى المحافظة الداخلية لتبدأ المغامرة التي امتدت إلى أكثر من 20 كيلومتراً على درب مهيأ ومناسب للمشي والتسلّق، وهو واحد من أكثر وجهات رحلات المغامرات المعروفة في السلطنة لما يتميّز به من مناظر طبيعية خلّابة وفريدة من نوعها.
وجاء دعم وزارة السياحة لهذه الرحلة في إطار جهودها الرامية إلى تشجيع السياحة البيئية بشكل عام ونشر والتعريف بسياحة المغامرات بشكل خاص نظرا لما تمتلكه السلطنة من إمكانيات طبيعية تميزها عن غيرها في هذا المجال.
ومن جهة أخرى قال علي حسين مؤسس شركة المغامرات Husaak:" أسعدني وجود هذا العدد من الفتيات من دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في تحدي صعود قمة جبل شمس ورفع الأعلام الخليجية. وكانت هذه المغامرة فرصة للتعريف برياضة تسلق الجبال ودفع الناس للخروج وتجربة مغامرة سياحية فريدة من نوعها والتمتع بالمناظر الطبيعية التي تتيحها هذه التجارب. ونحن نتطلع إلى جذب المزيد من سكان دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في مثل هذه الرحلات والتمتع بجمال عمان التي تعتبر جوهرة مخفية في الخليج."
وضم الفريق المشارك في هذه الرحلة كل من: ليندا المقيمي، رُميثاء البوسعيدية وسلسبيل البوسعيدية من السلطنة، ولولو العوضي، دلال العمر، سبيكة العيار، نوره الصباح، هند الخترشواسيل أحمد الشاهين من الكويت، ندى جمشير، هادية فتح الله، وفاطمة فتح الله من البحرين، ناهد الدوسري من المملكة العربية السعودية، عايشة المعمري وموزه الحساني من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجواهر المطوع وغيداء السرور من قطر.
وفي هذا الصدد قالت ناهد الدوسري من المملكة العربية السعودية: "أنا فخورة بتمثيلي لبلدي مع مجموعة من بنات الخليج اللواتي استطعن بإصرارهن وعزيمتهن توجيه رسالة من قمة جبل شمس، أعلى قمة في دول الخليج، وذلك تزامناً مع انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض. وجاءت هذه الرسالة لتوضح مدى تلاحمنا كشعب واحد على جميع المستويات وأن المرأة أو الفتاة الخليجية قادرة أن تتخطى كل المصاعب بعزيمتها وإصرارها. وأشكر فريق هوساك على جهودهم الحثيثة في تنظيم هذه الرحلة وكل من بذل الجهد ليعطينا الفرصة لتحقيق هذا الإنجاز الرائع.
أما نورة الصباح من الكويت علقت قائلة: "كان هذا هدفاً أمام عيني في الـ ٣ أشهر الأخيرة، حيث جرى الاستعداد والتحضير له عبر إتباع برنامج رياضي مكثف بشكل يومي ونظام غذائي خاص، لتحضير الجسد لتحمل الطرق الوعرة في الجبل وصولا للقمة بالإضافة لعامل الطقس في عمان. وقبل بداية الرحلة ونظرا لرحلاتي السابقة مع فريق هوساك، حاولت استحضار أسوأ ذكرى وأصعب موقف وقدرتي آنذاك على تحدي نفسي و تخطيها."
وأضافت: "بدأت رحلتنا صعودا للقمة مع اشراقة الشمس يوم الجمعة مع ممثل لكل دولة من دول الخليج الستة، وبدأنا تحدي النفس والإصرار والعزيمة والمثابرة للوصول للقمة، وأعتقد أن أكبر حافز للكل هو رفع علم بلده فوق القمة ولله الحمد تم الأمر ووثقتها الكاميرات."
وأكملت قائلة: "أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لفريق هوساك على تنظيم هذه الرحلة ولقائدة الفريق النسائي لولوة العوضي ومساعدتها دلال العمر وسبيكة العيار لأخذهم بيد كل شخص ودفع نفسهم لأقصى حد لإكمال التحدي حتى النهاية دون إصابات تذكر."
وبدورها قالت ليندا المقيمي من السلطنة: "جمعت الرحلة أجمل تكاتف خليجي نسائي. بحب وتعاون وإصرار، استطعنا أن نصل إلى القمة متحديين كل الصعوبات بيدٍ واحدة ورفعنا أعلامنا بفخر واعتزاز. هذه هي المرأة الخليجية اليوم، قادرة أن تكون من تريد أن تكون."
ومن جهتها قالت سلسبيل البوسعيديه من السلطنة: "رحلة جبل شمس كانت أحلى رحلة شاركت فيها في حياتي. أشكر الشركة المنظمة هوساك ومرشدينهم لتنظيمهم لهذه الرحلة الممتعة التي من خلالها تمكنت أن أتحدى قدراتي الذهنية والجسدية – والحمدلله - وصلنا إلى القمة ورفعنا أعلامنا. وكان لي الشرف بالتعرف على زميلاتي من جميع دول الخليج، إذ كنّا يدا واحدة وقلبا واحدا وشجعنا بَعضنا في الأوقات الصعبة.
وفعلاً شعرت بروح التعاون بيننا وبقوة الفريق الواحد. الخليجيات قويات، لا العمر ولا الحجم يقدر أن يوقف الإنسان من تحقيق أي هدف، بالصبر والإرادة والإيمان والعمل الدءوب يمكننا الوصول لأي شيء في الحياة. لن أنسى هذه الرحلة في حياتي، لقد عدت إلى مسقط بطاقة إيجابية متجددة وبثقة متقدة."
وأضافت سلسبيل: "أشجع الجميع على زيارة جبل شمس والاستمتاع بمناظره الساحرة. عُمان جوهرة نادرة ولها بصمتها الخاصة. وأنا في طريقي إلى القمة، وقفت وتأملت جبال عمان وافتخرت بجمالها ونظافتها. أشكر وزارة السياحة لجهودهم الفعّالة للترويج لسياحة المغامرة والسياحة البيئية والطبيعية في عمان محلياً ودولياً، والشكر الجزيل لوزارة البيئة لجهودهم الطيبة في محافظة على البيئة ونشر التوعية البيئية. وأتوجه بالتحية والشكر لمولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، على دعمه الدائم للمرأة العمانية في جميع المجالات بما في ذلك المغامرة والرياضة وتحدي الصعاب."
ومن قطر تحدّثت كل من جواهر المطوع وغيداء السرور عما مثلته هذه الرحلة بالنسبة لهما، والتي اعتبراها منصة لأداء واجب وطني، ورفع علم قطر عاليا، إذ أنها لم تقتصر على كونها عرساً خليجياً على أعلى قمة جبلية بالخليج العربي فحسب، بل مثلت إصرار المرأة القطرية واثبات مكانتها وامتنانها في ضوء احتفالات دولة قطر باليوم الوطني.
وبدورها أكملت عايشة المعمري من الإمارات قائلة: "رحلة جبل شمس كانت تحدي كبير بالنسبة لي، هدفي لم يكن الوصول للقمة ولكن كان اختبار قدراتي الحالية والاستمتاع بطبيعة جبال عمان الساحرة، إضافة إلى التعرف على أخواتي من دول الخليج ."
وأضافت عايشة: "أبهرتني مهنية الشركة المنظمة ومدى احتراف ومهنية المرشدين، وأفخر بأنه مشروع خليجي قائم على مرشدات ومرشدين من دول الخليج، كما أُعجبت باهتمام وزارة السياحة بسلطنة عمان بالرحلة وتنسيقهم والسهر على راحتنا. وفي طريقنا لبدء المغامرة استوقفتنا دورية شرطة عمانية وظننا بأننا ارتكبنا مخالفة مرورية غير أنهم كانوا يبحثون عنا، وأنهم على الاستعداد التام للاستجابة في حال حدوث أي طارئ. أحب السفر وسافرت لأكثر من ٣٥ دولة، والآن استطيع القول أن هذه الرحلة هي الأفضل حتى الآن.