يجعل طارق الزهراني، أحد زوار معرض جدة الدولي للكتاب، من البحث عن الكتب المحظورة في المعرض هدفاً رئيساً، فهو يعتقد، شأن الجميع، بأن كل ممنوع مرغوب إضافة إلى رغبته في معرفة أسباب الخوف من الكتب الممنوع تداولها ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (17 ديسمبر / كانون الأول 2015) .
وظل الزهراني، البالغ من العمر 20 عاماً، يرصد، كلما تسنت له الفرصة، الكتب المرصوفة داخل أجنحة دور النشر المعرض، في محاولة لاصطياد تلك الكتب «المفخخة فكرياً»، بحسب ما يتداول في وسائل الإعلام المحلية والدولية من تحذيرات، في ما يخص اقتناء هذا الكتب أو الإطلاع عليها، من الأفراد والحكومات.
نجح الزهراني أخيراً في تحقيق ما أراد الحصول عليه، إذ عثر على رف داخل أحد الأجنحة يحوي كتباً للإخوان المسلمين، فكان الأمر في مثابة الصيد الثمين، الذي لا يمكن تأجيل الظفر به، إذ بادر فوراً بشراء عدد من هذه الكتب، ومنها كتاب «مذكرات الدعوة والداعية « لزعيم الإخوان المسلمين الأسبق حسن البنا، الذي اغتيل في عام 1949، إضافةً إلى كتاب «دُعَاةُ لا قُضَاةُ» لحسن الهضيبي المُرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين.
«الحياة» التي التقت الزهراني في أحد ممرات المعرض ورافقته في جولته على الأجنحة، سألته عن الدافع وراء البحث عن مثل هذه الكتب، تحديداً ثم شرائها، فأجاب ضاحكاً بأنه لا ينتمي إلى أي حركات إسلامية أو جماعات متطرفة، وأن كل ما يريده هو فحص هذه الكتب على طريقته.
وقال: «قرأت في الصحف أن وزارة التعليم سحبت 80 كتاباً من المكتبات والمدارس لعدد من منظري الإخوان المسلمين، مثل سيد قطب وحسن البنا وحسن الترابي ويوسف القرضاوي، لمخاطرها على الطلاب من دون أي تفاصيل أخرى»، مؤكداً أنه لا يخشى على نفسه من أن يتأثر بأي فكر متطرف، وهو ما تحذره من والدته التي تنصحه دوماً بالابتعاد عن الكتب المشبوهة، والمحظورة في المملكة.
الشاب العشريني غادر المكان وترك خلفه الكثير من الأسئلة، التي تطرح إجابات مختلفة حول اهتمامات الشباب، وإلى أي مدى يمكن أن يدفعهم الفضول إلى تقصي الحقائق التي يبحثون عنها.
ويبدو أن الكثير من الزائرين لمعرض جدة، قد منحوا دور النشر أملاً جديداً في استمرار طباعة ونشر الكتب المختلفة، في وقت يرى بعض المراقبين أن أزمة القراءة والكتاب ستلقي بظلالها على العالم العربي خلال فترة قصيرة، لاعتبارات تتعلق بسطوة الإنترنت التي باتت اللغة الإلكترونية الجاذبة للعالم أجمع.
الإنترنت خصم الرقابة
في الماضي كان الرقيب يتفنن بمقصه ومشرطه ومنشاره بمنع ذلك الكتاب وحجب ذاك المقال، حتى جاء الإنترنت فضحك ساخرا في وجه الرقيب وفتح الأبواب مشرعة للحصول على أي كتاب في أي مجال مهما كان ممنوعا. حاول الرقيب أن يحظر المواقع العنكبوتية المزعجة فظهرت له وسائل التواصل الاجتماعية كتويتر وفيسبوك وانستغرام وواتساب وغيرها. ولا تزال الخصومة مستمرة بين الطرفين.