أوَّلاً نبارك لإخوتنا في المملكة العربية السعودية وإخوتنا في الإمارات العربية المتّحدة شهادة قائدين من قادة الجيش الذي يحارب في اليمن، ونبارك لأسرتيهما الشهادة بإذن الله، ونعلم بأنّ الدفاع عن الأوطان هو أعظم شرف يتشرّف به هذان البطلان ومن سبقهما.
ونحن نحتفل اليوم بالعيد الوطني المجيد وغداً بيوم الشهيد الذي أقرّه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، لا يسعنا الاّ أن نتوقّف عند الشهادة في سبيل الأوطان، وأيضاً عند مؤسّستنا العسكرية التي لم تقصّر في حفظ أمن الوطن، وقدّمت أبناء البحرين من أجل قضيّة اليمن، وليس مستغرباً على هذه المؤسسة، فلقد وقفت وقفة عظيمة في مواقف كثيرة.
الشهيد سلطان بن محمد الكتبي، والشهيد عبدالله بن محمّد السهيان، وغيرهما ممّن خسرناهم على أرض الدنيا، هم حفروا أسماءهم في تاريخ الخليج، ولا يقول غير هذا الكلام إلا جاحد، فأبناؤنا وإخواننا وأزواجنا في المؤسسة العسكرية، وبعضهم في أرض اليمن يقاتل، ألا يجعلنا هذا مدعاة للفخر والامتنان على ما يقدّمونه؟! والله إنّهم فخرٌ لنا أهل البحرين، ووالله إنّنا ندعو لهم بالثبات والقوّة وانتهاء الحرب وإشاعة السلم.
إشاعة السلم ليس بالأمر الهيّن، ومن يهدّد أمن الخليج نحن له بالمرصاد، بأبنائنا ومالنا وجاهنا وآخر فلس لدينا، حتى لا يتعدّى أحد على أرضنا، والتضحيات هي التي ترسم المستقبل ولا يرسمها الخذلان والخوف، ولطالما حفل تاريخنا بالقوّة والعزم، ولم نجد أهل الخليج في تخاذل أبداً.
وعودة إلى مؤسّستنا العسكرية، نحيّيك لما قدّمته لنا من أجل الوطن في يوم الشهيد ويوم العيد الوطني وكل أيام البحرين، فنحن نستمد القوّة من هذه المؤسّسة، ولا أحد ينكر هذا الكلام لا من بعيد ولا من قريب.
عند الحروب نعرف معدن الرجال، وعند الحروب نعرف من يقف معنا، وها هو علم البحرين يرفرف مع الإخوة من جيوش الخليج، لكي يعلّمنا بأنّنا لا نقبل المرّة ولا نرضى بالإهانة، ولا يعرف لنا الخوف طريقاً أبداً.
ولو طلبت المؤسّسة العسكرية تقديم جميع أبناء البحرين من أجل الدفاع عن الوطن وعن الخليج، فنحن على يقين بأنّ أهل البحرين لن يتوانوا ولن يتردّدوا في التجنيد، لأنّنا تربّينا على عشق تراب البحرين وليس على عشق تراب آخر، ويخرس من قال بأنّنا خونة أو أنّ لدينا حبّاً غير حب البحرين وأهلها.
حبيبتي البحرين في يوم عيدك أهديك كلمات حب وعرفان للشهيد، وفي يوم عيدك أوصل رسالة سلام إلى شعب البحرين، فهذه الرسالة تصل لكل القلوب وأوّلها ملك القلوب، فالشعب والقيادة هم عملتان لوجه واحد ولا يفترقان أبداً، فليحفظ الله قيادتنا وشعبنا في العيد الوطني، وليبعد عنّا شرور الحاسدين والماكرين والفاسدين والمطأفنين والمتمصلحين بعد السماء عن الأرض، اللهم آمين.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4848 - الثلثاء 15 ديسمبر 2015م الموافق 04 ربيع الاول 1437هـ