قالت الوكالة الأوروبية لحماية الحدود "فرونتكس" اليوم الثلثاء (15 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إن تدفق المهاجرين القادمين من تركيا إلى اليونان تراجع بأكثر من النصف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لتصل أعدادهم إلى 108 آلاف، مما يعد أول تراجع على أساس شهري خلال العام الجاري.
وأرجعت الوكالة السبب في هذا التراجع إلى الطقس السيء الذي يثبط همة المهاجرين عن القيام برحلة الزوارق الخطيرة من تركيا إلى الجزر اليونانية عبر بحر إيجة، إلى جانب سياسة فرض مزيد من القيود والمراقبة الحدودية التي انتهجتها الدول التي تقع على طول طريق البلقان للهجرة.
ويأتي انخفاض أعداد المهاجرين قبيل المقترحات المتوقعة من جانب اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي والتي ستعلن يوم الخميس المقبل، والتي من شأنها إدخال إجراءات جديدة للحد من تدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد.
ومن المتوقع أن تشمل الخطة الجديدة المثيرة للجدل وضع عملاء على الحدود الأوروبية، ومنح صلاحيات لقوات خفر السواحل للتدخل في مواقف الأزمات من دون أن تطلب منها ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وتعرضت اليونان بشكل خاص لانتقادات حادة لعجزها عن تأمين سواحلها وتسجيل جميع القادمين إليها، الأمر الذي سمح للمهاجرين بالمرور عبر أراضيها من دون فحص.
وأوضحت وكالة "فورنتكس" أنه على رغم انحسار أعداد المهاجرين، إلا أن أعداد الأشخاص الذين وصلوا إلى الأراضي الأوروبية عبر الجزر اليونانية كان أكبر بنحو 16 مرة مقارنة بعددهم خلال نفس الفترة من عام 2014، وجاء معظم المهاجرين من دول سورية والعراق وأفغانستان التي مزقتها الحروب.
وانخفض عدد المهاجرين العابرين بشكل غير مشروع الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في دول غربي البلقان بنسبة الخمس ليسجل 164 ألفاً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مقارنة بما كانوا عليه في الشهر السابق، ومع ذلك فإن العدد الذي تم تسجيله خلال العام الجاري حتى الآن هو 667 ألف مهاجر يتجاوز عشرين أمثال العدد الذي تم تسجيله خلال نفس الفترة من عام 2014.
وخلال العام 2015 أصبح الطريق من المتوسط إلى البلقان هو المدخل الرئيسي الذي يسلكه المهاجرون لدخول الاتحاد الأوروبي والذين يسعون إلى الحصول على حياة أفضل هناك، ويلاحظ أنه في الأعوام السابقة كان الطريق الرئيسي بالبحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا يستخدم بشكل أكثر شيوعاً.
