هذا بلدٌ ساخنٌ ومتقلب الجو والمزاج، ما أن تغيب عنه بضعة أيام وتعود إليه حتى تتلقى المفاجآت.
غادرته يوم الجمعة، وكان الجوّ حاراً، حيث مازلنا نشغّل مكيّفات السيارة في النهار، ومكيّفات الهواء في المساء حتى الليلة السابقة. في السنوات الماضية، كانت المكيّفات تبدأ عطلتها السنوية منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أما هذا العام فلم تهجع المكيّفات حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول... فالصيف هذا العام كان طويلاً جداً.
في كل سفر، والذي غالباً ما يكون صيفاً، فإن أول ما تتحسب له، هو لسعات الرطوبة وهبّات السموم التي ستلفح وجهك عند خروجك من بوابة المطار، فتغطي عدسة نظارتك بطبقةٍ من الضباب تحجز الرؤية. أما عند العودة الأخيرة، فأول ما يلفح وجهك هبّات الهواء الباردة. كنا يوم الجمعة نعيش الصيف، فإذا بالجو ينقلب فجأةً بعد يومين إلى شتاء!
في المطار، في دول الخليج الشقيقة، تستقبلك وجوه الموظّفين من أبناء تلك البلدان، وتهشّ لك حين تعرف أنك بحريني، وتتمنّى لك السلامة، أما هنا، فيسألك أول مرةٍ بشكّ: (من وين جاي)؟ فتجيبه من الدوحة أو دبي أو الكويت، فيعود مرةً أخرى بسؤال أكثر محاصَرةً: (مباشرةً أم من بلد ثاني)؟
عندما تسافر أو تعود، فإن أول من يستقبلك موظفو منافذ العبور من المواطنين، فهم يمثلون واجهة البلد. أغلب الوجوه المألوفة، التي تستقبل المسافرين بدماثة وابتسامة بحرينية مشرقة، اختفت من الواجهة. لقد أصبح نادراً أن تجد بحرينياً أمام نضد تخليص إجراءات المسافرين أو وزن العفش. هذه الوظائف كان يقوم بها البحرينيون عن كفاءة واقتدار لعقود، اختفت تلك الوجوه واستُبدلت بالوجوه والملامح الآسيوية. ثم تتساءلون: لماذا أصبح الأجانب أكثرية وأصبحنا أقليةً في بلادنا لأول مرة في تاريخنا؟ إذا كنا نفرط في واجهة البلد، فلماذا تستغربون من هبوط مساهمة البحريني في سوق العمل إلى ما دون العشرين في المئة، بعدما كان يحتل ما فوق السبعين في المئة؟
في الطريق إلى المنزل، كنت أحدّث سائق التاكسي، المحرقي العجوز الذي تجاوز الستين بسنوات، وتشعر معه بألفةٍ تفتقدها منذ غادرت بوابة المطار. بعد تبادل التحايا سألته عن الجو: هل صحيح بدأ الشتاء؟ فقال: مرةً واحدةً نزل البرد قبل كم يوم. كان برداً قوياً، ولكننا لا نشعر به داخل السيارة، فالسيارة محكمة النوافذ. وكذلك البيوت، نوافذها وأبوابها الآن من الألمنيوم، ليس مثل بيوت أول، خشب يتسرب منه الهواء والمطر.
قلت له: كل شيء تغيّر يا عمّ. فتابع متدفقاً في حديثه: صحيح، حتى الناس تغيّروا. في زماننا كانت المرأة تقنع بالقليل، وتصبر على زوجها وظروفه، أما الآن فحتى لو كانت تعمل فهي تحتفظ براتبها لنفسها وتطالب زوجها بالإنفاق. في أيامنا، حين تحدث مشكلة بين الزوجين، يتدخل الأهل للإصلاح بينهما، أما الآن فأهل الزوجة يحرّضونها أكثر على زوجها بدل الإصلاح.
كان من الصعب أن تقاطعه لتقول إن من حقّ الزوجة أن تطلب الإنفاق، لكن الحياة تمشي بطريقة أفضل عندما يتعاون الزوجان على تصاريف ومصاعب الحياة. قلت: الظروف صارت صعبة، فالآن من الصعب أن تملك سيارة أو تبني بيتاً من دون قروض. أجاب: من قبل كانت المرأة تطبخ في بيتها، الآن يعتمدون على المطاعم. يعيشون دائماً على الديون، حتى للزواج يستدينون، وكثير منهم لا يجدون حتى فرصة عمل. فقلت وأنا أشير إلى الخلف: من قبل كان البحرينيون يعملون بالمطار، الآن أغلبهم أجانب، وطبيعي لن يحصل المواطن عملاً. ما مصلحتنا إذا منعنا البحريني من العمل ووظّفنا مكانه الأجنبي؟ وماذا ننتظر منهم عندما نحرمهم من العمل وكسب الرزق؟ سكت برهةً ثم قال: والمشكلة إن عندهم شهادات جامعية ولا يوظّفونهم.
حاولت أن أغيّر مسار الحديث قليلاً فسألته: كم صار لك تعمل في التاكسي؟ فقال: 37 سنة. عدت لأسأله: وهل عملت في أماكن أخرى من قبل؟ قال: نعم، عملت في شركة، ثم في الميناء، وأخيراً في التاكسي. سألته: هل لديك تقاعد من العمل السابق أم تعتمد فقط على السيارة؟ أجاب: لا.
فاتني أن أقول له مطمئناً ومواسياً: هوّن عليك يا عم! فالتقاعد في زماننا لن يعود يوفّر مظلةَ أمانٍ كما كان في زمانكم. فالنبوءة التي كانت تتحدّث قبل 12 عاماً عن «العجز الاكتواري»، أصبحت على الأبواب!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4847 - الإثنين 14 ديسمبر 2015م الموافق 03 ربيع الاول 1437هـ
عاد خذوا النصيحة
هذي واجهة البلد
خلوا ولد البلد فيها
بالضبط
من قبل كان البحرينيون يعملون بالمطار، الآن أغلبهم أجانب، وطبيعي لن يحصل المواطن عملاً. ما مصلحتنا إذا منعنا البحريني من العمل ووظّفنا مكانه الأجنبي؟ وماذا ننتظر منهم عندما نحرمهم من العمل وكسب الرزق؟ سكت برهةً ثم قال: والمشكلة إن عندهم شهادات جامعية ولا يوظّفونهم.
أصبت ياسيد والكل متضرر من هذا هذه سمعة وطننا الحبيب
هذا اكيد لا يرضي المكونين العزيزين فل نكسر الحواجز بيننا ونبدأ الحوار ولنبدأ المشاركة السياسية مع بعض ونزيل هذه الغمة عن المواطنين والوطن لايمكن أن يسير إلا بجناحيه واليد الواحدة لا تصفق والاكيد صوت جمعياتنا المشتركة بكون اقوى
جود مجنونك قبل لا بجي اجن منه
المشكله في البحرنيين حتى انه منهم مانشكر الله دائما وابدا نتحرطم الاول في الثمانينات نقول العجمي ماخذ والهندي ماخذ والحين الي ياخذون من كل الجنسيات
اي مواطن لا يسره حال الوطن واستمرار هذه الأزمة كل ما طالت تعقدت و
نخرت في الوطن اكثر والكل خسران بما فيهم السلطة وما يعنينا هنا هو الشعب البحريني بكل اطيافه هل نصدر تفككنا إلى الأجيال القادمة أين مسؤلية جمعياتنا التي تقود الشارع من المكونين الكريمين
انصحك
تزور فريج بيت سيادي و بيت القهوة و شوف البحرينين الجدد .. منطقه تم صرف الملايين من اجل ان تصبح رمزا للمحرق و البحرين .. كمعلم تراثي و اذا بك ترى بحرينين من اصول اسيويه و عربية ! و قلة قليلة من البحرينين .
و خلال زيارتي للمنطقه قابلت رجل بحريني كبير بالسن سرق منه باكستاني موقف سيارته و كان منزعجا بطريقة هستريه و بدا يصرخ هذه ديرتنا بروح المركز بروح المركز .. فقلت في نفسي ستجد اهله من يعملون هناك فلماذا تتعب نفسك !
با سيد
ما يسالون هالاسئلة الا اذا جافوا انه اسمك شيعي .. و للامانه هالشي صار حتى في دول الخليج !
و وصلت ان في مقابلة الشغل يسالونك عن طائفتك عيني عينك
كيف يعني اسمك شيعي
ممكن اترجملي اياها لو سمحت... الأسماء هي عربيه وليست دينيه لتقول اسم شيعي واسم سني واسم مسيحي . في البلد ألعربيه بتلاقي مسيحي اسمه على وجعفر ... انت إنسان عنصري
سنابسيون
الله صدقت حبيبي سيدنا وين كنا ووين صرنا ،قبل كان معروف عن موظفي حدود البحرين مقابلتهم للناس بالابتسامه والوجه السمح والحمد لله على السلامه وانا واصل بلدي والله ثم والله انسى تعب السفر من اشوف وجههم خصوصا اذا كانت ساعات السفر طويله من تشوف وجههم البشوش تنسى التعب الحين مادري ليش صارت وجوههم مكشره وعابسه مادري ليش مو مثل قبل !!هل هي اوامر او شي ثاني مادري كل دول الخليج تشوف ابتسامتهم الا هني اختفت البشاشه حسافه عليها
زبدة الكلام اننا كمتقاعدين مهدّدين بقوت يومنا
هكذا هو الحال نحن في ترقّب وقلق على مستقبلنا ونحن متقاعدون
احم احم
عجبتني هدي فكرة العجز الاكتواري من وين امحصلنه ؟
اتحس وانت في المطار انك في بلد اجنبي كل من في الواجهة باكستانية وهنود
اما الباقي كلهم اجانب من اصقاع العالم لاوجود للبحرينين
آهات ..
حوار ذو شجون بين جيلين .
انت شوف اول المطار محمي من منا
انا اول مرة اشوف بلد يعتمد على الاجانب لحماية المطار ( معتمدين على باكستانية لحماية المطار والبلد )
( من وين يي خوي )
لماذا لا يوظف المواطنيين الشيعة في الجوازات ؟؟ لماذا يوظف فقط القبائل القريبة والدخيلة علينا ؟؟
السبب بسيط
لانه لا أمان لكم
البحريني صار جليس البيت حبيس بين الحيطان
ما اليه نفس البحريني يخرج لو في زقاق الفريج الاجنبي صار يسيطر ع كل شبر من الارض اولادهم الصغار يلعبون ويمرحون مثلما كنا لا ننام الظهر ونلعب احتلوا مكان اولادنا وصارت لهم فسحة واولادنا سجنوا بين الحيطان بالبيوت بالشارع والاسواق والحدائق وحتى المقابر صارت متنفس لهم لراحتهم بالامس كالعادة الاثنين زرت الوالدة الله يرحمها وكل ما ازورها الاقي الهنود حواليا يسيرون ويمرحون وانا عاطل وغيري كثر وهم باعمالهم فما شكوانا الا لله رب العزة ينتقم من اساء لاحوالنا واستبدل حياتنا بالاخرين
سؤال طالما بحثت له عن إجابه
لماذا فعلا يسئلون "من وين ياي" ؟؟ليش هو باقي أهلي؟ أمي أو أبوي؟؟أو زوجي؟زوجتي؟؟ و الله العظيم أكثر من مرة سئلت نفسي ليش يسئلون؟؟؟ و المشكلة و لا مطار في العالم منضدة ختم الجوازات تسئلك من وين "ياي" طبعا هذا و أنت غير مواطن في بلدهم اما و الحال و أنك مواطن فلك الأحترام و الحشيمة . ..عندنا ياريت يسئلون الأجانب! من يشوف جوازك أحمر و يعرف أنك بحريني يسئلك من وين ياي؟؟؟ يبى مو شغلك ..مسافر بفلوسي هههههههههههههه
ياه المناطق تعال شوف
تعلوا شوفوا عندنا في الحد والبسيتين والرفاع البحرينيين اختفوا مدارسنا 80%جدد تروح الحديقة ماشوف بحريني ضعنا .
فعلاً بأن من يعملون في المطار من أحقر ما خلق ربي وخصوصاً على البحارنة
تحقيقات مو داخل بلدك كأنك داخل بلد الأعداد اروح مطار دبي ومطار حمد القى ترحيب أما في بلدنا ما باقي الا يسبونك الله ينتقم منهم
إتق الله فيما تقول
انت كاذب والكذب عقابه شديد عند الله سبحانه وتعالى... راجع نفسك قبل ما يجي الوقت اللي تندم على كلامك
التقاعد
ليكون حتى المعاشات مامنحصلها نحن المتقاعدون يعني منه وصل البلد هذا المستوى ليكون السراق .
لك الله يا وطن
البحرين لم تعد كالسابق كل ملامحها البحرينية الأصلية باتت بالاندثار .ملامح المواطن اختفت من الأماكن التي من المفروض يكونون فيها. أصبحنا مثل الغرباء هوية البلد تغيرت وأصبحت في ادراج الرياح. كم هذا الإحساس مؤلم حينما تكون في بلدك وعلى أرض اجدادك وتشعر بالغربة لم تعد الناس كما هي ولم يعد الوطن كما هو والتغير مستمر للأسوء هذا هو الاحتلال بعينه.احتلال الوظائف والمساكن وكل ما هو حق لأبن البلد. شعور يكسر المواطن البحريني يوميا حينما يخرج ليرى ماذا فعلوا بأرضه التي تربى عليها. حسبي الله ونعم الوكيل.