اعلنت اللجان الانتخابية السعودية الأحد (13 ديسمبر/ كانون الأول 2015) فوز 14 امرأة على الاقل في انتخابات المجالس البلدية التي جرت السبت وكانت اول عملية اقتراع تشارك فيها النساء في المملكة التي لا تزال تفرض قيودا صارمة عليهن.
وعبرت ناشطات ومرشحات ومقترعات عن الفخر للمشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر تاريخية كون المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت.
وفازت سالمة بنت حزاب العتيبي بمقعد في المجلس البلدي في بلدة مدركة بمنطقة مكة المكرمة، بحسب نتائج اولية أعلنها اسامة البار رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية ونقلتها وكالة الانباء الرسمية.
وقالت العتيبي لفرانس برس "حياتي كلها كانت كفاحا بكفاح".
وفي الرياض، فازت كل من علياء بنت مكيمن الرويلي وهدى بنت عبد الرحمن الجريسي، وجواهر بنت عثمان الصالح، بحسب الوكالة.
كما فازت هنوف بن مفرح الحازمي في محافظة الجوف (شمال)، وسناء عبد اللطيف حمام ومعصومة عبد المحسن الرضا في محافظة الاحساء (جنوب شرق)، ومنى سلمان العميري وفضيلة عفنان العطوي في تبوك (شمال-غرب).
وفازت في المنطقة الشرقية مرشحتان احداهما خضراء المبارك التي قالت لوكالة فرانس برس "الفوز يعني لي ان هناك نافذة جديدة فتحت لي لكي احقق من خلالها المشاركة في تنمية وطني في المجال البلدي".
واضافت ان "انتخاب امرأة يعني لي، مزيدا من الجهد للوصول للمشاركة من قبل المجتمع في تنمية الوطن واستثمارا لكفاءات نسائية يختزنها نصف المجتمع".
وتصدر النتائج الرسمية تباعا. وسجل فوز نساء في الجنوب ايضا مع انتخاب امرأة في محافظة جازان واثنتين احداهما لما عبدالعزيز السليمان في جدة، ثاني اكبر مدن السعودية كما نقلت وكالة الانباء السعودية عن مسؤولي انتخابات محليين.
وقالت الجازي الحسيني التي هزمت في الديرة قرب الرياض كما نقلت عنها قناة الاخبارية "نحن بحاجة لاكثر من تسع نساء".
وكانت الانتخابات التي اجريت السبت في مناطق مختلفة من البلاد، اول عملية اقتراع تشارك فيها النساء، في خطوة اعتبرت سيدات انها تمنحهن "صوتا" في بلاد لا تزال تفرض عليهن قيودا صارمة.
وشكلت هذه الانتخابات، وهي عملية الاقتراع المباشر الوحيدة في المملكة، فرصة اولى للنساء للادلاء باصواتهن.
وقبل هذه الانتخابات، كانت المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت. ويضاف ذلك الى سلسلة قيود تشمل منعهن من قيادة السيارات وفرض ارتداء الحجاب والعباءة السوداء في الاماكن العامة حيث تطبق معايير صارمة للفصل بين الجنسين.
وتنافس 6440 مرشحا في الانتخابات، بينهم اكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلسا بلديا، في حين يتم تعيين الاعضاء الباقين.
ودور هذه المجالس محدود ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية اخرى.
ونظرا الى انظمة الفصل بين الجنسين في الاماكن العامة، لم يتح للنساء المرشحات لقاء الناخبين الرجال بشكل مباشر، علما ان هؤلاء يشكلون غالبية الناخبين. كما شكت سيدات من ان تسجيل اسمائهن للمشاركة في عمليات الاقتراع شابته صعوبات بيروقراطية.
وبلغت نسبة النساء من الناخبين اقل من عشرة بالمئة. وبحسب احصاءات اللجان الانتخابية، بلغ عدد المسجلين للانتخاب 1,5 مليون شخص، بينهم 119 ألف امرأة فقط.
وبحسب الارقام الرسمية فاقت نسبة مشاركة الناخبات في بعض الاماكن 80%، في حين لم تتعد نسبة مشاركة الناخبين الذكور في نفس المناطق 50%.
وقال وزير الشؤون البلدية والقروية عبد اللطيف آل الشيخ ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 47,4%، مشيرا الى ان عدد المصوتين بلغ 702 ألف و542 ناخبا.
فرح وفخر
واعربت مرشحات ومقترعات عن فخرهن بالمشاركة في الانتخابات.
وقالت سحر حسن نصيف لوكالة فرانس برس "حتى لو كانت امراة واحدة (فائزة)، نحن فخورات جدا بذلك".
واضافت الناشطة المقيمة في جدة "بصراحة، لم نكن نتوقع فوز أحد".
وغردت الناشطة في مجال حقوق الانسان نسيمة السادة عبر موقع "تويتر" الاحد "سعيدة بفوز المرشحات السعوديات في كل الوطن فهو فوز للجميع، وقد قلت ذلك قبل شهور ستفاجئكم المرأة".
وكانت السادة المتحدرة من محافظة القطيف في شرق المملكة، تقدمت بترشيحها الى الانتخابات، الا ان طلبها تم رفضه من اللجنة الانتخابية. ونشرت السادة السبت صورة لها من مركز انتخابي، بعد الادلاء بصوتها.
وكانت امرأة شاركت في عملية الاقتراع السبت، قالت لفرانس برس انها بكت لكونها تشارك للمرة الاولى في عملية اقتراع كانت سابقا تراها عبر شاشات التلفزيون فقط، تمارسها نساء في دول اخرى.
وخصصت السلطات مراكز اقتراع منفصلة للرجال والنساء. وخارج تلك المخصصة للنساء، توقفت سيارات يقودها ذكور وترجلت منها نساء، قبل دخول مركز الاقتراع. وطلبت نسوة من المصورين الامتناع عن التصوير. كما طلب عدد من عناصر الامن والشرطة منهم الابتعاد عن البوابة، تاركين لهم حرية التحدث الى النساء طالما لم يمانعن.
ولجأ العديد من المرشحين الى مواقع التواصل الاجتماعي لاجراء حملتهم الانتخابية، علما ان القوانين منعت رفع صور المرشحين، في اجراء طبق على المرشحين من الجنسين.
ومن القيود المفروضة على النساء في المملكة، الحصول على اذن ذكر (والد او زوج او اخ) لاغراض العمل او السفر، والوالد او الاخ في حال اردن الزواج.
وبدأت المملكة بتخفيف بعض هذه القيود في عهد العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي اقام اول انتخابات بلدية في 2005، وتعهد باشراك النساء في دورة 2015. وسمى الملك الراحل في عهده نساء لعضوية مجلس الشورى، وذلك في سابقة بالمملكة.