يختصر الشاب «س.س» الذي يتلقى العلاج حالياً في وحدة المؤيد لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان حكاية المعاناة التي ألمت به وبمن معه من المرضى بالوحدة، بوصف (مؤلم) أوجزه في كلمة (انتكاسة)، فما الذي جرى بالضبط وما هي قصة الرسالة التي بعث بها المرضى إلى وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق؟

بشكل صريح، يعترف المرضى في رسالتهم بما سببوه لأنفسهم ولأهلهم من ألم وتعاسة، فقد «كنا فاقدي السيطرة على هذا المرض الكريه الذي تسبب في سجننا وأدى بنا إلى ارتكاب جرائم السرقة بل والأدهى من ذلك كله أنه كاد أن يودي بحياتنا أكثر من مرة بسبب الجرعات الزائدة»، لكنهم لم يغفلوا الإشارة في رسالتهم إلى أنهم حاولوا مراراً وتكراراً الامتناع عن الإدمان لكن الرغبة في التعاطي هي التي كانت تمنعهم وهي سبب الانتكاسة «فدمرنا أنفسنا وأسرنا».

لكن الجزء المهم في الرسالة هي أنهم يذكرون جميل الفريق العلاجي المخلص في وحدة المؤيد لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان برئاسة الطبيبة معصومة حسن عبدالرحيم، وذلك بعد توفير علاج «الميثادون» والذي أسهم في تشافيهم شيئاً فشيئاً وفي استقرار حياتهم بعد أن «كانوا عالة على أسرهم ومجتمعهم».

لكن المشكلة تبدو في إيقاف عقار «الميثادون»، فعدد من المرضى والأطباء المعالجين في الوحدة يرون ضرورة توفير ذلك العقار الذي يمنع الرغبة في التعاطي، مع انخفاض كلفته وترخيصه من جانب منظمة الصحة العالمية، وهو أقل كلفة من الأدوية المضادة للاكتئاب أو المنومات، وتقدر كلفته بحوالي 200 فلس للمريض في الجرعة بحسب تقديرهم.

وينقل أحد المرضى معاناة ما يقارب من 16 مريضاً في الوحدة ينتظرون توفير عقار «الميثادون»، وهو الجزء الأهم في الرسالة التي رفعوها إلى مكتب وكيل وزارة الصحة، فهم لا يريدون إطلاقاً العودة إلى الإدمان مجدداً وأن في مقدور الوزارة أن تساعدهم من جديد في استكمال مراحل التعافي. ويأمل المرضى في أن تستجيب الوزارة لرسالتهم المرفوعة بتاريخ 6 ديسمبر/ كانون الأول 2015، وأن تتخذ خطوة عملية سريعة بتوفير العقار المطلوب في أقصر مدة.