تحفظت أمانات وبلديات على ذكر أعداد المنتخبين في يوم الاقتراع الذي شهد إقبالاً متفاوتاً، فيما كان الحضور النسائي قليلاً في بعض المراكز وكثيفاً في أخرى، وذلك بحسب عاملين تحدثوا إلى «الحياة».
وشهدت دوائر انتخابية في الرياض والقصيم وجدة والشرقية، إقبالاً متفاوتاً في أعداد الناخبين والناخبات الذين راوحت أعدادهم بين «الجيد» و «الضعيف»، وهو ما دفع لجاناً محلية إلى عدم ذكر أعداد المقترعين، خصوصاً المراكز الانتخابية الكبيرة التي تراوح أعداد الناخبين المقيدين فيها بين 400 و1000 ناخب، وشهد بعض هذه المراكز إقبالاً ضعيفاً، إذ لم تتجاوز نسبة التصويت 20 في المئة.
وعلى رغم الحملات التوعوية التي قامت بها أمانات وبلديات لحث الناخبين على التصويت في يوم الاقتراع، إلا أن هذه الحملة لم تكن مغرية لهم للإقبال على مراكز الاقتراع، والتي بدت في بعض المراكز الانتخابية خالية من نماذج التصويت.
وقامت جهات حقوقية بمراقبة عملية الاقتراع في بعض الدوائر الانتخابية، إذ شهد بعضها زيارات لمسؤولين من هيئة وجمعية حقوق الإنسان للتأكد من سير عملية الاقتراع من دون ملاحظات أو مخالفات، إضافة إلى قيام وسائل إعلام محلية وأجنبية بزيارات مماثلة بهدف رصد الحدث الانتخابي الأهم في البلاد، والذي يشهد لأول مرة دخول المرأة السعودية ناخبة ومرشحة.
وأظهرت مؤشرات أولية تراوح أعداد الناخبين، إذ بلغ عدد المصوتين في المراكز الانتخابية بالقصيم من الرجال 52334 صوتاً، ومن النساء 6999 صوتاً. بنسبة تصويت 57 في المئة، بعدد إجمالي 59333 صوتاً. وفي الشرقية بلغ عدد من صوتوا أكثر من 75 ألفاً، بنسبة 30 في المئة من إجمالي الناخبين والبالغ عددهم 228 ألف ناخب وناخبة.
ولم تفصح بقية الأمانات الكبرى، مثل: الرياض، وجدة، والعاصمة المقدسة، عن أعداد من شاركوا في عملية الاقتراع. وعزا عاملون في اللجان المحلية في حديثهم لـ «الحياة»، عدم إعلان أعداد المشاركين في الاقتراع إلى ضعف الإقبال في كثير من الدوائر الانتخابية في المملكة، إذ لم تدفع الحملات الترويجية للانتخابات الناخبين والناخبات إلى المشاركة في عملية الاقتراع. وكشفوا عن أن نسبة المشاركة في التصويت في بعض الدوائر لم تتجاوز ١٠ في المئة، وهي أرقام «محبطة» للجان المحلية. وشهدت أعداد الناخبات أيضاً حضوراً شبه ضعيف في جميع الدوائر الانتخابية في المملكة في يوم الاقتراع، إذ بدت مراكز انتخابية نسائية خالية وأخرى شبه معدومة.
بدوره، أكد أمين الشرقية المهندس فهد الجبير في رده على سؤال «الحياة» حول مشاركة المرأة في عملية الاقتراع، أن «صناديق الاقتراع ستُظهر مدى حضور المرأة وقوتها في النسخة الثالثة من الانتخابات، ناخبة ومرشحة»، مشيراً إلى أن صناديق الاقتراع هي «المعيار الحقيقي لمعرفة مدى مشاركة المرأة، وكيف سيكون تأثيرها، وما (الكوتا) الانتخابية الخاصة بها»، لافتاً إلى أن دخول المرأة في المجلس البلدي سيساهم «في حل الكثير من الإشكالات الخاصة ببعض القطاعات النسائية المرتبطة في الأمانات والبلديات، مثل المشاغل النسائية».
وطالب الجبير بضرورة أن تعمل المجالس البلدية على «توحيد كلمتها، وعدم الاختلاف، تفادياً لتعطيل عجلة التنمية، وأن يقوم جميع أعضاء المجالس البلدية بالعمل بعيداً من الضوضاء والتراشق الإعلامي»، مؤكداً أن «مشاركة المرأة جنباً إلى جنب مع الرجال، سيساهم في شكل كبير في الارتقاء بالعمل البلدي في المملكة».