إن كانت «الريش» هي الجزء الأكثر طلباً والأكثر نفاداً في الذبيحة من قبل الزبائن، فإن الكبدة هي الجزء الأقل طلباً والأكثر تكدساً. فمقاصب سوق المنامة المركزي تشتكي من تكدس الكبدة في ثلاجاتهم حتى وصل حجم المخزون عند البعض لأكثر من 50 كيلوغراما، ما دفعهم لعرضه للبيع في حال الشراء بالجملة، بسعر أقل من الكلفة حتى وصل السعر عند البعض لدينار واحد فقط عن الكيلوغرام، وذلك قبل الزيادة الأخيرة في سعر اللحوم. ومع ذلك فمازال الاقبال عليها يعتبر نادراً مقارنة بأجزاء الذبيحة الأخرى.

ويرجع سبب ندرة الإقبال على شراء الكبدة لارتفاع سعرها من بعد رفع الدعم عن اللحوم والذي دخل حيز التنفيذ في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالإضافة لوجود البديل بسعر أرخص، أضف لذلك ما تمر به السوق من ضعف الإقبال نتيجة عزوف الزبائن عن شراء اللحوم.

فالكبدة كانت قبل رفع الدعم مطلوبة لسبب سعرها المنخفض كما يقول القصاب سيدناصر الحليبي مضيفاً ان الطلب عليها لم يكن لأنها الأفضل، فهي «أقل جودة من كبدة الأبقار والتي تعتبر المفضلة لدى الزبائن من أفراد ومطاعم». وعليه يرى الحليبي ان ارتفاع السعر وضعف جودتها عاملان مهمان في تراجع الاقبال على شراء الكبدة، بالاضافة لوجود منافسة من قبل الكبدة الهندية والأميركية المعلبة والتي تباع في الأسواق الكبيرة بسعر منخفض مقارنة مع الموجودة لديهم.

ويوجد لدى السيدمجيد المشقاب حوالي 13 كيلوغراما من الكبدة متكدسة منذ أيام ولم يجد لها زبائن، معلقاً «لذلك البعض يبيعها بسعر منخفض كي لا يخسرها».

المخزون لدى المشقاب والذي يراه كبيراً هو أقل بكثير مما تكدس لدى مقاصب أخرى. فالقصاب الآسيوي سمير سليم والذي يعرض الكبدة للبيع بـ 1.500 دينار، لديه في الثلاجة تقريبا 50 كيلوغراما تكدست طوال الفترة الماضية. وفي حديث مع «الوسط» أوضح انه ليس الوحيد الذي لديه مثل هذه الكمية بل توجد مقاصب أخرى تعاني مثله. مبينا انه مستعد للبيع حتى بسعر أقل إذا ما أرد الزبون شراء كمية كبيرة حتى لو اضطر لبيعها بدينار واحد للكيلوغرام، وهذا ما أقدم عليه فعلا مع بعض الزبائن، منوهاً بأنه قبل ببيعها بهذا السعر كي لا تتلف ويرميها.

ولا يختلي تقريباً أي مقصب من تكدس الكبدة كما يقول القصاب علي سلمان، مؤكداً ان «جميع المقاصب تقريبا لديهم قطع مكدسة من الكبدة وبالأخص من كان يأخذ كميات كبيرة في فترة عرض الذبيحة المجانية مع كل 10 ذبائح، وكلما زادت الكمية المكدسة تجد القصاب ملزما أن يبيعها بأي سعر معقول يعرضه الزبون».

وأشار سلمان لموقف خاص بالكبدة حدث في السوق قبل أيام قائلاً «حضر شخص للسوق وعرض شراء جميع كميات الكبدة المتكدسة لدى المقاصب بسعر 500 فلس للكيلوغرام، لكن القصابون رفضوا العرض، معتبرين هذا السعر أقل من المعقول، ولو أوصله لدينار لوافقت أغلب المقاصب».