قالت محطة «بلومبيرغ» الاخبارية الاميركية: ان السلطات المصرية تخطط لعقد مباحثات مع كل من السعودية والكويت والامارات لضمان المزيد من المساعدات والاستثمارات، وفقا لما نقلته عن مسؤول حكومي مصري، وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه البلاد الى تخفيف ازمة نقص الدولار التي تهدد بعرقلة نمو اقتصادها الذي ما يزال ناشئا، ذلك وفق ما نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية الأحد (13 ديسمبر/ كانون الأول 2015).
وأضافت المحطة، نقلا عن المسؤول المصري الذي طلب عدم الافصاح عن هويته قوله: ان المباحثات ستتركز على «مجالات التعاون» بما فيها الاستثمارات، ومساعدات التنمية وامكانية ايداع الدول الخليجية ودائع بالعملات الاجنبية لدى البنك المركزي المصري، فضلا عن تزويد مصر بالمشتقات النفطية والمنتجات غير النفطية، غير ان هذا المسؤول لم يتطرق الى الوقت الذي ستبدأ فيه المباحثات ولا الى المبالغ التي تسعى مصر لتأمينها.
دعم بالمليارات
وأشارت المحطة الى ان الدول الخـليجية الثلاث قدمت للاقتصاد المصري دعما بمليارات الدولارات منذ ان تم دحر الرئيس السابق محمد مرسي، ومن المؤكد ان الاموال الجديدة ســيكون من شأنها تزويد الاقتصاد المصري بالدولارات التي هو في امسّ الحاجة اليها لاتاحة الفرصة امام استيراد السلع الرأسـمالية والمواد الخام، فضلا عن مساعدة السلطات في تجنب مواجهة مضاربات في اسواق العملة لا تستطيع السيطرة عليها.
اما الاقتصادي في بنك اوف اميركا ميريل لينش في لندن جان ميشيل صليبا فقد ابلغ «بلومبيرغ» قوله «ان مصير الجنيه المصري يعتمد على مقدار التمويل الخارجي الذي يمكن الحصول عليه، وقد كانت الاسواق تبدي شكوكها حول امكانية الحصول على المزيد من التمويل من دول الخليج، صحيح ان هذه الدول لا تريد لمصر ان تنهار، ولكنها تريد لها ايضا ان تقلص من اعتمادها على هذه الدول».
تراجع المساعدات
من ناحية اخرى، نسبت المحطة الى الاقتصادي المسؤول عن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتركيا في ستاندارد تشارترد بنك في لندن فيليب بانتاناسي قوله: انه في حين تراجعت المساعدات خلال العام الحالي في غمرة هبوط اسعار النفط العالمية، فإنه من غير المرجح ان تسمح دول الخليج الحليفة لمصر بأن تنجرف الى ازمة في ميزان مدفوعاتها. وأضاف بانتاناسي «ان مصر ما زالت تواجه معركة حامية الوطيس، حيث ان قطاع السياحة يعاني من تناقص الايرادت بعد تفجــير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء في اكتوبر الماضي، مع الاخذ في الاعتبار ان السياحة تمثل حتى الآن اكبر مصادر الدخل المصري من العملات الاجنبية».
تجدر الاشارة الى ان مصر تواجه شحا في العملات الاجنبية، ما أدى الى مضاربات قد تضطر السلطات في مواجهتها الى تخفيض قيمة الجنيه المصري، وقد تسبب هذا النقص ايضا في انكماش انشطة رجال الاعمال في القطاع الخاص في نوفمـبر الماضي الى درجة لم تتعرض لها خلال العامين الماضيين، وذلك وفقا لتقرير صادر عن مؤشر الشراء في بنك دبي الوطني.