نقل موقع بي بي سي عربية تقريرا تحدث فيه عن وداع رئيسة الأرجنتين، كرستينا دي كيرشنر، الحكم بعد ثمانية أعوام مما جعل منها شخصية فاعلة في السياسة الدولية، بل وغيرت وجه بلادها على أكثر من صعيد، ولم تخل فترة حكمها من الجدل والإثارة والأزمات السياسية والدبلوماسية. اذ اشتهرت بخطاباتها النارية في الأمم المتحدة، التي تنتقد فيها سياسات الدول الغربية تجاه العالم الثالث.كما اعترفت بلادها في فترة حكمها بدولة فلسطين مما اثار حفيظة إسرائيل، لمواقفها الداعمة لحق الشعب الفلسطيني.وأعلنت في لقاء جمعها بالبابا فرانسيس أخيرا في العاصمة هافانا بأنها تلقت تهديدات من تنظيم داعش الارهابي.
شغفها بالسياسية
ولدت كريستينا فرنانديز دي كيرشنر عام 1953 في بيونيس إيرس، بالارجنتين، ودرست الحقوق والعلوم السياسية في السبعينات بجامعة لابلاتا. وتعرفت في الجامعة على نيستور كارلوس كيرشنر، ثم تزوجته بالعام 1975، وأنجبا ماكسيمو في العام 1977، وفلورانسيا في العام 1980
وانضمت إلى حركة الشباب البيروني منذ بداية السبعينات، عندما كانت الارجنتين تحت النظام الاستبدادي، ولكنها اعتزلت السياسة لتركز اهتمامها بالقانون.وعادت إلى السياسة في العام 1989، وانتخبت في مجلس محافظة سانتا كروز، وأعيد انتخابها في العام 1993، ثم دخلت مجلس الشيوخ في العام 1995، وبعدها مجلس النواب في العام 1997، لتعود إلى مجلس الشيوخ في العام 2001.وحققت كريستينا دي كيرشنر نجاحا سياسيا برفقة زوجها نيستور، الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2013، في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية شهدتها الأرجنتين. وخاض نيستور كيرشنر حملة انتخابية محتدمة مع منافسيه، من بينهم كارلوس منعم، وفاز بالانتخابات، ونصب رئيسا للأرجنتين في 25 مايو/ أيار 2003.وواصلت كريستينا دي كيرشنر تألقها السياسي خلال فترة حكم زوجها، وساهمت في حشد الدعم له، وكانت المرشح الرئيسي في قائمة حزبها لمجس الشيوخ عن العاصمة بيونيس أيرس في العام 2005.وفازت كريستينا دي كيرشنر بالمقعد بفارق 25 في المئة عن منافستها هيلدا غونزاليس دي ديهالد.
ثاني ارجنتينية تتقلد الرئاسة
في العام 2007، قرر نيستور دي كيرشنر عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، وأعلن دعمه لترشح زوجته كريستينا ولم تكتف بالفوز بالرئاسة، بل إنها تفوقت على المنافس الأول بفارق 22 في المئة من الأصوات.ونصبت كريستينا دي كيرشنر أول رئيسة منتخبة للأرجنتين يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول، وكانت إيزابيل خوان بيرون أول رئيسة تتولى رئاسة الأرجنتين بعد وفاة زوجها أثناء فترة حكمه.وأعيد انتخابها لفترة ثانية في العام 2011، بعد وفاة زوجها بأزمة قلبية، بفارق أكبر من أصوات الناخبين، الذين يبدو أنهم أحبوا برنامجها الاجتماعي، الذي رفع الرواتب وحسن رعاية الأطفال، وكرس السيادة الوطنية على الاقتصاد، ودعم الطبقة الوسطى في المجتمع.ولكنها دخلت في مواجهة مع الصحافة المستقلة، عندما أممت الصناعات الأساسية، وأثيرت ضدها عددا من الفضائح السياسية والمالية.
ناقدة للغرب
وجهها النائب العام الراحل، ألبريتو نيسمان، لها بالتآمر من أجل عرقلة تحقيقه بشأن دور إيران في تفجيرات بيونيس إيرس في العام 1994، التي أسفرت عن 85 قتيلا.وتنفي دي كيرشنر مزاعم نيسمان، كما أن العديدمن خبراء القانون في البلاد يقولون إن أعضاء فاسدين في جهاز المخابرات لفقوا لها هذه التهم. وعززت كريستينا دي كيرشنر، في فترة حكمها، علاقات بلادها مع الحكومات اليسارية في المنطقة مثل فنزويلا، وكذا مع الصين وإيران، مما ساعدها على إنعاش قيمة العملة الوطنية ألبيسو المتدهورة. بينما ساءت علاقة الأرجنتين خلال فترة دي كيرشنر بالولايات المتحدة، التي تتهمها بالوقوف وراء الأزمة المالية في بلادها.ووجهت انتقادات لاذعة لبريطانيا بخصوص الخلاف بشأن جزر المالوين (الفوكلاند)، التي تعتبرها أرضا أرجنتيتية وشنت هجوما عنيفا على الدول الغربية ومجلس الأمن في الأمم المتحدة متهمة إياها "بخداع العالم وقلب الحقائق" في الحرب على "الإرهاب".