قالت "فيان دخيل" النائبة الإيزيدية الوحيدة بالبرلمان العراقي، إن "داعش" انتزعت جيلا كاملا من أطفال الإيزيديين من أهلهم وتقوم بتنشئتهم في مدارسٍ خاصة على القتل"، مشددة رغم ذلك على تشبث الإيزيديين وتعلقهم بأرضهم في العراق وعدم تفضيلهم للهجرة ، وذلك وفق ما نقلت "وكالة الأناضول" اليوم السبت (12 ديسمبر / كانون الأول 2015).
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها "دخيل"، أمس الجمعة، خلال فعالية نظمتها منظمة "الأونسيكو" التابعة للأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك من أجل إطلاق تقرير "منظمة الامم المتحدة للمستوطنات البشرية" بعنوان "القضايا الملحة في مجال حيازة الأراضي في أوساط الإيزيديين النازحين من سنجار- العراق: تأثير السياسات التمييزية التي يعود تاريخها الى 40 عاما مضت في تقويض وإحباط فرص عودة النازحين".
وذلك بحضور ومشاركة "عبد السلام سيد أحمد" الممثل الإقليمي لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للامم المتحدة، ومدير برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) في العراق عرفان علي، وذلك في مبنى "الاونيسكو" في بيروت.
وقالت "دخيل" ردا على سؤال لمراسل "الأناضول" خلال النقاش الذي تلا عرض موجز للتقرير، إن الإيزيديين "تعرضوا لـ 73 إبادة جماعية عبر التاريخ بمعدل واحدة كل 100 الى 120 عاما".
وحذرت من أنه في الوقت الحالي "هناك جيل كامل من أطفال الإيزيديين من عمر الثالثة تأخذهم داعش عنوة وتضعهم في مدارس خاصة بالموصل حيث تدربهم على القتل والذبح. الآن لدينا الكثير من الأطفال الذين نسوا لغتهم الأم ويتحدثون العربية الفصحى، وتعلموا القتل واستخدام السلاح".
وشددت "دخيل" في المقابل على أن "المواطن الايزيديي مرتبط بهذه الأرض كون المعبد الرئيسي للإيزيديين موجود في منطقة لالش في كردستان العراق. لذا ارتباطنا روحي بهذه المنطقة".
واستبعدت هجرة الإيزيديين كباقي الأقليات، موضحة أن ذلك يعود "لكون عددنا أصبح قليلا جدا وهناك فكرة لدى الكثيرين بأن الهجرة ستؤدي ربما إلى ضياع وذوبان هذه الديانة في حضارات الغرب والحضارات الاخرى. لذا أتصور أن معظمنا مصرين على أن نبقى موجودين في هذه الأرض، جبل سنجار ولالش بالنسبة للإيزيديين شيء معنوي كبير جدا".
وتحدثت عن "فقدان الثقة" بالنسبة للإيزيديين وباقي الأقليات في العراق، وشرحت بأن "الأقليات بشكل عام ولا أتحدث عن الإيزيدين فقط، فقدوا الثقة فعلا لأن مشكلتنا الأساسية ليست مع تنظيمات داعش التي وفدت من خارج العراق كالشيشان وأفغانستان والسعودية وليبيا وتونس وألمانيا وبلجيكا، بل مشكلتنا الحقيقية مع العراقيين الذين انضموا إلى صفوف داعش وضربوا هل بلدهم وضربوا الأقليات".
ورأت أنه بعد القضاء على "داعش" وطردهم سيبقى أولئك الذين كانوا بين صفوفهم وهم عراقيون "من أهل البلد"، مشددة على أنه "يجب علينا أن نتعايش معهم، لكن السؤال: كيف سنستعيد الثقة مرة أخرى؟ هذه النقطة حساسة جدا وتحتاج إلى عمل وتحتاج لأعوام وعقود".
ولفتت إلى أن "85% من الإيزيديين هم نازحون حاليا ويعيشون في مخيمات لا تصلح للعيش البشري، بالإضافة إلى 3600 امرأة ايزيدية لدى الأسر عند داعش".
وأشارت إلى أن الموطن الأساسي للإيزيديين هو جبل سنجار في العراق لكنهم موزعين أيضا في سوريا وتركيا وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق.
ولفتت إلى أن التغيير الديموغرافي ضدهم بدأ منذ عهد النظام العراقي السابق وتحديدا عام 1974 حين "قام النظام السابق بتهجير وتهديهم كل القرى الإيزيدية في سنجار بحجة أنها تساعد الحركة الكردية، وتجميع الايزيديين في مجمعات سكنية قسرية تبعد عن الجبل ما يقارب 20-30 كيلو مترا في 14-15 مجمع سكني وإحاطتهم بقرى عربية".
من جانبه، قال "عرفان علي" مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) في العراق، إن هناك "إيزيديين أُجبروا منذ 40 عاما عن النزوح عن 146 قرية في جبل سنجار ومحيطه من دون أن يعطوا حق التملك في المساكن والأراضي الجديدة".
وأضاف أن "هناك تدميرلقرى الإيزيديين بعد نزوحهم منها مؤخرا وضعف في تجابير إدارة وتسجيل الأراضي والملكيات".
ولفت الى ان التقرير الذي تم اطلاقه اليوم يشدد في توصياته على "تطوير آليات دراسات وبت الخلاقات العقارية لمواجهة ازمة فقدان السجلات العقارية".، بالاضافىة الى "مسح شامل لتثبيت الملكيات وبرنامج شامل لاعادة اعمار منطقة سنجار".
وشدد على أن حل موضوع الإسكان وإعادة إعمار سنجار و"يؤثر بشكل مباشر على قرار النازحين بالعودة".
وقال "علي" في رد على سؤال لـ "الاناضول"، إن الاقتتال الطائفي في العراق تحديدا بين 2006 و2008 "أدى إلى تسجيل أكثر من 3.8 مليون نازح داخلي"، لكنه أوضح انه بحلول عام 2013 كان نحو 2.7 مليون نازح عادوا إلى ديارهم "ولم يبق إلا 1.1 مليون نازح فيالمناطق التي نزحوا إليها".
وأضاف "هذا يؤكد أنه يجب إزالة الخوف. لا شك ان الكثيرين سيبقون متخوفين وسيكون هناك حالة من انعدام الثقة وهم على حق بذلك، لذا من مسؤولية السلطة الموجودة والمنظمات الأممية والدولية المعنية أن تقوم بتشخيص الحلول والآليات التي يمكن لها أن تخفف من حالة انعدام الثقة".
وكشف أن "الأزمة التي حصلت عام 2014 نتيجة هجوم تنظيم داعش الارهابي (على الموصل) أدى إلى أكثر من 3.2 مليون نازح حتى الآن... وذلك منذ 14 شهراً" فقط.