يبحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري في موسكو الثلثاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الملف السوري وسبل تعزيز مكافحة تنظيم "داعش"، وذلك قبل اسبوع من مؤتمر دولي محتمل حول سوريا، كما اعلنت واشنطن اليوم الجمعة (11 ديسمبر / كانون الأول 2015).
وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر على هامش المؤتمر الدولي حول المناخ في باريس ان كيري وبوتين "سيبحثان في الجهود الجارية للتوصل الى انتقال سياسي في سوريا، وفي الجهود الرامية لاضعاف وتدمير تنظيم الدولة الاسلامية".
وستشمل المباحثات ايضا الازمة في شرق اوكرانيا حيث تتهم واشنطن موسكو بدعم المتمردين الانفصاليين، كما اضاف تونر.
وسيلتقي كيري ايضا خلال وجوده في موسكو نظيره الروسي سيرغي لافروف، علما بأن الاتصال الدائم بين هذين الوزيرين يشكل افضل قناة تواصل بين موسكو وواشنطن منذ توترت العلاقات الاميركية-الروسية قبل عامين.
ولكن رغم هذه التوترات فان الولايات المتحدة وروسيا هما المحركان الرئيسيان لعملية دبلوماسية دولية ترمي لانهاء الحرب الاهلية في سوريا، وذلك في اطار "المجموعة الدولية لدعم سوريا".
ويفترض ان تجتمع هذه المجموعة التي تضم 17 دولة وثلاث منظمات في 18 كانون الاول/ديسمبر في نيويورك برعاية الامم المتحدة للدفع باتجاه التوصل لاتفاق على وقف لاطلاق النار بين النظام والمعارضة في سوريا.
لكن موسكو وواشنطن كانتا تنتظران نتائج اجتماع الفصائل المسلحة والمعارضة السورية هذا الاسبوع في الرياض قبل تأكيد موعد هذا الاجتماع في نيويورك.
واعلنت هذه الفصائل الخميس موافقتها على اجراء مفاوضات مع النظام السوري لكنها طالبت برحيل الرئيس السوري"مع بداية المرحلة الانتقالية" المرتقبة.
ومطلب رحيل بشار الاسد قد يشكل حجر عثرة للاطراف التي تدعمه خصوصا روسيا، وقد اعلن كيري الجمعة انه سيجري مفاوضات اكثر عمقا مع السعوديين "لتذليل نقاط الخلاف" في اتفاق الرياض.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي في معرض تعليقه على اصرار فصائل المعارضة السورية على المطالبة برحيل الاسد انه "ليس امرا مفاجئا ان تكون (فصائل المعارضة) قد اعتمدت وجهة النظر هذه بشأن مستقبل الاسد".
ولكن المتحدث اقر بأنه "لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به" للتوصل الى موقف موحد بشأن مصير الرئيس السوري.
واضاف خلال مؤتمره الصحافي اليومي ان "الجميع متفقون على ان مستقبل سوريا لا يمكن ان يكون مع بشار الاسد. الجميع. اما مسألة متى سيرحل وكيف وبأية شروط فلا تزال بحاجة لان يتم الاتفاق عليها ليس فقط من جانب المجتمع الدولي ولكن ايضا من جانب المعارضة نفسها".
كما المح كيربي الى امكان ان لا يعقد مؤتمر نيويورك في 18 كانون الاول/ديسمبر وان يتم ارجاؤه. وقال "لا يمكنني ان استبعد احتمال عدم انعقاد هذا المؤتمر".