بلغت ترسية مناقصة استقطاب خبراء عالميين لتقييم الخدمات المقدمة لمرضى فقر الدم المنجلي «السكلر» 43470 ديناراً أي 115 ألف دولار، وقد استقدمت الوزارة في العام 2015 وفداً من مستشفى «جونز هوبكنز الأميركي» لتقييم الخدمات المقدمة للمرضى.

واستقدمت وزارة الصحة وفداً من مستشفى «جونز هوبكنز الأميركي» مكوناً من أربعة مختصين، وذلك بعد أن رست المناقصة في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وقد زار الوفد البحرين منذ 26 إلى 29 يناير/ كانون الثاني 2015، مطالباً بتطوير وسائل الاتصال بين مرضى «السكلر» والطاقم الطبي والصحي، وذلك للحصول على خدمات صحية ذات جودة.

وقال النائب الثاني للأمين العام لجمعية البحرين لرعاية مرضى «السكلر» محمد موسى:»إن بعد زيارة الوفد إلى البحرين أخذت وزارة الصحة خطوة جادة مع الوزير السابق في تطبيق التوصيات التي رفعها الوفد بعد انتهاء الزيارة».

وأضاف في حديث لـ «الوسط»: «من أهم الخطوات التي اتخذت تشكيل فريق إشرافي متعدد التخصصات لتقديم رعاية متكاملة وذات جودة عالية للمرضى وتدعيمه بالخبرات المتواجدة في مجمع السلمانية الطبي، مع ضم أعضاء الجمعية في مجلس إدارة مركز أمراض الدم وذلك للأخذ بوجهة نظر المرضى والاستماع إلى ملاحظاتهم عن قرب».

وأكد موسى أن وفد مستشفى جونز هوبكنز الأميركي من أفضل الوفود التي وصلت البحرين وكان العمل جدياً، من خلال زيارة جميع المراكز والإطلاع على وضع المرضى عن قرب، مع الأخذ بملاحظاتهم وآرائهم، مشيراً إلى أن التقرير الذي رفعه الوفد بالتوصيات كان يتماشى مع الملاحظات التي كانت الجمعية تنقلها إلى المسئولين بين فترة وأخرى.

وكان الوفد قد أوصى بعشر توصيات على وزارة الصحة تطبيقها وهي إنشاء فريق إشرافي متعدد التخصصات لتقديم رعاية متكاملة وذات جودة عالية لمرضى فقر الدم المنجلي على أن يشمل الفريق تمثيلاً من الرعاية الصحية الأولية، وأكد موسى أن ذلك تم تطبيقه، كما أوصوا بفتح وحدة للعناية اليومية تعنى بالحالات الطارئة، وقد تم تنفيذ ذلك أيضاً.

كما ذكر موسى أنه تم إنشاء فريق طبي موحد يتألف من أخصائي أمراض الدم ممن لديهم خبرة محددة في مرض فقر الدم المنجلي ويعطى هؤلاء صلاحية إدخال وترخيص المرضى ووصف الجرعات المناسبة والتعامل مع جميع الحالات الطارئة، كما تم تنفيذ توصية تطوير طريقة تقييم درجة الألم على حسب سلم الأحد عشر نقطة العالمي وبناء الخطة العلاجية لكل مريض على حدة من دون أن يكون هناك أي بروتوكول مسبق للتعامل مع المرض، على أن يكون صرف الأدوية متماشياً مع الإرشادات العلمية المصاحبة لكل دواء.

كما لاحظ فريق «جونز هوبكنز» قلة المرضى الذين يستخدمون دواء الهيدروكسيوريا بينما أثبتت جميع الدراسات مدى فعاليته في تقليل عدد النوبات ودرجة حدة الألم لكل نوبة، لذا جاءت التوصية بمحاولة زيادة عدد المرضى الذين يعالجون بواسطة هذا الدواء، في الوقت الذي أكد فيه موسى أن وزارة الصحة وفرت هذا الدواء مؤخراً ووسعت نطاق استخدامه، أما توصية زيادة أعداد المرضى في العلاج بواسطة نقل الدم المتبادل الروتيني، فأوضح موسى بأنها مازالت قيد التنفيذ إذ إن وزارة الصحة قامت بشراء جهاز متطور مخصص لمركز أمراض الدم الوراثية وقد نقل لبنك الدم المركزي، إلا أن هناك أخبار عن إعادته للعمل لمكانه خلال الأيام القادمة، وذلك أن الطاقة الاستيعابية لوحدة نقل الدم بمركز أمراض الدم الوراثية أربع أسرة، إلا أنه سيتم بدء العمل بهذا النوع من العلاج ولو بنصف الطاقة الاستيعابية أي بوحدتي نقل دم.

وعما إذا تم استحداث خطة استراتيجية لعلاج الآلام المزمنة لدى هذه الفئة من المرضى، فإنها مازالت تحت التنفيذ، في الوقت الذي بدأ تطوير التواصل مع الرعاية الأولية والرعاية الثانوية فيما يتعلق بهذه الفئة من المرضى، مشيراً إلى أن هناك بعض التحديات التي مازالت تواجههم في هذا الشأن.

وعن توصية استحداث الرعاية الانتقالية للفئة العمرية من 14 إلى 18 عاماً، أوضح موسى أنه مازالت قيد التنفيذ، في حين تم طلب بعض أنواع وفئات الأدوية المضادة للألم من المخازن بما يسمح للطبيب بصرف أدوية تعطى بالفم وليس بالحقن بجرعات متدرجة، مما يسمح لبعض مرضى الآلام المزمنة ممارسة حياتهم اليومية بصورة أفضل وتخفيف عبء الذهاب اليومي للمراكز الصحية لأخذ الحقن.

وقد زار الوفد الطبي من مستشفى جونز هوبكنز الأميركي، البحرين لتقييم الوضع الحالي للعناية بمرضى فقر الدم المنجلي، وقد اجتمع هذا الوفد بمسئولين بمجمع السلمانية الطبي وعدد من الأطباء المعنيين بعلاج «السكلر»، في الوقت الذي عرضت عليهم خطة علاج مرضى فئة الأمراض المنجلية، كما قاموا بجولة ميدانية في المستشفى وشملت زيارة لقسم الحوادث والطوارئ، حيث اطلع الوفد على الخدمات المقدمة والتقوا برئيس قسم الحوادث والطوارئ، كما قاموا بزيارة أجنحة مرضى فقر الدم المنجلي ومركز أمراض الدم الوراثية، وزيارة مركز يوسف أنجنير الصحي، إذ تم الاطلاع الشامل على كل ما يقدم لهذه الفئة من رعاية وتم مناقشة التحديات التي يواجهها المرضى وأفضل السبل لتذليلها.

وزار الفريق مبنى أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي للاجتماع بالفريق الصحي ومناقشة العلاجات المتاحة كافة وخصوصاً الطريقة المثلى للسيطرة على الألم سواء المزمن منه أو الحاد.