هل تساءلنا يوماً كيف ندرك الأشياء من حولنا، هل بسماع الأصوات أم بالنظر إليها أو ربما بتلمسها عدة مرات؟
هل تساءلت يوماً كيف تستطيع نزول الدرج دون الحاجة إلى النظر إلى موطئ القدم، ربما نظرت في المرة الأولى إلى أول الدرج ثم أكملت النزول، هل اعتمدت في ذلك على صوت القدم أم الضغط الذي نتج من وضع قدمك على الدرج، أو ربما اعتمدت على التوازن في الحركة المتناوبة للقدمين لما لا تكون قد استخدمت جميع التفسيرات معاً!
أنت استخدمت حاسة السمع في سماع صوت أقدامك على الدرج واستخدمت حاسة البصر في النظر إلى الدرج وتحديد المسافات، واستخدمت حاسة الضغط على المفاصل في تحديد عمق الدرج واستخدمت حاسة التوازن في إعطاء الجسم توازنه الصحيح دون الحاجة إلى مسند حيث اجتمعت جميع هذه المدخلات الحسية معاً واتجهت إلى الدماغ الذي بوظيفته يقوم على الدمج الحسي بشكل متكامل لإعطاء رد فعل حركي إلا وهو نزول الدرج بشكل صحيح، وهذا ما يسمى بالتكامل الحسي.
فالتكامل الحسي هو تنظيم للمدخلات الحسية التي تم استقبالها من البيئة الخارجية ليتم نقل هذه المعلومات عن طريق سيالات عصبية إلى الدماغ ولا بد أن تنظم وتترجم وتتكامل حيث يقوم الدماغ بدمجها معاً فيحدث الدمج أو التكامل الحسي، وهنا تحدث عملية الإدراك وتتكون المفاهيم والخبرات.
تنقسم المدخلات الحسية للمثيرات الحسية من حولنا إلى:
الحواس المألوفة التي تستجيب للمدخلات الحسية من خارج الجسم وهي:
- السمع (صوت): استقبال معلومات من خلال الأذنين.
- التذوق (طعم): استقبال معلومات عن طريق الفم.
- الشم (الرائحة): معلومات عن طريق الأنف.
- البصر (رؤية): معلومات من خلال العينين.
- اللمس: معلومات من خلال اليدين والجلد.
الحواس المخفية التي تستجيب إلى المدخلات الحسية داخل الجسم وهي:
- جهاز التوازن وإدراك وضعية الجسم بالنسبة للفراغ - معلومات عن الحركة من خلال جهاز التوازن في الأذن الداخلية والتنسيق بين حركة الرأس والعينين. Vestibular
- الإحساس من الضغط على المفاصل - معلومات من العضلات والأربطة والمفاصل Proprioceptive
يحدث الخلل بالتكامل الحسي «Sensory Disorder» عندما لا يستطيع الدماغ الاستجابة للمثيرات من حولنا بشكل صحيح سواء كانت حركية أو سمعية أو بصرية أو لمسية ومن ثم تحليلها بشكل خاطئ وينتج من ذلك السلوكيات الغير صحيحة وهذا ما فسرته الدكتورة جين إيريس وهي أول من وضع أسس التكامل الحسي عام 1972. فعندما تكون المدخلات الحسية خاطئة وتحليلها خاطئ فإن خبرة الأطفال بالعالم المحيط تكون مختلفة وبالتالي يجدون صعوبة في التكيف مع البيئة المحيطة وهذا يشعرهم بعدم الارتياح وعدم قدرتهم على التعامل مع الوظائف البيئية كغيرهم من الأطفال. وبذلك ترتبط المشكلات الحسية مع الحالات المرضية والاضطرابات التي تعيق تحليل المدخلات الحسية مثل (التوحد، الشلل الدماغي، المكفوفي...).
مثلاً: قد تكون هناك حساسية عالية للأصوات ولمس الأشياء، أو إنهم يفضلون المشي على رؤوس الأقدام لتجنب أي مدخلات حسية من أسفل القدم hyper sensitive and responsive.
- وعلى عكسهم الأطفال الذين يعانون من حساسية منخفضة فهم يحبون استنشاق الروائح والاصطدام بالأشياء والحركة العشوائية والقفز والتأرجح hypo responsive.
- يتم تقييم المشكلات الحسية ضمن اختبارات مقننة مثل: sensory profile / SIPT / SPM / DeGangi-Berk Test ومن ثم تحليل النتائج ووضع الخطة العلاجية بالتعاون مع الأهل.
- وأخيراً يجب علينا إعطاء الطفل الوقت مع التنويع المستمر والتجديد للأنشطة، فحب الطفل وشغفه للتدريب وتنويع الاستراتيجيات يساعده على تخطي السلوكيات الخاطئة وتحسين الأداء.
إقرأ أيضا لـ "أنال الرمامنة"العدد 4843 - الخميس 10 ديسمبر 2015م الموافق 28 صفر 1437هـ
الحمدلله على نعمه
ابني عندما كان عمره سنتيين يحب يرمي روحه لكي يلعب ويستكشف الاشياء من مكان مرتفع ولاكن الان الاحظ انه طبيعي الحمدلله