«سفر بلا متاعب» دعاية لم نحصل من ورائها إلا على المتاعب

حدث ذلك في يوم السبت الموافق 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 انطلقنا صباحاً قاصدين «الأحساء». استلمنا ورقة التأمين ومعها ورقة دعاية عليها صورة شاب قد توقفت سيارته التي يخرج منها دخان أسود وكثيف ومع الصورة عبارة «السفر بلا متاعب». بعد دخول الأحساء الجميلة قررنا أن نرجع قبل أن يهجم الظلام ولكن سيارتنا توقفت في الطريق السريع بسبب خلل في نظام الوقود. اتصلنا بالتأمين الذي وعدونا بسفر بلا متاعب وشرحنا لهم موقعنا عدة مرات ولكن بدا من أسئلتهم المتكررة وكأنهم يجهلون معالم الطريق ولا أين هم ولا أين نحن؟ وأخيراً قالوا إنهم سيعودون بنا إلى الأحساء، وبعد ذلك علينا أن ندبر أمورنا بعد أن أرخى الليل سدوله، وكانت ليلة مظلمة. لطف الله سبحانه بنا عندما مرّ علينا الشاب البحريني النبيل «أبونبيل» وكل أهل البحرين نبلاء. وبلا تردد ربط السيارتين ببعضهما، وسحب سيارتنا الثقيلة إلى عدة محطات في الشارع المظلم إلى أن وجدنا سيارة (قلص) اتفقنا معه على إيصالنا إلى أقرب محطة إلى الجسر بأربعين ديناراً، وأوصلنا أبونبيل بسيارته. وأثناء الطريق اتصل عدة مرات بالتأمين ليخبرهم أننا بصدد إيصال السيارة إلى آخر محطة بعد ساعة زمن، وأن عليهم أن يوصلوا السيارة إلى البحرين فوعدونا بأنهم سيصلون إلى المحطة الأخيرة بعد نحو 40 دقيقة. وصلنا إلى المحطة الأخيرة واسترحنا وغسلنا وجوهنا واشتريتا وجلسنا ننتظر، فلم يأتِ المصدر الذي وعدنا (بسفر بلا متاعب) ولحسن الحظ أننا لم نكن نصطحب معنا أطفالاً أو نساء. وبعد انتظار بارد في ليل الصحراء البارد مر نحونا شباب بحريني طيب وكل أهل البحرين طيبون وافقوا على إرجاع السيارة إلى أية نقطة نريدها في بحريننا الحبيبة «بثمن بخسٍ دراهم معدودة». أما الأخ نادر «أبونبيل» الشهم أبى إلا أن يوصلنا إلى بيوتنا؛ بل إنه بعد إيصالنا أهدانا من التمر الأحسائي الطيب. أتساءل هل تقوم شركة التأمين على الطريق بتسجيل الحوار الذي يجري عند طلب المساعدة وهل يذكر فيه الموظف اسمه وساعة الاتصال للتأكد من نوعية الرد على الطلب وحتى تكون الأمور واضحة عند أية مساءلة قانونية بشأن إهمال أو تأخير تنتج عنهما أضرار قد تكون وخيمة لا سمح الله نشكر الشباب الذين جعلوا سفرنا بلا متاعب.

جعفر شمس

مقترحات للنهوض بالسياحة والخدمات

إنه لا يخفى ما للسياحة من دور كبير في دعم اقتصاد أي بلد من بلدان العالم، لذا ونحن في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، من الضروري جداً العمل فيما ينعش الاقتصاد المحلي، ومنها ما يتعلق بقطاع السياحة، والعمل على تننشيطه والتفكير في أفضل السبل للنهوض به، وتقليل الضغط على النفط ومشتقاته الذي يشكل دوراً رئيسياً في اقتصادنا المحلي والخليجي، وخاصة أن النفط له عمر افتراضي. لذا وجب التفكير في وسائل أخرى تساعد على نمو الاقتصاد في البلد. ولقد أشرت لبعض النقاط وهي كالتالي:-

- إقامة أنفاق للمشاة بدلاً من الجسور الحالية وربطها بمشاريع لو أقيمت في أماكن يصعب الوصول إليها لتمت الاستفادة منها. فهناك جسور للسيارات في بعض المناطق وتحتها تترك مساحات شاسعة مغلقة غير مستقلة، فعلى سبيل المثال، عند جسر الشيخ حمد في المحرق، وتحت الجسر المؤدي للمرفأ المالي، فبالإمكان استغلالها لبناء مرافق كمساجد ومحطات للكهرباء وغيرها. وكذلك إقامة أماكن ترفيهية تحت الأرض كعمل غير مسبوق في المنطقة، وفي الوقت نفسه توفر مساحات شاسعة في ظل المساحات الضيقة الحالية.

- بناء دور آخر فوق جسر المشاة للاستفادة منه للمطاعم وغيرها.

- الحاجة للتنويع في الزراعة في الشوارع والاستفادة منها، والاهتمام بزراعة النخيل، واختيار النوع الجيد منها، والاستفادة من البلح (الرطب)، والاستعانة بالمزارعين ذووا الخبرة في الزراعة، فمن الملاحظ أن الرطب الذي تتم زراعته يبقى معلقاً وفي حالة مزرية ولا ينتفع به.

- الاستفادة من الزراعة في الحدائق والمتنزهات بحيث يتم عمل تشكيلات فنية متنوعة ومتعددة من المزروعات، والاستفادة من الطاقات الفنية الموجودة مع مراعاة الجانب الشرعي فيها، فإن جمال المنظر يعطي بهجة للناظرين.

- تسمية الشوارع والمناطق الحديثة بالأسماء القديمة التي عرفت بها البحرين كدلمون، وأوال، وأرادوس، وتايلوس، وغيرها، فهذه الأسماء هي جزء من تاريخنا الحضاري.

- إن باصات النقل العام لها دور كبير لربط المناطق بعضها ببعض، وتخفيف الضغط المروري على الشوارع المكتظة بالسيارات والحافلات، ولهذا فإن الأماكن الترفيهية، والمجمعات، والجامعات بحاجة لربطها بخطوط النقل العام، ليسهل الوصول إليها، وكذلك وضع كراسي للجلوس ومظلات وساتر للوقاية من أشعة الشمس والمطر، ووضع علامات واضحة تبين أماكن النقل العام، وإصدار مطويات وبلغات متعددة، تبين رقم كل حافلة ووجهتها، وتوزيعها على الأماكن الحيوية ليسهل استخدامها من قبل المقيمين والسياح.

- الحاجة للدراسة والتخطيط جيداً قبل الشروع في بناء الجسور، لضمان سهولة الوصول للوجهات المطلوبة، مع وضع علامات إرشادية واضحة، لتجنب سلك الطرق الخاطئة، فإن بعض الجسور تسبب التوهان.

- استخدام المطبات الآمنة، وصبغها أو صبغ العلامات التحذيرية لها باللون الفوسفوري وبمسافة كافية لأخذ الحيطة والحذر.

- إقامة نافورات عند السواحل والمتنزهات العامة والفنادق وغيرها، فهناك من الدول ما تعرف بنافوراتها الرائعة، ومثال على ذلك، دولة الإمارات العربية الشقيقة وتحديداً في دبي، فقد روعي أن تكون هذه النافورات قريبة من الأماكن الحيوية، كالأبراج والفنادق والمطاعم، فبذلك يقضي المقيمين والسائحين حولها وقتاً ممتعاً.

- إصدار مطويات تبين الأماكن الترفيهية، والأسواق، والمجمعات في البلاد، والشوارع المؤدية لها، ووضعها في المطار، وفي مكاتب جسر الملك فهد، والفنادق، وفي المواقع الإلكترونية، فكثير من الزوار لا يعلمون عن الأماكن الترفيهية والطرق المؤدية لها، وأحياناً تتم الاستفسارات أثناء القيادة ما تسبب إرباكاً للمرور وقد تؤدي للحوادث.

يتبع...

عبدالناصر يوسف بوجيري

لِأُمِّي

أُبَضِّعُ قَلْبي ابْتِداءْ

لِأَكتبَ بَعْضَ فُصولِ الإِباءْ

وَأَعْلَمُ...

لَوْ سَالَ دَمِّي

إِلى الحَرْفِ حِبْراً

سَيَنْفَدُ دُونَ قَلِيلِ الوَفاءْ!

فَكَيْفَ يُؤَطِّرُ

فانٍ - بِمِثْلِ صِفاتي -

خُلُودَ فَضائِلها وَالعَطاءْ؟!

***

سَهَرتِ اللَّيالي

لِدَرْءِ وَبالي

وَكَانَ امْتِناني لَكِ

بالْجَفَاءْ

تَرَكتُكِ فِي غَمْرَةِ الهَمِّ

تَشْكِينَ بَثَّكِ للْغُرَباءْ

وَآثَرْتُ رَيْعَ الحَيَاةِ

بِجَحْدٍ يُبَدِّدُ كُلَّ مَعاني البَقَاءْ!

وَرُغْمَ الذي كانَ مِنِّي

رَفَعْتِ يديْكِ لِذاكَ الجَحودِ

بِصِدْقِ الدُّعاءْ!

أَلَيْسَ الزَّمانُ بِقاسٍ

أمْ الناسُ أَقسى وَمِنَّا الزَّمانُ بَراء!

***

وَها أنا ذا

بَيْنَ عَضِّ الأَصابِعِ

أَحْثو المَواجِعَ مِلْءَ البُكاءْ

وَأشْتاقُ ضَمَّ التَّرائِبَ مِنْها

لِيَهدَأ رَجْفي بِجُودِ البَهاءْ

يُؤَجِّجُ حُزني

عَظِيمُ عُقوقي بِمَنْ

كَرَّسَ العُمْرَ لِي بالسَّخَاءْ

فَلَيْتَ زَماني يَعودُ

لِأُصْبِحَ نَعْلاً

لِأقْدامِ أُمِّي فِداءْ

لِيَغْفِرَ لي الربُّ

مَا كَانَ مِنِّي

وَيرْفَعَني عَنْ جَحِيمِ الشَّقاءْ!

محمد العلوي