وجد ميلاد سليماني، طالب الماجستير في الجامعة الأميركية برأس إمارة الخيمة تخصص علوم تكنولوجية وحيوية، في بيئة الإمارات ملاذه للإبداع والاجتهاد والابتكار، فوظف كل قدراته الذهنية والعقلية للبحث العلمي، واستطاع أن يكون علامة فارقة في تاريخ تخصصه داخل الجامعة، التي قابلت تميزه باهتمام ورعاية، قبل أن يحصل على منحة دراسية من برنامج الشيخ صقر للتميز الحكومي، طوال سنوات دراسته التي لم تتخلف يوماً عن الدرجة النهائية.
يقول ميلاد إنه يعيش في دولة الإمارات منذ أكثر من 10 سنوات، وقد وجد نفسه وضالته على أرضها، واستشعر معاني الاستقرار والأمان الذي يحتاجه أي إنسان كي يبدع ويبتكر، من هنا ازداد شغفه بالبحث العلمي الذي جاء نتيجة طبيعية لتعلقه الكبير بالبحث والقراءة، إضافة إلى تشجيع المختصين من أساتذة وعمداء وإداريين وأصدقاء في جامعته له على التميز والإبداع، ما مكنه أن ينشر أكثر من بحثين في مجالات علمية متخصصة رغم صغر سنه.
عن نوعية بحثه قالت الدكتورة راشيل مطر- تخصص التكنولوجية الحيوية في الجامعة الأميركية برأس الخيمة- إن ميلاد اعتمد فكرة استخلاص الوقود من أشجار القرم المتوفرة بصورة كثيفة في إمارة رأس الخيمة، عبر أخذ عينات من التربة وفصل الميكروبات ثم تصنيفها، واستطاع بهذه الخطوة أن يفصل أكثر من 12 نوعاً من الميكروب، ثم زرع الميكروب وتهيئة البيئة المناسبة لتكاثره بصورة كبيرة، ثم استخلاص الوقود من الخلايا المزروعة بنسبة تفوق 30%، وإلى الآن استطاع ميلاد أن يحقق نسبة نجاح 20%. وذكر الدكتور ماكسيم مرعب أن برنامج الشيخ سعود للدارسات والبحوث تبنى فعلياً بحث الطالب ميلاد العلمي، الذي كان بحث تخرجه ولا يزال يكمل مشواره فيه للوصول إلى النتيجة المنشودة، رغم الكمية الكبيرة من المنافسين على المستوى العالمي، الذين تقدموا للحصول على منحة البرنامج لرعاية بحوثهم، مشيرا إلى أن دولة الإمارات قد خطت خطوات نوعية في مجال رعاية الموهوبين والمتفوقين في كل مؤسساتها، وميلاد مثال حي على هذا التوجه الذي يضع المتفوقين والمبدعين في المقدمة.