أرسلت القوات العراقية أمس الأربعاء (9 ديسمبر/ كانون الأول 2015) قوات إضافية إلى منطقة التأميم في جنوب غرب الرمادي لتعزيز انتصارها بانتزاع هذه المنطقة من تنظيم «داعش» الذي سيطر على الرمادي منذ منتصف مايو/ أيار الماضي.
من جهة اخرى، قتل ثمانية أشخاص وأصيب 19 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف أمس مسجداً شيعياً في بغداد وتبناه تنظيم «داعش».
وبعد أن تمكنت قوات مكافحة الإرهاب وهي القوة الخاصة التي تخوض المعارك في الخطوط الأمامية من تحرير المنطقة، أرسلت السلطات قوات من الشرطة المحلية للامساك بالأرض.
وقال ضابط كبير في قيادة شرطة الأنبار لوكالة «فرانس برس» إن «فوجاً من قوات طوارئ الأنبار تحرك من قاعدة الحبانية إلى منطقة التأميم لمسكها بعد تحريرها».
ويضم فوج الطوارئ 500 مقاتل من أهالي الأنبار تم تدريبهم وتجهيزهم لتولي مسئولية تثبيت المواقع في «المناطق المحررة»، بينما تخوض قوات الجيش ومكافحة الإرهاب المعارك.
وقال رئيس مجلس قضاء الخالدية شرق الرمادي، علي داود، إن «الفوج مجهز بالسلاح والعتاد والآليات، وتم تدريب المقاتلين على حرب المدن ومسك المناطق المحررة من تنظيم داعش».
وبحسب مصادر عسكرية عراقية، قام طيران التحالف الدولي صباح أمس (الأربعاء) بقصف تجمعات لتنظيم «داعش» في شمال المدينة ما أسفر عن مقتل العشرات من المتطرفين. وأعلن التحالف الدولي في بيان تدمير أربع سيارات مفخخة في غارات الثلثاء إلى جانب تفجير المصنع الذي تجهز فيه.
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان لـ «فرانس برس» إن «تحرير التأميم مهم جداً لأنه سيفتح الطريق للوصول إلى مركز المدينة، ويمكن القوات الأخرى من التقدم باتجاه الرمادي».
من جانبه قال مبعوث الرئيس الأميركي لشئون التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بريت مكغيرك إن وجود المدنيين في الرمادي يتطلب الحذر عند الاقتراب خصوصاً أن العملية تتقدم تجاه المدينة.
وقال لصحافيين في بغداد «لا يزال هناك مدنيون داخل الرمادي، (...) وداعش تمنع أي مدني من المغادرة».
وأضاف «يحتفظون بالمدنيين كرهائن وكدروع بشرية، لذلك نحن نريد أن نتعامل مع هذا الأمر بحذر شديد».
ودعا ضابط برتبة عميد في قيادة عمليات الأنبار المدنيين القادرين على التحرك إلى التوجه نحو منطقة الحميرة الواقعة جنوب المدينة، وهي إحدى ضواحي الرمادي التي تسيطر عليها القوات العراقية منذ فترة طويلة. وأقر الضابط العراقي بصعوبة مغادرة هؤلاء السكان العالقين إلى خارج المدينة.
وقال الضابط «لا تسمح داعش لسكان الرمادي بالتحرك، وهددت بإعدام أي شخص يحاول المغادرة».
على صعيد آخر، قتل ثمانية أشخاص وأصيب 19 بجروح «في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف حسينية (أهل البيت) في منطقة العبيدي» في شرق بغداد، بحسب ما ذكر عقيد في الشرطة لـ «فرانس برس».
وتبنى تنظيم «داعش» في وقت لاحق مسئولية التفجير في بيان تناقلته مواقع إلكترونية.
من جانب آخر، قال وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر أمس (الأربعاء) إن بلاده مستعدة لإرسال مستشارين وطائرات هليكوبتر هجومية إذا طلب العراق ذلك للمساعدة في «إنجاز مهمة» استعادة مدينة الرمادي.
وتصريحات كارتر هي أحدث مؤشر على استعداد الولايات المتحدة لتكثيف مشاركتها العسكرية في المعركة ضد التنظيم. وقال كارتر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي إن قوات الأمن العراقية استغرقت «وقتاً طويلاً بشكل محبط» لاستعادة أراض. لكنه أشار إلى مكاسب مهمة ومنها استعادة مركز عمليات الأنبار على الضفة الشمالية لنهر الفرات في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال كارتر «الولايات المتحدة مستعدة لإمداد الجيش العراقي بمزيد من القدرات الفريدة لمساعدته في إنجاز المهمة (المتمثلة في استعادة الرمادي) بما في ذلك إرسال طائرات هليكوبتر هجومية ومستشارين مرافقين إذا أملت الظروف ذلك وإذا طلب ذلك رئيس الوزراء (حيدر) العبادي».
وفي تطور آخر، دعت تركيا أمس رعاياها الموجودين في العراق إلى مغادرته، باستثناء بعض المحافظات في إقليم كردستان، مشيرة إلى مخاطر أمنية، وذلك في بيان للخارجية التركية.
وقالت الوزارة في البيان «إن تحذيرنا للمسافرين يمتد ليشمل كافة المحافظات (العراقية) باستثناء دهوك وأربيل والسليمانية» الواقعة في إقليم كردستان شمال العراق.
وبررت السلطات التركية نداءها بتنامي التهديد للمؤسسات التركية مؤخراً وتصريحات تشجع «على العنف والترهيب والخطف».
العدد 4842 - الأربعاء 09 ديسمبر 2015م الموافق 26 صفر 1437هـ