انه المشهد الذي من الصعب تجاهله، مجموعة من اللاجئين يفرون من ضباط الشرطة الهنغارية في الميدان. يصرخون. يمكن ملاحظة خوفهم. فجأة، تقوم مشغلة الكاميرا؛ التي تصور الناس عن قرب وهم يهربون؛ بركل رجل يمسك طفله.
تعثر الأب وابنه على الأرض. والرجل يصرخ من الإحباط.
إن شريط هذا الفيديو التقط من قبل الصحفي الألماني ستيفان ريختر انتشر بشكل كبير عبر قنوات وسائل الإعلام الاجتماعية في شهر أيلول، حيث أعرب الناس من جميع أنحاء العالم عن غضبهم لهذا الهجوم، بحسب تقرير " شبكة آيفكس" في نهاية نوفمبر من هذا العام.
المصورة التي قامت بركل اللاجئين تدعى بترا لازلو، من تلفزيون N1TV -وهو تلفزيون إلكتروني "قومي متطرف" له صلة بحزب جوبيك اليميني المتطرف في هنغاريا. وتم طردها بعد وقت قصير من وقوع الحادث. قالت لازلو في وقت لاحق للصحفيين انها كانت خائفة عندما شاهدت مجموعة من الناس يركضون نحوها، وتصرفت باندفاع. "أنا لست مصورة متحجرة القلب وعنصرية واركل الأطفال"، كتبت لازلو في وقت لاحق في رسالة الى الصحيفة الهنغاري Magyar Nemzet.
من السذاجة أن نفترض أن أفعال لازلو تمثل جميع الصحفيين أو المشهد الإعلامي بأكمله في هنغاريا.
وسيكون أيضا من السذاجة الطرد بسبب فعل لمرة واحدة. في الواقع، أثار الحادث بعض الأسئلة الهامة جدا عن السياق الذي نشأ في ظله الهجوم.
بعد مشاهدتي لشريط الفيديو، تساءلت كيف أن حكومة رئيس الوزراء فيكتور اوربان -الذي اشتهر بتصريحاته المعادية للمهاجرين - تؤثر على آراء المجتمع الهنغاري لأزمة اللاجئين الراهنة.
لكنني كنت مهتمة على قدم المساواة في بعض العوامل الأكثر خفيةً والعوامل الهيكلية التي تساهم في المشهد الإعلامي بحيث يكون أن هذا النوع من الحالات البغيضة معرضة لخطر الحدوث.
من أجل الحصول على منظور حول هذه القضايا، تحدثت مع دلما دوجكساك، وهي خبيرة في حرية التعبير وتعمل مع منظمة اتحاد الحريات المدنية الهنغارية وهي عضو في شبكة آيفكس.
دوجساك هي محامية مجرية في بودابست. ويشمل عملها على التقاضي الاستراتيجي، والتحليل القانوني والاتصالات حول قضايا حرية التعبير وحرية وسائل الاعلام الحالات. وهي طالبة دكتوراه في مدرسة دكتوراه القانون في أيليت، بودابست. وتتركز أبحاثها على دور وسائل الإعلام في المجتمع الديمقراطي.