واجه أكثر من ثمانية ملايين طفل سوري يعيشون داخل البلاد التي مزقتها الحرب أو كلاجئين في دول المنطقة أو أبعد شتاء قاس آخر.
وتشير التنبؤات الجوية الأولية إلى أن هذا الشتاء سيكون أكثر قسوة مما كان عليه العام الماضي، حيث من المتوقع أن تهبط درجات الحرارة في بعض المناطق الجبلية إلى ما دون 13 درجة مئوية تحت الصفر.
وكما حدث في السنوات الأخيرة، ستتسبب العواصف وتساقط الثلج بالمزيد من المعاناة لعائلات تكاد لا تتمكن من النجاة في الظروف الطبيعية.
وفي هذا الصدد يقول بيتر سلامة، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة أمس الثلثاء (8 ديسمبر/ كانون الأول 2015): "هذه الشهور قاسية على الأطفال بشكل خاص، حيث يواجهون خطراً أكبر بالتعرض الى أمراض الجهاز التنفسي نتيجة الجو البارد، والأمر المأساوي أنهم يتعرضون للخطر أيضا عندما تحرق العائلات البلاستيك والمواد السامة الأخرى في الداخل من أجل الحصول على التدفئة".
وقد تسبب النزاع القائم بتهجير أكثر من 3 ملايين طفل داخل سورية ، منهم من هُجَر أكثر من مرة. ويعيش أكثر من 2.2 مليون طفل في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر كلاجئين.
ومع مرور قرابة خمس سنوات على الأزمة، استنفدت الكثير من العائلات مواردها المالية، مما يجعل شراء المعاطف الدافئة والشالات أمرا مستحيلا بالنسبة لها.
وتعمل اليونيسف هذه السنة على توفير حزمة مساعدات من أجل الوصول الى 2.6 مليون طفل سوري داخل سورية وفي دول المنطقة. وستركز الحزمة على الأطفال الأكثر تأثرا بالأزمة، بما فيهم النازحون الذين يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول اليها أو الذين يعيشون في تجمعات الخيام غير الرسمية.
ويضاف هذا الدعم إلى البرامج المستمرة التي تقدمها اليونيسف في مجال الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي والحماية التي لا تزال تصل لملايين الأطفال في المنطقة بما فيها البرنامج الذي أطلقته اليونيسف هذا العام من أجل توفير المساعدة النقدية للعائلات التي لديها أطفال حتى سن الخامسة عشرة.
وفي داخل سورية، يجري العمل حاليا على تزويد مليون طفل بالدعم خلال فصل الشتاء، والذي يتضمن حقائب الملابس والبطانيات التي اشترتها اليونيسف من الأسواق المحلية وتدفئة المدارس. كما وتخطط اليونيسف للوصول لحوالي مائة ألف طفل من خلال المبادرات العابرة للحدود من تركيا والأردن.
وستصل قسائم المال التي تتيح للأسر شراء احتياجاتها الخاصة لفصل الشتاء لنحو 20 ألف أسرة. هذا ويشكل توزيع القسائم النقدية الجزء الأكبر من استجابة اليونيسف للشتاء في تركيا ولبنان والعراق والأردن.
وفي وقت سابق اليوم أطلقت اليونيسف نداء الاستجابة من أجل الحصول على التمويل لدعم برامجها داخل سورية ودول الجوار وتناشد اليونيسف الحصول على مبلغ 1.2 مليار دولار لعام 2016.