حاولت على مدى الأيام السابقة أن أقرأ عن كيفية التعامل مع الأشخاص السلبيين في حياتنا، فوجدت أن اغلب ما كتب يحث وبقوة على الابتعاد عنهم وتجاهلهم قدر المستطاع والإسراع في إنهاء العلاقة بهم تماماً، وأرى في ذلك خطأ وعيباً كبيراً، صحيح أن الإنسان حر في اختيار من يرافق ويعيش معه، ولكن السؤال: ماذا لو كان هؤلاء أصدقاء عمرك أو إخوتك أو أمك أو أباك أو زوجك أو زوجتك أو ابنك أو جارك العزيز، هل من الصواب أن تقوم بقطع علاقتك بهم والابتعاد عنهم أيضاً؟
مما لاشك فيه، فإن الابتعاد عن الأشخاص السلبيين هو الحل الأسهل لنا، ولكنه ليس بالضرورة الحل الأمثل والأصح، بل قد يكون في كثير من الأوقات هو الحل الأجبن والأكثر سلبية في ذاته، والأعلى كلفة بين خيارات أخرى، خاصة إذا كان وجود هؤلاء جزء من قدرنا وحياتنا التي كتبت لنا.
ومن واقع الحياة، قد يكون من المنطقي القول إننا «نبني الكثير من الجدران مع الآخرين، ولكننا لا نبني ما يكفي من الجسور معهم»، وأقول ذلك، لأذكر أن غالبيتنا ليس هو من اختار الوسط الذي يعيش فيه، ولا المجتمع الذي ولد فيه، وقد تضعنا أقدارنا مع أشخاص سلبيين بطبيعتهم، أو أنهم اكتسبوا ذلك من خلال مواقف صعبة ومحن مرت عليهم في حياتهم، لذلك فأحياناً يكون ابتعادنا عنهم في مثل هذه الظروف اختباراً لمقدار وفائنا، أكثر منه اختباراً لرغباتنا وحاجاتنا.
الكثيرون يسارعون إلى الحل الأسهل في التخلص من هؤلاء السلبيين، ولا ندرك أننا إذا كنا إيجابيين فعلاً، فجزء من إيجابيتنا أن نعمل على تغيير سلبيتهم لا التخلص منهم ورميهم وراء ظهورنا.
البعض لا يرى في الحياة إلا الجانب المتعلق بذاته ونفسه، ولا يرون في حياتهم إلا الجانب السلبي، ولا يرون في الآخرين إلا عيوبهم، وقد ننسى أحياناً أن وجود هؤلاء السلبيين هو جزء من فلسفة الحياة التي خلقنا من أجل تصحيحها وتغييرها، وربما نتحول في لحظة ما إلى أناس سلبيين ولو مؤقتاً بسبب قدرٍ ما أو مصيبة ما، فنشرب من ذات الكأس التي أشربنا منها أحداً في لحظة قوة فينا أو ربما ضعف أو يأس!
ما أظنه أن الحل الأفضل في التعامل مع الأشخاص السلبيين في حياتنا هو أن نعطيهم من إيجابيتنا الكثير، لا أن نهرب منهم، ومن يعتقد أنه أضعف من أن يغير المحيطين به ويؤثر فيهم، فهو بالتأكيد أضعف من أن يغيّر ذاته، لأن قدرتنا على تغيير أحبابنا تتلاصق وتتماهى مع قدرتنا على تغيير ذواتنا، وكأن الأمر فيما أظن، أن هذا يؤثر في ذاك، وذاك يؤثر في هذا!
نعم قد نستطيع أن نهرب من زملاء في عمل أو من جيران سيئين أو سلبيين، ولكننا لا نستطيع أن نغير قدرنا، المواجهة جزء من إيجابيتنا، وهي أفضل من الهروب والتخبط في قرارات سيثبت الزمن مقدار كلفتها على أنفسنا وذواتنا وعطائاتنا وحتى سعادتنا، نعم اجتهد في التخلص من سلبية المحيطين بك، ولكن لا تتخلص منهم.
قدموا إيجابيتهم للمحيطين بكم، لتحصدوا المزيد منها في نفوسهم، اجتهدوا في تغييرهم ولا تيأسوا، حوّلوا وجود هؤلاء إلى تحدٍّ لقدراتكم بدل أن تعتبروهم ثقلاً يجب التخلص منه، انظروا لبقع السعادة فيهم وزيدوا مساحتها في حياتهم، وبالتأكيد ستزداد سعادتكم وإيجابيتكم معها.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 4841 - الثلثاء 08 ديسمبر 2015م الموافق 25 صفر 1437هـ
ياسر عويشير
موضوع جميل ، في اعتقادي تغيير السلبيين ليس بالسهل ويحتاج الى صبر وتحدي وقد تجتمع بعض الصفات السيئة في السلبيين .
مع تحياتي القلبية
صعب
احيانا يصعب علينا تغيير سلوك السلبيين فربما الصمت والابتعاد ينبههم اكثر من المواجهة ... لانه صعب اي احد يتقبل نصيحه او انتقاد
نعم الطرح .. ولكن
هذه الكلام عزيزي أبو علي عن هالموضوع هو في ذاته دلالة على حسن التفكر والتفكير في شؤون الناس وأحوالهم ... ومقترحك فعلاً جميل ولكن .... أقترح أن يكون للمسألة معالجة ببعد علمي أكثر من أن تتم معالجتها عن طريق النية الحسنة والدفع بالتي هي أحسن، ولله الحمد فهناك جهود علمية في هذا المضمار وبعضها جدير بالإلتفات إليه منها الكلام عن Fixed vs Growth mindset ومنها علم النفس الإيجابي Positive psychology ... كخلاصة بالنسبة لي: الشخص صاحب التفكير السلبي بحاجة إلى معالجة نفسية ومختص
خليها وعلييها يابو على
قناة وناسه هى الاكثر قربا للشخص
يمتلاء الواتساب برسائلهم
انا أعمل حضر علي استلام الدردشات عبر الواتساب من الأصدقاءالذين يرسلون الدردشات والصور التي لا تعود علي بالفائدة وأستمرفي ارسال الرسائل اليهم دون مقاطعتهم
الثقه بالنفس اول
اذا ما تعززت الثقه بالنفس وكان اساسها قوى تكن بمثابة العازل عن كل ما هو سلبي ولا خوف من الجلوس معهم والحديث فحدث العاقل بما لا ........فان صدق فلا عقل له
شر السلبيين
اشرد عنهم أحسن يقتلون مواهبك وطموحك أقولها عن تجربة.
أنصحك شوف فلم توم هانكس
شوف فلم توم هانكس أبوه كان يقول ليه لن تسطيع تحقيق ما تريد وكان يحاول بجميع الطرق انه يمنع مشروعة توم هانكس هرب منه ونجح السلبين يدمرونك يا حبيبي شكلك تقراء فقط ولكن ما جربت
من منا لا يرى سلبيات في حياته
في الحياة توجد كثير من المشاكل السلبية : مثل في طريقك حجر إلى يعني ازاحته أو هاتفك لايعمل بشكل صحيح أو سيارتك لا تعمل وما إلى ذلك إلى يتوجب عليك إصلاحه ،كذلك الإنسان يجب عليك إصلاحه بلتي هي أحسن ،وإذا لم يصلح تتفاقم المشاكل ، وحتى إلى داخل المنزل مع الأبناء. واصلحوا مابينكم وذات البين.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل مكان وزمان.
إضافة أو تصحيح
أشكرك على هذا الموضوع الممتاز، ولكن الأشخاص السلبيين عادة ما يكونوا حمقى ، ولا تستطيع التعامل معهم فكيف إذا وصل الأمر لتغييرهم، ونقطة أخرى بأن الأشخاص بحياتك على درجات فمنهم من لا يمكن الإستغناء عنهم فهم قدرك! مثل الأب والأم والأخ والزوجة حتى ، فالأفضل الإبتعاد عن المشاكل التي يخلقها البعض إذا كنت غير ملزم بصحبته.
قصة التلميذ المشاغب في الصف
التلميذ امخلي الصف على مرجل من نار ،ماذا فعل المدرس ؟ وضعه مراقب في الصف واوصاه ان يكون الطلاب مهذبين وان يقوم الطلاب بحل واجباتهم وتنظيف الصف وغير ذلك ،وبهذه الطريقه قضى على المشاغبه .ويمكن تستخدم هذه الفكره مع الشعوب وتوكل إليهم بعض الأمور الذين يطالبون بها.
إلى زائر ستة
عزيزي الزائر ستة
السالفة مو بالسهولة اللي مكتوبة في أدبيات التطوير الذاتي ... الكيمياء الإنساية أعتقد بكثير جداً، وأنا أتفق الزائر 1 في كلامه، الحالة السلبية قد يكون سببها هو (الحمق) ومعروف أن الحمق من الأمور التي لا علاج لها