أكدت مجموعة من عاطلي التمريض الذين مضى على تخرجهم أكثر من 4 سنوات، بأنه بعد أن وافقت وزارة الصحة على توظيفهم واستلموا أوراق التوظيف من الوزارة، تفاجأوا بتعطيل إنهاء إجراءات البصمات لأكثر من عامين، والتي هي شرط من شروط استكمال متطلبات التوظيف، في الوقت الذي وظفت فيه دفعات أخرى من الخريجين ومازالوا هم معلقون.

وقال مجموعة من الممرضين وهم من خريجي الجامعة الأيرلندية في حديث لـ»الوسط»: «مضى على تسلم بعضنا أوراق التوظيف عامان، إلا أنه مع ذلك لم نتسلم وظائفنا بعد تعطل إجراءات البصمات التي تقدمنا بها بعد استلام طلبات التوظيف مباشرة، على رغم من أن هناك دفعات جديدة أنهوا هذه المتطلبات واستلموا وظائفهم».

وقال أحد العاطلين الذي فضل عدم ذكر اسمه: «بعد تخرجي في العام 2011 وتأخر الوزارة في توظيف الممرضين حصلت على الوظيفة في العام 2013، وبعد تسلمي أوراق الوظيفة طلبت وزارة الصحة استكمال الإجراءات في الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية ووزارة الداخلية، وذلك تمهيداً للانتظام في العمل، إلا إنه منذ العام 2013 لم أحصل على ورقة البصمات، في الوقت الذي حصلت فيه على شهادة حسن سيرة وسلوك، وقد وظفت الوزارة جميع خريجين دفعتي الجامعية».

وتابع «راجعت وزارة الصحة ووزارة الداخلية أكثر من مرة إلا أنه تبين أن طلبي لإجراء البصمات أصبح قديماً، وعليه لابد من التقدم بطلب جديد عن طريق خطاب من وزارة الصحة يفيد بأني مرشح لشغل وظيفة تمريض، إلا إن الصحة أكدت بأن إصدار طلب جديد للتوظيف يعد مخالفة ولا يمكنها القيام بذلك، فقامت بمنحي نسخة من خطاب التوظيف القديم، إلا أنه لم يقبل به في وزارة الداخلية».

وأشار إلى أنه مضى عامان، وهو بانتظار الانتهاء من إجراءات البصمات، في الوقت الذي تم توظيف باقي الدفعات، وهو مازال بانتظار استكمال إجراءات التوظيف التي تعطلت؛ بسبب عدم إنهاء إجراء البصمات، مبيناً بأنه لا توجد عليه قضايا جنائية أو أمنية تستدعي توقيف بصماته وعدم تمريرها لينال الوظيفة.

وذكر بأنه بعد سنوات من الدراسة أصبح الآن يعمل في بيع البضائع المتنوعة، ويتنقل بين الدول الخليجية لشراء البضائع ويبيعها في البحرين، وذلك لكسب لقمة العيش، في حين أن من تخرج بعده بسنوات حصل على الوظيفة وهو مازال في الانتظار.

من جهة أخرى، قال ممرض آخر عاطل من العمل: «مضت أكثر من 8 أشهر على تقدمي بطلب إنهاء بصمات التوظيف، وذلك بعد أن قبلت وزارة الصحة توظيف دفعة من الممرضين العاطلين من العمل، والذين كانوا قد تخرجوا في العام 2014، إلا أنه بعد استلام الأوراق من وزارة الصحة راجعت الجهات المعنية لتقديم طلب إنهاء إجراءات البصمة ليسمح لي بمزاولة العمل، إلا إنه مرت 8 أشهر، ومازلت في انتظار الحصول على خطاب يفيد بأن بصماتي لا توجد عليها إشكالية، وبأنه بالإمكان استلام الوظيفة أسوة بباقي زملائي».

وأضاف «راجعت النيابة العامة وجميع مراكز الشرطة، إلا إنه لا توجد قضايا جنائية أمنية أو قضايا أخرى ضدي تستدعي عدم تمرير البصمات، ومازال سبب التأخير مجهولاً، كما راجع عدد من المسئولين قضيتي لمعرفة أسباب التأخير، إلا أن الرد أن أوراق الطلب قد تم توقيفها دون توضيح الأسباب».

وأكد أن جميع العاطلين من دفعته قد تم توظيفهم ولم تتأخر بصماتهم كما تأخرت بصمات البعض، موضحاً أنه استلم شهادة حسن سيرة وسلوك، إلا أن وزارة الصحة طلبت خطابا بأن البصمات لا توجد عليها إشكالية، وأن مقدم طلب التوظيف لم يسبق أن صدر في حقه حكم جنائي، فشهادة حسن السيرة والسلوك لا يمكن استكمال التوظيف بها.

ولفت إلى أن وزارة الصحة أكدت أنها تنتظر فقط رد وزارة الداخلية، وذلك ليستلم وظيفته في مجمع السلمانية الطبي، مشيراً إلى أنه مضت أكثر من 8 أشهر في الوقت الذي أقصى مدى إلى إنهاء إجراء البصمات هي 6 أشهر.

أما أحد العاطلين فأكد أنه اليوم يعيش بلا عمل، بعد أن كان يعمل في إحدى شركات التأمين، وذلك بعد طول انتظار للحصول على وظيفة تمريض في وزارة الصحة، مشيراً إلى أنه في العام 2012 تم توقيفه على خلفية قضية تجمهر، وبعد سنوات رشحته وزارة الصحة للتوظيف؛ لكونه حاصلاً على شهادة البكالوريوس، مبيناً بأنه لجأ إلى وزارة الداخلية لإنهاء باقي الإجراءات ومنها إجراء البصمات والحصول على حسن سيرة وسلوك، وذلك لأن البصمات أمر على جميع موظفي الوزارات الحكومية إجراؤه؛ للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية على الموظف.

وذكر أنه بعد المراجعات طلب منه الحصول على رد اعتبار في القضية التي كان تم توقيفه بسببها، مشيراً إلى أنه حصل على رد الاعتبار، وعليه حصل على شهادة حسن سيرة وسلوك من وزارة الداخلية، إلا إنه لم يحصل على خطاب بشأن البصمات حتى الآن، على رغم من أنه كان قد أكد له بأن البصمات لن تستغرق أكثر من 3 أشهر.

وناشد العاطلون المسئولين تسهيل إجراءات البصمات؛ ليتمكنوا من إكمال باقي إجراءات التوظيف للحصول على وظائفهم التي تنتظرهم منذ أعوام.