حجزت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى، قضية بحرينيين دفع أحدهما صديقه على سلم فتوفي على إثر سقوطه، أثناء جلسة احتساء الخمر بمنزل مهجور، وسرقة الثاني هاتفه النقال وباعه بدينارين لشراء زجاجة خمر، للحكم بجلسة (18 يناير/ كانون الثاني 2016).

وتقدمت وكيلة المتهم الأول المحامية شيماء عبدالعزيز بمرافعة دفعت فيها بشيوع الاتهام وانتفاء أركان جريمة الاعتداء على سلامة جسم المجني عليه الذي أفضى إلى موته، لخلو الدعوى من ثمة أدلة تشير ولو من بعيد عن مرتكبها سواء المتهم أو غيره من الأشخاص، وبالتالي بطلان القيد والوصف الذي أسندته النيابة العامة إلى المتهم الأول.

كما دفعت بعدم تصور الواقعة عقلاً، مشيرة إلى أن المجني عليه المتوفى وكلاً من المتهمين الأول والثاني كانوا في حالة سكر شديدة وخاصة المتوفي، وهذا قد يؤكد ويثبت مدى الحالة التي كان عليها قبل الوفاة أو قبل سقوطه من على الدرج، وهذه الحالة من السكر الشديد قد تفقد الشخص المتعاطي للمواد المسكرة، بهذه النسبة الكبيرة، التوازن وتسبب الاخلال العام والكامل لكافة أعضاء الجسم.

الواقعة بدأت تحت شجرة في منطقة العدلية، حيث اعتاد المتهمان والمتوفى الجلوس عندها واحتساء المسكرات، وبعد فترة أبلغهما المتوفى أنه يشعر بالتعب وطلب منهما التوجه إلى منزل مهجور بالعدلية ليستريح به كعادتهم بعد الشراب، فتوجهوا إلى هناك وجلسوا، لكن مشادة كلامية حدثت بين المتهم الأول والمتوفى، فما كان من الأول إلا أن دفعه بقوة فسقط على سلم داخل المسكن وتدحرج إلى أن وصل لأسفل الدرج وارتطمت رأسه به وسقط دون حراك.

وطلب المتهم الأول من الثاني أن يعاونه في سحب صديقهما إلى داخل غرفة بها أوراق كارتونية يستعملونها في التمدد بعد جلسات السكر، وتركاه بعد أن استوليا على هاتفه النقال وكيس بلاستيكي به أغراضه، وتوجها إلى سوق المنامة وباعا الهاتف بدينارين واشتريا بهما زجاجة خمر احتسياها.

وورد بلاغ من آسيوي بوجود جثة لشخص داخل مسكن مهجور فتوجهت النيابة إلى مكان الجريمة، وتم عمل تحريات دلت على المتهمين أصدقاء المتوفى، حيث عثر مع أحدهما على أغراضه، وفي التحقيقات حاول كل منهما إلقاء التهمة على الآخر، لكن الواقعة ثبتت على المتهم الأول بعد أن قرر الثاني بأن المتهم الأول كان يحاول فعل الفاحشة مع المتوفى الذي رفض فقام بضربه ودفعه على السلم.

وأظهرت صحيفة أسبقيات المتهم الثاني أنه محكوم في قضايا سرقة ولديه 11 بلاغا في صحيفة أسبقياته، كما أن للأول 14 بلاغا متنوعا، فأسندت النيابة العامة للمتهم الأول أنه في ليلة 24 مارس 2015 بدائرة أمن محافظة العاصمة، اعتدى على سلامة جسم المجني عليه بأن دفعه بيديه من أعلى السلم فسقط على الأرض ونتج عن فعله إصابات أفضت إلى موته دون أن يقصد قتله، واقترن فعله بجريمة سرقة منقولات المجني عليه، ووجهت للمتهم الثاني تهمة سرقة المنقولات والتواجد في حالة سكر محدثا إزعاجا لراحة الغير.