طلب العراق من حلف شمال الأطلسي الثلثاء (8 ديسمبر/ كانون الأول 2015) الضغط على تركيا العضو بالحلف لسحب جنودها فورا من شمال العراق بعد أن قالت أنقرة إنها لن تنشر المزيد من القوات لكنها رفضت سحب الجنود الموجودين هناك بالفعل.
وجاء وصول القوات التركية المدججة بالسلاح إلى الخط الأمامي القريب من الموصل ليضيف المزيد من الجدل حول نشر القوات في الحرب ضد تنظيم "داعش" والتي تدخلت فيها معظم القوى العالمية الكبرى.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان نشر بعد انتهاء مهلة مدتها 48 ساعة حددتها بغداد لسحب القوات إن "على حلف الناتو (شمال الأطلسي) استخدام صلاحياته لحث تركيا على الانسحاب الفوري من الأراضي العراقية."
وأضاف البيان أن العبادي تحدث هاتفيا إلى الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج ووصف نشر القوات بانه انتهاك لسيادة العراق.
وقالت روسيا الغاضبة بالفعل من تركيا لإسقاطها طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية الشهر الماضي إنها تعتبر وجود القوات التركية في العراق غير قانوني.
وتقول أنقرة إنها نشرت الجنود الأتراك لتدريب القوات العراقية.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في اجتماع لنواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم "إن التدريب في هذا المعسكر بدأ بعلم وزارة الدفاع والشرطة العراقية."
وقالت وزارة الخارجية إن تركيا أوقفت قبل يومين إرسال المزيد من القوات بسبب "حساسيات" السلطات العراقية.
ونفت بغداد علمها بالمهمة.
وطلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي عقد مناقشات خلف أبواب مغلقة من المقرر أن تجري في وقت لاحق اليوم بشأن التحركات العسكرية التركية في العراق وسوريا.
ودعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) تركيا والعراق الى حل المسألة عبر السبل الدبلوماسية وأشارت الى أن انتشار القوات التركية ليس ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويحارب "داعش".
وقال المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء "نشجع الجانبين على حل خلافاتهما مهما كانت أوجه الخلاف بينهما".
وقال تانجو بلجيج المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية للصحفيين إن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أكد احترام أنقرة لسلامة الأراضي العراقية في اتصال هاتفي أجراه مساء الاثنين مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري.
وأضاف المتحدث أن تشاووش أوغلو "قال إن انشطتنا تهدف إلى المساعدة في جهود مكافحة داعش في العراق وأكد مجددا أن نشر الجنود توقف. لا يوجد سحب (للجنود) في الوقت الراهن لكن نشرهم توقف".
وقال داود أوغلو إنه يريد زيارة بغداد بأسرع وقت ممكن لتهدئة الخلاف موضحا أن مهمة الجنود هي حماية بعثة التدريب من أي هجمات قد يشنها تنظيم "داعش".
وقال في كلمة أمام نواب من حزب العدالة والتنمية "من يعمدون إلى تفسيرات مختلفة للوجود العسكري التركي في الموصل ضالعون في استفزاز متعمد".
روسيا وسوريا وإيران
وأوضح داود أوغلو أن التدهور الحاد في العلاقات مع روسيا ما زال على رأس جدول الأعمال.
وقال "مستعدون لعقد محادثات وأي نوع من تبادل الأفكار مع روسيا لكننا لن نسمح بإملاء أي شيء علينا".
وأَضاف "فيما يخص العقوبات الروسية سنفرض عقوباتنا إذا وجدنا ذلك ضروريا".
وفرضت روسيا مجموعة من العقوبات الاقتصادية على تركيا ردا على إسقاط الطائرة الحربية الروسية الشهر الماضي في ظروف محل جدل.
وتعهد داود أوغلو باتخاذ خطوات لدعم الصادرات وقطاع السياحة في تركيا.
وأدى التدخل المتزايد لروسيا في الصراع السوري الى خلاف مع تركيا التي تدعم بقوة المسلحين المعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلثاء إن دعم حكومته للمعارضة السورية المسلحة سيستمر مجددا دعوته لإقامة "مناطق آمنة" في شمال سوريا لحماية المدنيين النازحين ولوقف تدفق اللاجئين.
من جهته انتقد داود أوغلو "إهانات وهجمات" موجهة لتركيا من داخل إيران. وتقدم إيران دعما عسكريا كبيرا للأسد مثل روسيا.
ولم يحدد داود أوغلو أي التصريحات يقصد لكنه قال إن "الصداقة التركية الإيرانية ستتضرر بشدة إذا استمر هذا السلوك".