عندما يستهل غاري نيفيل مشواره في تدريب فالنسيا الأسباني من خلال مواجهة ليون الفرنسي غدا الأربعاء في الجولة السادسة الأخيرة من مباريات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لن يكون طريقه مفروشا بالورود وإنما يواجه مهمة مبكرة تبدو "مخيفة" في منصبه الجديد.
فسيخوض فالنسيا مباراة الغد بدون أي خيار سوى الفوز على ملعبه أمام ليون في آخر مبارياته بالمجموعة الثامنة، والترقب على أمل هزيمة جينت البلجيكي أمام زينيت سان بطرسبرج الروسي، من أجل التأهل إلى دور الستة عشر.
ويحتل فالنسيا المركز الثالث في المجموعة بفارق نقطة واحدة خلف جينت، إذ تعثر فالنسيا خلال الفترة الأخيرة وهو ما أنهى مشوار المدير الفني البرتغالي نونو إسبيريتو مع الفريق قبل عشرة أيام.
وجاء تعيين نيفيل (40 عاما) خلفا لإسبيريتو بمثابة مفاجأة، على الأقل بالنسبة لجماهير فالنسيا.
وجرى الربط بين تعيين نيفيل في المنصب وعلاقته ببيتر ليم مالك نادي فالنسيا إذ يتشاركان في ملكية نادي سالفورد سيتي مع فيل نيفيل، الشقيق الأصغر لغاري نيفيل والذي يتولى منصب المدرب المساعد في فالنسيا منذ خمسة أشهر، والزملاء السابقين بفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي نيكي بات وريان غيغز وبول سكولز.
ويعد المنصب الجديد بمثابة مهمة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لغاري نيفيل خاصة في ظل خبرته المحدودة في التدريب، لكنه يحمل رخصة التدريب الاحترافية للاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا) كم عمل مدربا مساعدا في المنتخب الإنجليزي إلى جانب المدير الفني روي هودجسون منذ العام 2012.
ولم يتضح حتى الآن مدى استعداد نيفيل وجدارته بتولي المسؤولية وإرضاء طموح الجماهير المتحمسة والتي أعلنت عن غضبها بقوة لدى طلب الرحيل الفوري لإسبيريتو ليصبح سادس مدرب يقال من النادي خلال ستة أعوام، وكذلك في ظل توتر العلاقة بين الجماهير ومالك النادي.
وتحلى نيفيل بالصدق عندما اعترف بأن أي مراقب محايد سيتساءل بشأن تعيينه في المنصب وسيكون متشككا، وأضاف "لكنني أود أن أثبت العكس".
ومنح ليم شريكه جاري نيفيل فرصة توقيع عقد لمدة ستة أشهر فقط لكن الأخير لا يعتبر هذا الأمر بمثابة عقبة في طريقه.
وقال نيفيل: "الطريقة الوحيدة للتعامل مع منصب كروي، هو اعتبار أن المنصب دائم، فأنا لاعتقد أنه يمكن اتخاذ قرارات قصيرة المدى، لا أؤمن بهذه الطريقة في العمل".
وتحسنت الأجواء شيئا ما داخل النادي بعد تعادل الفريق أمام برشلونة 1-1 يوم السبت الماضي، علما بأن عشرة لاعبين يغيبون بسبب الإصابات، وقد صعد فالنسيا إلى المركز الثامن بجدول الدوري الأسباني.
وتولى غاري نيفيل المهمة بشكل رسمي اعتبارا من أمس الاثنين إذ قاد الفريق في المران للمرة الأولى، وقد أبدى سعادته بالعمل إلى جانب شقيقه فيل.
وقال غاري: "لو لم يكن فيل هنا لوددت أن يكون هنا. إنه دؤوب ويعمل بجدية، ومن جانبي، أشعر بسعادة لتواجده ضمن الجهاز الفني. إننا لا نجامل ولكن نتحدث عن أفعال وكذلك عن ما سنقدمه".
وأضاف "أمامنا مباريات مهمة، وفي الوقت الجاري، الفوز هو الشيء الأكثر أهمية بغض النظر عن أسلوب اللعب".
وأكد نيفيل على أنه كان دائما ما يشعر بالإعجاب إزاء الأجواء في فالنسيا، منذ أن كان يلعب في مانشستر يونايتد.
ولا شك في أن نيفيل سيسعى جاهدا لخلق أجواء إيجابية وحماسية خلال مباراة الغد، بعد موجة الغضب التي واجهها إسبيريتو من قبل الجماهير.