ربّما يبدو المشهد غير مألوف؛ أن تحمل أم طفلها وتحرّكه كأنه دمية، بطريقة يصفها بعض الأهالي بأنها "وحشيّة"، بحسب المدرّبة الروسية رادا بوند، والتي أكدت أنها تمارس هذه الرياضة مع طفليها منذ ولادتهما. قررت بوند إنجاب طفلها الأول في حوض من المياه في المنزل، من دون إعطائه أي لقاح، ومن دون استخدام الحفاضات. منذ ولادته، عوّدته على الدخول إلى المرحاض.
يبكي فتعرف أنه حان الوقت. تقول إن "الطفل مثل إسفنجة، يلتقط ويمتصّ كل ما يحيط به. لذلك، علينا أن نعلّمه أسلوب حياة صحياً منذ البداية، وهنا تقع المسؤولية على الأهل الذين يتوجّب عليهم العمل على تطوير نموه"، وفق ماذكره موقع "العربي الجديد".
بوند كانت قد تأثرت بالعالم الروسي إيغور تشاركوفسكي، صاحب نظرية اليوغا للأطفال حديثي الولادة. كان يؤمن أن "خروج الجنين من وسطه المائي إلى وسط جاف يجعله عرضة لفقدان قدر كبير من طاقته وحيويته". برأيه، "يجب ترك الأطفال في الحوض حتى يعبّروا عن رغبتهم في الخروج". وبوند أرادت تجربة الأمر.
تعود إلى اليوغا، قائلة إنها تساهم في تقوية صحة الجسد على المدى الطويل، ليصبح صلباً ومقاوماً للأمراض، لافتة إلى أن "بعض الأطفال يشعرون بالخوف ويبكون في البداية، لكنهم يستمتعون بالأمر بعد ذلك". تضيف أن هذه الرياضة كانت تمارس بهدف علاج آلام المفاصل لدى الأطفال ما بين عمر الصفر وتسعة أشهر.
أيضاً، تشير إلى أن "هذه التقنية تعلّم الطفل كيفية ضبط النفس والتنفس بشكل سليم، وتمنحه الهدوء والتوازن، وتحميه من الإصابة ببعض الأمراض في المستقبل، وخصوصاً تلك المتعلقة بالجهاز التنفسي". تضيف أنها تساعد على وصول الأوكسيجين إلى الدماغ، وتقلل من آلام البطن، وتحسّن النوم، وتساعد على تنسيق حركة الجسم والدورة الدموية". بوند تلفت إلى أن دراسات عدة أشارت إلى أهمية يوغا الأطفال على الصعيد المعنوي، كونها طريقة مذهلة لتعزيز التواصل بين الأهل والأطفال، وتساهم في زيادة تعلق الرضيع بالأم والأب، وتؤثر بشكل مباشر في التنمية الفكرية والإبداع، ليصبح الطفل واثقاً من نفسه.