فضلت مرشحات في الانتخابات البلدية عدم الكشف عن مقرات حملاتهن الانتخابية عبر الإعلانات الترويجية، تجنباً لما سمّينه «رقابة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وقلن لـ«الحياة»: «لا نود الدخول في دوامة وضع اشتراطات إضافية على اشتراطات اللجان الانتخابية الرقابية»، لافتات إلى التشديد على حملات النساء «في شكل مضاعف عن الرجال» ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" السعودية اليوم الثلثاء (8 ديسمبر / كانون الأول 2015).
ووصفت إحدى المرشحات في مدينة جدة (تحتفظ «الحياة» باسمها) الإعلانات الانتخابية بأنها «حذرة جداً، وتم الاتفاق على الصيغة بين عدد من المرشحات، ليس بهدف توحيد صوت المرأة، وإنما تفادياً لمشكلات مع جهات رقابية». وقالت: «لو دققنا في إعلانات الرجال، لوجدنا أن المقرات الانتخابية موجودة في إعلاناتهم، بخلاف غالبية المرشحات اللاتي بدأن تنفيذ برامجهن، وبعضنا فضل الكشف عن المقر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس الإعلانات الموجودة في الشوارع».
وأوضحت مرشحة أخرى من محافظة القطيف (فضلت عدم ذكر اسمها) أن «المقر الانتخابي ليس ضمن الشروط المطلوب تدوينها في الإعلان، فالأفضل عدم الإعلان عنه، لأن هناك تعقيدات ستطفو على السطح من جهات رقابية أخرى، على رغم أنه لا يوجد اختلاط إطلاقاً، وفي حال تم ضبط ذلك ستكون ضمن المخالفات التي تصل إلى حد إبعاد المرشحة عن استكمال مراحل الانتخابات».
بدورها كشفت نورة الحازمي (منسقة حملة انتخابات لمرشحة) أن «عدم الإعلان عن مقرات المرشحات ما هو إلا تحفظ، وليس إلزامياً، وإنما بحسب الرغبة، وغالبية النساء لم يُعلنّ عن مواقع المقر الانتخابي، تجنباً للرقابة المستمرة، أو حفاظاً على سير الحملة الانتخابية، ولا سيما أنهن وجدن صعوبات في الحصول على موافقات رسمية للحصول على مقر للحملة الانتخابية، مع أنهن حصلن على تعاون من مراكز الأحياء ولجان التنمية والجمعيات الخيرية، التي بادرت في تقديم الدعم لعدد منهن».
وأضافت: «بوصفنا مشرفات على الحملات نعمل على كل ما يمكن توفيره من أجواء آمنة ومريحة، خلال عقد البرامج، والإعلان عن البرنامج الانتخابي المخصص للمرشحة، ونحاول قدر الإمكان عدم الخروج عن التعليمات والأنظمة، خصوصاً أن اللجان الرقابية النسائية لديها معرفة بمواقع الحملات الانتخابية النسائية، والزيارات تكون مفاجئة».
من جانبه، أوضح مصدر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (فضّل عدم ذكر اسمه) لـ«الحياة» أن «الجولات الرقابية لها تتم بالتنسيق مع الشؤون البلدية، ونحن (أي الهيئة) غير مخولين بالدخول إلى المقرات الانتخابية، لوجود لجان مخصصة من الوزارة لذلك».
إلى ذلك، كشف مراقبون على الحملات الانتخابية أن عدم الإعلان عن المقر يكون برغبة المرشح، فلا يمكن التحكم بصيغة الإعلانات ما دامت غير مخالفة، علماً أن اللجان الرقابية تتوافر لديها المعلومات كاملة عن المقار الانتخابية مع البرامج التي تقدم، وعدم الإعلان عن المقر عبر الإعلانات التجارية يرجع إلى رغبة المرشحة، أما الرجال فيعلنون عنها ضمن حملاتهم ومطبوعاتهم.